عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Apr-2019

صفقة جیدة غیر کاملة - یھوشع یوسي
یدیعوت أحرونوت
 
في نھایة الیوم، عند مراجعة الاتفاق الذي تحقق مع حماس حول إضراب السجناء یمكن لإسرائیل أن تكون راضیة حتى لو لم تكن الصفقة كاملة حقا. لقد بدأت ھذه الخطوة بخطة صحیحة ومبررة من جانب وزیر الأمن الداخلي جلعاد اردان لحجب الاتصال عن أقسام السجناء الأمنیین الذین یقضون محكومیات في السجن. یدور الحدیث عن مخربین مع دم على الأیدي، وتستھدف الخطوة منعھم من اجراء مكالمات بالھواتف الخلویة. رغم الجھود، في مصلحة السجون لم ینجحوا في منع تھریب الھواتف النقالة الى داخل السجن. وحسب الشاباك – المخابرات نجح السجناء بتوجیھ العملیات من داخل السجون الى الاراضي الاسرائیلیة.
المشروع التجریبي، الذي یكلف بضع عشرات ملایین الشواكل، اثبت نفسھ. فقد فھم السجناء المعنى ولھذا فقد احرقوا الخیام في سجن رامون، وبعد ذلك تجرأوا على تنفیذ عملیة طعن ضد سجان في سجن كتسیعوت. ومن ھنا كان الطریق الى اضراب السجناء قصیرا ومعناه لجھاز الامن كان واضحا. عارض الجیش والمخابرات الاسرائیلیة الخطوة الان. فقد تخوفوا من التصعید. اما الاعتراض بالمناسبة فلیس واضحا ولا یدل على نفسھ. فھو یبث ضعفا للطرف الآخر. وأدارت مصلحة السجون المفاوضات ولكن بلا تقدم. وكانت عناصر في جھاز الامن ممن رأوا في قیادة المخابرات كمن یریدون الاثارة والتسبب بالتصعید. وسرعان ما نقل نتنیاھو الخیوط الى المخابرات وكان رجالھ ھم من طرحوا فكرة تركیب ھواتف ثابتة في داخل السجون للسماح للسجناء بالمكالمات وبالمقابل اعطاء الجانب الاسرائیلي المجال لمواصلة مشروع الحجب في باقي الاقسام وفي السجون التي یحتجزون فیھا.
صحیح أن الھواء خرج من بالون یوم الأسیر، ولكن مع ذلك سیعرض الطرفان النتیجة التي تحققت على الارض كنجاح: من ناحیة حماس، فھي تدعي بانھا نجحت في اخضاع اسرائیل وادخال ھواتف عامة الى الأقسام – وھو الطلب الذي لم تنجح حتى الان في تحقیقھ. اما اسرائیل، من جھتھا، فستواصل مشروع الحجب فیما ردت ایضا مطالب السجناء لاعادة زیارات العائلات لسجناء حماس والجھاد الاسلامي من غزة ورفع العقوبات ضدھم.
اضافة الى ذلك، توضح الاوساط الاسرائیلیة بانھ الى أن یعید المخربون الھواتف الخلویة التي توجد بحوزتھم في داخل السجون لن تركب الھواتف العامة. أما الإنجاز الاضافي والاھم لاسرائیل، والذي ینھي الازمة بنتیجة جیدة، فھو الرقابة الوثیقة أكثر على المكالمات الصادرة، ھكذا بحیث أنھِ إذا لم یختف حجم الارھاب تماما فانھ سیقل كثیرا.
من ناحیة نتنیاھو، ایجابا كان أم سلبا، ھذه الصفقة ھي صفقتھ. فھي جزء من الھدوء الذي حققھ حیال حماس في فترة الانتخابات في محاولة لتحقیق تسویة واسعة. اذا ما بقي الھدوء – فان نتنیاھو یكون قد نجح؛ واذا تدھور الوضع ووصل الى الانفجار، فسیكون ھو وحده المسؤول عن ذلك.