الرأي - كتب : أمجد المجالي - في لحظة انتصار هام للمنتخب الوطني لكرة القدم خلال المشوار المميز بتصفيات كأس العالم 2014، وبعد أن اطلق حكم اللقاء صافرة النهاية، تسابقت وسائل الاعلام نحو الأمير علي بن الحسين الذي كان يبادل النجوم التحية ابتهاجاً بالفوز، لالتقاط صور الفرح لسموه والظفر بتصرح منه حول ما تحقق، ليوجه سموه الاعلاميين نحو النشامى: ركزوا عليهم، فهم أصحاب الانجاز بفضل العطاء والجهد المبذول والممزوج باصرار وعزيمة لا تلين.

 

هو المشهد الذي لا يزال محفوراً بـ أذهان عديد الزملاء الاعلاميين الذين واكبوا الحدث، أنذاك، وأنا واحد منهم، فالرسالة كانت غاية في الأهمية بدلالاتها العميقة بـ إنكار الذات وحصر كل ما تحقق وما أنجز بجهد وعطاء النشامى فقط.

 

سجلت كرة القدم الاردنية بفضل القيادة المميزة للامير علي ورؤيته الشمولية والمتجهة دوماً نحو المزيد من التطوير، الكثير من النجاحات التي فاقت التوقعات في ظل تحديات وفوارق الامكانات، فبعد التفوق العربي فإن الحضور في القارة الآسيوية وعبر بطولتها الأهم على مستوى المنتخبات الأولى بات لافتاً وبدءاً من توهج النتائج بنهائيات الصين 2004 ومن ثم نهائيات قطر 2011 ووصولاً الى ما انجزه النشامى في البطولة المقامة حالياً في الامارات من صدارة مستحقة لمجموعته وعلى حساب حامل اللقب، ويضاف الى ذلك بلوغ الملحق العالمي لتصفيات كأس العالم.

 

ولإن الرؤية اتسمت بالشمولية فإن الفئات العمرية حظيت بالرعاية والاهتمام، ما يفسر ما تحقق من انجاز عالمي ببلوغ نهائيات كأس العالم للشباب 2007 والحضور الدائم ببطولات القارة وعلى مستوى الفئات كافة، الى جانب ما تسجله الكرة النسوية من حضور مميز ونتائج أهلتها لمركز الصدارة العربية وضمن النخبة الاسيوية.

 

وفي العودة الى ما وجه به الأمير الاعلام بضرورة التركيز على النشامى، فإن ذلك يؤكد أن قائد الكرة الاردنية وصانع انجازاتها يقدر عطاء النشامى وجهدهم ويصنفهم بـ اعلى الهرم لاسباب الانجاز ومفاتيحه الرئيسة، ولافتا الى أن الاتحاد الذي يوفر كل سبل الاعداد المثالي لمسيرة المنتخبات الوطنية كافة يقوم بواجباته الاصيلة.

 

هي لفتة ليست بغريبة على الأمير علي وحرصه الدائم على ابراز عطاءات النشامى وجهودهم التي تبذل انطلاقا من تحملهم المسؤولية بعزيمة وثبات واقتدار، وتأكيد على أنهم أصحاب الانجاز والفرسان الذين يتمتعون بكافة الصفات التي تؤهلهم للتعبير عن قدراتهم بكل حضور وتميز.

 

وختاماً، فإنني إرتأيت اعادة مضامين ودلالات الرسالة العميقة للأمير علي: ركزوا على النشامى فهم أصحاب العطاء والجهد المبذول والممزوج باصرار وعزيمة لا تلين.