Thursday 25th of April 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    27-Aug-2010

مناهج البحث والتأليف في القصص القرآني

الرأي -

*

يقوم كتاب "مناهج البحث والتأليف في القصص القرآني" الصادر عن دار الفضيلة ودار القطوف في عمّان (2007)، من تأليف.. أحمد نوفل، على ثلاثة أجزاء، وفي كلّ جزء هناك تقدمة للمؤلف

ففي الجزء الأول من الكتاب يعرض للقارئ منهجه، الذي ارتكز عليه في دراسته التحليلية النقدية لمؤلّفات في القصص القرآني، قديماً وحديثاً، وقد شغلته دراسة القصص القرآني أكثر من ثلاثين عاماً، فقام بدراسة للمكتبة القصصية القرآنية معرّفاً بها كتاباً كتاباً، عن طريق تلخيصه وإيجازه ومنهج صاحب الكتاب، فكأنما القارئ قد قرأ كلّ كتاب من تلك الكتب، ثم يقدّم المؤلف رأيه في ما قرأ، وقد جمع من الكتب ما هو قديم وحديث، ولم يرتّبها ترتيباً زمنياً، كي لا يكون هناك إملال ولا تنميط، كما يرى المؤلف

بدأ المؤلف كتابه بالتعريف بالمنهج، فوقف على المنهج في اللغة، والمنهج في الاصطلاح، باحثاً عن المعنى والمفهوم في كتب اللغة ومعاجمها، عارضاً تلك التعريفات بإيجاز دون إطالة أو إملال، ويقول: "القرآن العظيم له منهجه الخاص في درسه وتفسيره وتحليله، فلا يحاكم إلى مناهج الدراسات العلمية أو الإنسانية، فهو كلام الله الذي لا يجوز أن يقاس بمقاييس البشر، أو أن أطبق عليه القواعد والضوابط التي أتعاطاها في تعاملي مع نصوص البشر فلا أطبق على القصة القرآنية معايير العمل الفني، ولا أخضعها لقواعد النقد التي يستخدمها أهل هذا الفن" (ص 10)

ينتقل الكاتب للحديث عن مناهج التأليف في القصص القرآني، ويقسمه إلى منهجين اثنين:

- المنهج السردي: وهو منهج يعتمد على رواية القصة بشكل مسترسل متتابع من البدء إلى المنتهى، وهو ليس الأليق بالقصة القرآنية، وظل المسيطر والمستحوذ على المكتبة القصصية ردحاً طويلاً من الزمان، بل الزمان الذي قطعه الفكر الإسلامي كله حتى اليوم، فلم يعتمد القرآن الكريم في قصصه الحكاية المتتالية المشاهد والمتتابعة الحلقات من البدء إلى النهاية

ويرى المؤلف أن الكتّاب اضطروا إلى اللجوء إلى الإسرائيليات لأمرين، الأول: ملء ما توهموه فراغاً ونقصاً في المشاهد القرآنية، والثاني: ربط الحلقات تقديماً وتأخيراً وبدأ التأليف في التفسير أو القصة القرآنية، منذ بدء الأخذ عن الإسرائيليات ويزعم المؤلف أنه بدأ منذ عهد التابعين، واتسع آناً بعد آن، وحيناً بعد حين، والشواهد عليه كثيرة: "تفسير الطبري"، و"تاريخ الأمم والملوك" للطبري، و"تاريخ ابن كثير"، و"قصص الأنبياء" لابن كثير، و"البداية والنهاية" لابن كثير، و"عرائس المجالس" للثعالبي، و"قصص الأنبياء" لمحمد بن عبد الله الكسائي، و"الكشف والبيان" للثعلبي، و"لباب التأويل" للخازن إلخ

- المنهج التحليلي: وهو حديث زماناً، قليل الحصة في الكتب نادر الجيد، وهذا المنهج يتعاطى مع النص ألفاظه وحروفه وتراكيبه، وما يتضمّن من دلالات، ومثاله كتاب دحسن باجودة: "الوحدة الموضوعية في سورة يوسف"، فقد التزم النص القرآني ولم يعده، ولم يتجاوز عنه، ولم يخرج إلى الدائرة الإسرائيلية قيد شبر، بل انضبط في حدود النص، واستنتج من النص كنوزاً دلالية ومعرفية هائلة دون الاحتياج إلى الإسرائيليات، وانصبغ تحليله ومنهجه بصبغة تخصصه في اللغة، فجاءت النكهة اللغوية واضحة والذوق البياني سافراً

ومثال آخر كتاب محمد المجذوب "نظرات تحليلية في القصة القرآنية"، وهو يسير على المنهج التحليلي، فيثبت أن لا تكرار في القصة القرآنية ومثال ثالث دراسات العقاد عن إبراهيم أبي الأنبياء، والمسيح عليهم السلام، فنصبغ منهجه بالتحليل العقلي والتاريخي والفكري والفلسفي، ومثال ربع كتاب دعبد العزيز كامل "مواقف إسلامية"، إذ تغلب عليه الناحية الجغرافية والمكانية ومثال خامس كتاب محمود محمد قاس "من جغرافية القصص القرآني"، ومثال سادس كتاب محمد خير رمضان يوسف، الذي تغلب عليه الناحية التاريخية ومثال سابع كتاب أبي الكلام أزاد "ويسألونك عن ذي القرنين"

وهناك منهج ثالث آخذ من كل من المنهجين السابقين، فسمّاه المؤلف: المنهج السردي-التحليلي، أو السرد تحليلي، وكتبه محدودة جداً، ومثاله كتاب الشيخ عبد الله العلمي الغزي الدمشقي "مؤتمر تفسير سورة يوسف"، فهو كتاب يقع في مجلدين كبيرين، والكتاب تحفة معرفية موسوعية فيها اللغة والتاريخ والعقيدة والاجتماع والفلسفة والأديان والشعوب والجغرافيا والأخلاق والسياسة إلخ ومثال آخر كتاب الشيخ عبد الوهاب النجار "قصص الأنبياء"، فاعتمد الروايات ومنها الإسرائيليات، وجاءت فيه لفتات تحليلية ولغوية وتاريخية ومثال ثالث كتاب دالتهامي نقرة، وكتاب محمد أحمد خلف الله، وكتاب سيد قطب "التصوير الفني في القرآن"

تناول المؤلف في الجزء الأول من الكتاب خمسة عشر كتاباً، هي: "النبوات وما يتعلق بها" للإمام الرازي، "تأويل الأحاديث" للدهلوي، "قصص الأنبياء" (المجلد الثاني) للكسائي، "قصة ذي القرنين" للدكتور عبد العليم خضر، "التحليل النفسي للأنبياء" لعبد الله كمال، "الحوار ورسم الشخصية" لعبد المرضي زكريا، "من جغرافية القصص" لمحمود القاسم، "الخضر بين الواقع والتهويل" لمحمد خير رمضان، "الوحدة الموضوعية في سورة يوسف" للدكتور حسن باجودة، "سليمان بين حقائق التلفزة وعلم التقنية" لعبد الرحمن الرفاعي، "حياة سليمان" لمحمود شلبي، "حياة موسى" لمحمود شلبي، "قصص الأنبياء" لياسين الجمل، "قصص القرآن والقصص في الديانات الأخرى" لخالد صناديقي، "وجاء الطوفان" من منشورات دار التوحيد

وفي الجزء الثاني تناول المؤلف عشرة كتب، هي: "سيكولوجية القصة في القرآن الكريم" للتهامي نقرة، "ذو القرنين" لمحمد خير رمضان يوسف، "بدائع الإضمار القصصي في القرآن الكريم" لكاظم الظواهري، "القصص القرآني من العالم المنظور وغير المنظور" لعبد الكريم الخطيب، "القرآن والقصة الحديثة" لمحمد كامل حسن المحامي، "الأنبياء في القرآن" لسعد صادق محمد، "حياة أصحاب الكهف" لمحمود شلبي، "قصص الأنبياء في القرآن الكريم: مجمع البيان الحديث" لسميح عاطف الزين، "قصص الطير والحيوان في الكتاب والسنّة" لعكاشة عبد المنان الطيبي، "من نبأ المرسلين: هود ويوسف عليهما السلام" للدكتور حسن عيسى عبد الظاهر

وفي الجزء الثالث من الكتاب تناول المؤلف أربعة عشر كتاباً، هي: "حياة يونس" لمحمود شلبي، "أحسن القصص: قصص القرآن الكريم" (360 قصة) للدكتور أحمد الكبيسي، "الإعجاز اللغوي في القصة القرآنية" لمحمود السيد حسن مصطفى، "القصص الهادف كما نراه في سورة الكهف" (الكتاب الأول) لمحمد محمد المدني، "النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين" لنعمة الله الجزائري، "حياة يحيى" لمحمود شلبي، "إبراهيم خليل الله" لألن هوايت، "الارتباط الزمني والعقائدي بين الأنبياء والرسل" للدكتور الحاج محمد وصفي، "المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة" (الجزء الأول) للدكتور عبد الكريم زيدان، "القصة في القرآن الكريم" (الجزء الأول والجزء الثاني) للدكتور محمد سيد طنطاوي، "إبراهيم عليه السلام ودعوته في القرآن الكريم" لأحمد البراء الأميري، "الأنبياء في القرآن الكريم" لمحمود الشرقاوي، "النبوة والأنبياء في ضوء القرآن" لأبي الحسن علي الحسني الندوي، "القصص القرآني" للسيد محمد باقر الحكيم

zlaban@yahoocom