عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Oct-2019

ظل المسؤول ... مسؤول !!! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور- هناك كثير من المسؤولين يعتمدون اعتماداً كلياً على فريق العمل الخاص بهم ويتمتعون بصلاحيات نافذة ومحركة لكثير من الامور ، كونهم المرجعية التي تحظى بالثقة حتى وان اخطأت في بعض القرارات او نفذت ومررت كثيراً من مصالحها الشخصية ، وهؤلاء الاتباع يتمتعون بخاصية الذكاء والدهاء والموهبة ، وهناك منهم من يكون يعمل بالخفاء او بالظل حتى وان لم يستلم منصبا مقربا من المسؤول .
لكن يجمع كثير من الخبراء ان هؤلاء هم من يقودون ويوجهون المسؤولين ، حيث ان المسؤول اصبح يواجه كثيراً من التعقيدات والمتغيرات والمواقف المتشابكة ، خاصة في ظل الازمات والقرارات الحاسمة ، مما تستدعيه اللجوء الى فريق عمل خاص به يوجهه للطريق والقرار السوي خاصة اذا كان يواجه معارضه من اصحاب المواهب الفذة والمهارات الممتازة ، والجاه والثراء والنفوذ السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي ، حيث لديهم مواهب وامتيازات فكرية تستدعي بالمسؤول تحضير فريق عمل لديه على مقدرة وكفاءة لمواجهتهم ، حتى انه يستعين احياناً بشخصيات قد لا يخول لهم اي وصف وظيفي او رسمي بل يكتسبونها بصفة خاصة كمرجعية في مجال واختصاص معين ، مع الاشارة ان صلاحيات اي مسؤول في الحكومة لم تعد محصورة في شخص واحد بل اصبح هناك اكثر من شخصية مسؤولة مؤثرة تعطي مرونة لصاحب القرار لاختيار القرار الامثل ، علماً بأن اختيار اي فريق عمل وزاري وعلى رأسهم الرئيس ، يعتبرون من الصفوة واتساع أفق ومؤثرين بفضل ما أوتوا من علم ومواهب ومهارات وخبرة .
والفريق الوزاري لا تسقط قيمتهم بسقوط رئيسهم لانهم قادة مؤثرون بحكم صفاتهم وطبيعتهم ، اذن هناك من يقود المسؤول الرئيسي ولديهم القدرة على دفعه من اجل تحقيق الاهداف لحكومته ، خاصة اذا كانوا يملكون نفوذاً خارج اطار العمل داخلياً او خارجياً مما يمنحهم ايضاً صفة الاستقلالية وبالتالي يعتبرون عنصراً لا غنى ولا استغناء عنه .
وهكذا يتمثل اول تحدي للمسؤول الاول فهم سوف يتكررون في حكومات لاحقة او في مجالس ادارات لشركات ومؤسسات وغيرها ، يضاف الى ذلك ان هؤلاء قادة الخفاء والظل للمسؤول لا يستطيع احد ان يؤثر فيهم الا اذا كان يستوعب اهتماماتهم ومناحيهم الفكرية ، حيث يعتبرونه مغذيا لمواهبهم وملهما لصناعة الافكار والحلول .
لذلك هم يحظون بالثقة من كافة الاطراف ، حيث ان الثقة هي مفتاح النفاذ لقلوب المسؤولين والتأثير في عقولهم كذلك الاهتمامات المشتركة هي اساس في عملية توجيه المسؤول عندما يتم استيعاب اهتماماته .
وكلنا يعرف ان قيادة فريق وزاري يجب ان يتمتع بها رئيس ليس فقط كمسمى بل يقود هذا الفريق كمنظومة متكاملة من الافعال والتصرفات ، والتي تشكل علاقة الرئيس بفريقه الوزاري واتباعه وتعتبر هذه العلاقة هي الجسر الرابط بينهما وحتى مع اتباعه .
ولذلك عليه ان يتمتع بالذكاء والقوة والرؤية ، وليس من السهل على اي فريق ظل التحكم في المتغيرات والقرارات كونها ستنعكس في السلوكيات ومستوى ردود الافعال ن واحياناً اختلاف في الاراء مع الفريق الوزاري العامل ، حيث من الممكن ان لا يتفق ذلك مع المصلحة العامة او سياسة اي وزارة او مؤسسة ، ففريق العمل الوزاري قادة بحكم الخبرة والمعرفة.
فهناك توازنات وحسابات تلقي بأثرها وظلالها على الساحة يتلقفها الاعلاميون والمثقفون واصحاب الشأن ، وهناك المعارضة ومن يتصيد هفوات واخطاء الحكومة يحللون ويقيمون ويعطون نتائجهم خاصة في ظل الاعلام المفتوح .