عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2019

لن تجف أقلامنا يا وصفي - د. عدنان مساعدة

 

الدستور- منْ يعشق الأرض يكون بفطرته منتميا، ومن يُقدم روحه رخيصة من أجل ثرى التراب الذي احب هو الذي يمتلك روحا وثابة لا تعرف الوجل أو الخوف، لأن هذه النفس تحمل مشروعا كبيرا وهمّا وطنيا يتجاوز كل الحدود والآفاق، وهكذا كان شهيدنا وصفي عاشقا لتراب الأردن  مارس معنى الانتماء، وكرّس معنى الولاء للقيادة الهاشمية، فكان رفيق جلالة سيد الرجال حسيننا العظيم الذي اختاره كرجل دولة شجاع غير هيّاب ولا ’مرتاب.. رجل المهمات الصعبة لما يمتلك من رؤية ثاقبة واخلاص عزّ نظيرة فتحققت الانجازات وساهم في بناء الدولة الاردنية.
كان وصفي رجل دولة بحق يعيش في ذاكرتنا الوطنية، لأن يده لم تمتد إلى مال قذر او حرام، فعاش عفيفا وقويّا وصلبا، وكانت ترتعد أمام أمانته وصدقه ونبله وقوته فرائص الفاسدين وتجار المواقف، وآمن ان الجندية شرف لا يدانيه شرف، فهي الحصن المنيع التي تحمي الوطن، وفيها الردع القوي لكل من  ’يسيء الى الثوابت الوطنية ومقومات الدولة الأردنية الراسخة، كما آمن بأن خدمة الأرض والاهتمام بالزراعة والإنتاج تحقق السيادة الوطنية وتحفظ كرامة الانسان،
أي وصفي، أيها الحاضر بيننا كقدوة لرجل الدولة الشجاع والقوي والجندي المخلص الأمين ، وكنت السياسي  الفطن الذي ’يسمّي الأمور بمسمياتها بكل فراسة وجرأة ووضوح وأن لا مجال للخطأ أو المجاملة على حساب الوطن، وكنت رجل الدولة الاستثنائي حيث لم تسع لجمع ثروة أو مال  فحافظت على المال العام، وكانت اليد التي تمتد اليه من أشباه الرجال الذين لا همّ لهم الا الثراء الفاحش الذي نبت في السحت تنال القصاص بقوة الدولة وهيبة القانون، بل كنت نسعى إلى بناء الإنسان فكرا وانتماء وولاء لتتحقق النهضة في أردن العزم والكرامة.
فلتطمئن روحك الطاهرة يا شهيدنا المسجّى بدفء تراب شيحان والبلقاء ومعان والمفرق وسهول حوران وجلعاد وفي كل مكان على هذه الارض المباركة يفوح منها رائحة السوسنة وسنابل قمح بلادي والشيح والزيتون وماؤه العذب الزلال، فقافلة الشهداء لن تتوقف من أجل الاردن الذي أحببت، والمسيرة تمضي برعاية الله في حماية بيتنا الأردني الواحد والموحّد يقود مسيرتنا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين بعزيمة الرجال جندي ملك يتقدم الصفوف ’مهاب الجانب قوي الشكيمة وصادق الوعد والعهد عاهد الله والوطن.. يسير على درب الهاشميين الاطهار مترسّما نهج والده الملك الانسان الحسين الباني لتستمر قافلة البناء والنهضة. 
أي وصفي، لن تجف أقلامنا أبدا تجاه نهجك الوطني المخلص، وستبقى رصاصات الغدر نارا تحرق وجوه المجرمين والحاقدين، وان نالت من جسدك الطاهر، فإنها لم تنل من نهجك ومدرستك التي تمثل لنا جميعا شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء، ونمتلك العزيمة والتضحية من اجل اردننا الغالي كالجبال الراسيات التي لا يهزها اعصار أو ريح ونقف في وجه التحديات ونحن أشد عودا وأكثر صلابة.
أي وصفي لقد نلت شرف الشهادة واقفا بأنفة وكبرياء خلدتك ذاكرة الأردنيين وكل الشرفاء كقامة وطنية لا ’تنسى عطاء وبذلا وتضحية، ولتنعم بإذن الله مع رفيق دربك حسيننا العظيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وسلام عليكما في الخالدين ولا نامت أعين الجبناء.
ربي اجعل هذا البلد آمنا، ودام جلالة الملك سيدا وقائدا وحفظ الله سمو ولي العهد الأمين.
  كاتب واستاذ جامعي/كلية الصيدلة- جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية.
  عميد كلية الصيدلة سابقا في جامعتي اليرموك والعلوم والتكنولوجيا الاردنية.
  رئيس جمعية اعضاء هيئة التدريس سابقا