عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Nov-2019

الورقة الأخيرة - نوعا لنداو

 

هآرتس
 
بعد التقليصات في ميزانية السلطة الفلسطينية والاونروا والاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل والاعتراف بهضبة الجولان تحت السيادة الاسرائيلية، بقيت فقط ورقة مهمة واحدة في كم الولايات المتحدة. وادارة ترامب قررت سحبها بسخاء في الوقت الحالي بالضبط: الاعلان بأن المستوطنات في يهودا والسامرة ليست بالضرورة “غير قانونية” كما ينص القانون الدولي. وتماما مثل الاعلان عن سيادة اسرائيل في القدس وهضبة الجولان، وحتى أكثر من ذلك بسبب الاهمية بالنسبة للفلسطينيين، بالاساس في مناطق ج، ايضا هذا الاعلان هو رمزي وحساس في معظمه الآن. الوضع في المناطق لن يتغير بين عشية وضحاها، وبالتأكيد القانون الدولي لن يتغير فقط لأن الولايات المتحدة قررت بأنها لم تعد تعترف به. ايضا على مستوى الادارة الاميركية فان عدد من التغييرات الملموسة، على مستوى الميزانيات مثلا، سيحتاج الى مصادقة الكونغرس الى جانب التصريحات الاحتفالية لوزارة الخارجية الاميركية.
خلافا للحالات السابقة، هذه المرة سارع المجتمع الاوروبي الى توضيح موقفه بعد بضع دقائق على الاعلان، وليس بعد ايام. لذلك، مثلما في قضية نقل السفارة والتصويت مؤخرا في الامم المتحدة على تجديد التفويض للاونروا، الآن ايضا يبدو أن السلطات في اسرائيل والولايات المتحدة موحدة، لكن باقي العالم، بمن فيهم اصدقاؤنا الجدد في وسط وشرق اوروبا وروسيا وآسيا وافريقيا، ما يزالون موحدين مع الجهة المضادة. والمفاجئ اكثر من القرار هو أن القرار الذي يناسب سياسة ترامب حتى الآن، هو التوقيت. في محيط نتنياهو يقولون إنه “يعمل على هذا الموضوع منذ بضعة اشهر” وأن “القرار اتخذ بالتنسيق مع هيئة الامن القومي والمستشار القانوني للحكومة”. هذه الجهات تطلق اشارات بحسبها التوقيت استهدف مساعدة نتنياهو على تشكيل حكومة يمينية.
ولكن جهات اميركية تقول إن الضغط الاكبر في هذا الموضوع كان لمؤيدي ترامب الافنغلستيين الذين ارادوا استغلال معارضة الادارة مؤخرا لقرار المحكمة الاوروبية بتطبيق وسم منتجات المستوطنات من اجل الدفع بسياستهم بعيدة المدى التي عمرها سنوات طويلة بأنه يجب الاعتراف رسميا بالمستوطنات على أنها قانونية. هذه السياسة دفعت قدما من قبلهم ايضا داخل الحزب الجمهوري. حسب هذه الادعاءات فانه ليس الوضع السياسي لنتنياهو هو الذي استدعى هذا القرار الآن، بل موقف ترامب السياسي الذي يعتبر المسيحيين الافنغلستيين جزءا جوهريا من قاعدة مؤيديه في الانتخابات القريبة القادمة، وهي نفس المجموعة التي دفعت الى اتخاذ قرارات الادارة الاخرى بالنسبة لاسرائيل والفلسطينيين في السنوات الاخيرة.
في خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو القصير، عبر عن توجه آخر في موقف الادارة. بأن التغيير في السياسة لم يستهدف التأثير على المفاوضات، التي ستقرر وحدها كما يبدو ما هو موقفهم تجاه المفاوضات في الاتفاق الدائم. إن مبرر كل هذه الخطوة استهدف، حسب رأيهم، المساعدة “للدفع بالسلام قدما”، على ضوء حقيقة أن سياسة الادارة السابقة ضد المستوطنات لم تساعد كما يبدو في ذلك. واذا واصل نتنياهو وترامب تولي منصبهما فسيلقى عليهما عبء الاثبات، حيث أنه في هذه الاثناء الاعتراف بالقدس وهضبة الجولان لم يدفع الى الامام عملية السلام بأي شكل من الاشكال.