عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Apr-2019

المخرج حسن أبو شعيرة أصبح لكل بلـــد عــربـــي مخــرجــوه

 

عمان-الدستور - حسام عطية - اعتبر المخرج حسن أبو شعيرة بانه ليس كل ما يقدم الان من دراما أردنية يشير الى ان هناك تراجعا للدراما الاردنية، فهناك اعمال جميلة ومتميزة وتنفذ بأعلى درجات اللغة البصرية المبهرة من انتاج بعض المراكز والمؤسسات الانتاجية الفنية الرسمية وبالقطاع الخاص، وهناك طبعا وقطعا تراجعا بالدراما الاردنية في مواقع إنتاجية اخرى وهي كثيرة للاسف، واهم ما يمكن ان يقال عن سبب التراجع هو التكرار والتكرار والتكرار الممل في النص وسوء اختيار بعض الممثلين والممثلات والمخرج والفنيين، وعدم وجود وضوح رؤية إخراجية  للمخرج  وعدم حرفيته مهنيا، وضعف الامكانات الإنتاجية المالية؛ ما يظهر العمل فقيرا جافا فارغا، ثم اختيار موضوعات غريبة عن مجتمعنا؛ ما يشعر المشاهد بانه يتفرج على موضوع غريب عنه وليس له علاقة به، كما اننا تحت ظروف الانتاج التجاري المسلوق ألغيت عندنا مسالة البروفات للمسلسل وبالتالي فقدنا مسألة فهم واستيعاب النص بكل تفاصيله من كل العاملين به قبل ان نذهب لتصوير أي عمل فني.
لكل بلد
ونوه المخرج أبو شعيرة في تصريح لـ «الدستور» وهو الفنان الذي عرفه الجمهور الاردني والعربي بداية من بطولته لمسلسل «دليلة والزيبق» اواخر السبعينيات من القرن الماضي ومن خلال  «جدار الشوك» و «بير الطي» و «خالد بن الوليد» و «وامعتصماه» و «الظاهر بيبرس» و «رجم الغريب» و «السيف الذهبي» و  «قمر البر والبحر» و «المبروكة» الذي عرضه التلفزيون الاردني في رمضان عام «2014»، بانه اصبح لكل بلد عربي مخرجيه من أبناء البلد؛ لكثرة عدد المخرجين وقلت الاعمال، فيما المخرج المتميز هو الذي يفرض نفسه ويكون مطلوبا من الاخرين بجدارة واقتدار، ويكون متواجدا في الساحة الاردنية، مؤكدا على وجود اعمال جميلة ومتميزة وتنفذ بأعلى درجات اللغة البصرية المبهرة، فيما الحل الأمثل والاقوى والأنجع والوحيد لانجاح الدراما الأردنية هو قناعة واقتناع اصحاب القرار في الاردن بدور الدراما في خدمة الوطن وافراد المجتمع وتبني ذلك بقرار سياسي يخصص لدعم الدراما موازنة خاصة سنوية دائمة ضمن بنود الموازنة العامة للدولة الاردنية.
ويضيف المخرج أبو شعيرة وبالتالي فان هذا الأمر سيحسن من نفسيات العاملين في الدراما ويحسن مزاجهم ويدفعهم للعمل والابداع بروح شفافة قوية متحمسة، المساهمة في صناعة النجم الاردني بأشكاله المتعددة  كاتبا ومخرجا وممثلا وتقنيا ليرتقوا ويصبحوا سفراء للأردن يروجون  له حول  أمنة واستقراره، ثم سياحته وجذب الاستثمار العربي والغربي كما فعلت وتفعل الدراما التركية سابقا وحاضرا ومستقبلا، المساهمة في بناء الدولة المنتجة من خلال أهمية الاستثمار في القطاع الدرامي اخذين بعين الاعتبار الترويج لابداعنا الدرامي الاردني  وفق منظومة اختيار الإبداع الدرامي الاردني المتميز لتسويقه للاخرين، البحث عن النصوص الدرامية المتميزة التي تحمل في ثناياها مفردات النجاح والتسويق للأردن وخارجه، إيجاد حركة نقدية واعية موضوعية  منتمية لأمور الوطن تكون مهمتها مراقبة الانتاج الدرامي الاردني وتقديم كل ما هو مفيد لإنجاحه وذلك بوضع  اليد على مناطق الخلل ومعالجتها، رفد الدراما الاردنية بالطاقات الشبابية الموهوبة والمبدعة لتكون دماء جديدة تنعش الدراما وتطيل في عمرها وتشكل حاضرها ومستقبلها بروح وثابة وارادة وعزيمة وإيثار، تكاتف جهود كل من يعمل بالدراما الاردنية  من مسؤولين ومنتجين وفنانين للخروج من هذه الأزمة بالمحبة والتعاون والإيثار تحت مظلة نقابة الفنانين الاردنيين «بيت الفنانين الاردنيين».
هاجس التشغيل
ولفت المخرج أبو شعيرة النظر الى أن «هاجس تشغيل» الفنانين وايجاد فرص العمل لهم عبر انتاج المسلاسلات الدرامية والكوميدية تعتبر  أهم مسالة تؤرق الفنان الاردني  حاليا وعليه فان على الحكومة ممثلة بوزارة الثقافة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وأيضا نقابة الأردنيين ومراكز الانتاج الفني في القطاع الخاص التكاتف فيما بينهم لتوفير فرص «التشغيل» لهؤلاء الفنانين، كما على العاملين بالوسط الفني التعامل مع بعضهم البعض بالاحترام والتقدير والمحبة كونهم اي الفنانين سفراء يؤدون رسالة قيمة تنقل هموم الموطنين ومشاكلهم عبر تجسيدها باعمال فنية مختلفة، فيما أنا متفائل بالجيل الشباب الجديد العامل في القطاع الفني وسعيد بقدراتهم وباخلاقهم على كافة المستويات اثناء قيامهم بعملهم الفني، وعليه يجب دعمهم وتوفير فرص التشغيل لهؤلاء  الفنانين والفنانات من الجيل الشبابي الجديد حتى لا نفقدهم ويفقدون الامل كون بات وضع بعض الفنانين الأردنيين للاسف حاليا مؤلما ومحزنا للغاية وعلى كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص الانتباه لهذه المشكلة والعمل على حلها.
ليست غائبة
وفي رده عن سؤال، هل  انت راضٍ عن مساحة تواجد الدراما الاردنية على قنوات التلفزيون العربية وبانها غائبة، افاد المخرج أبو شعيرة لا لست راضيا عن تواجدها ابدا، ولكنها ليست غائبة بالمعنى المطلق للغياب، حيث تراها بعض الأحيان متواجدة وقوية وفاعلة ومنافسة كما كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فقد قدمنا دراما أردنية متميزة ساهمت فعليا في تسويق الاردن والفنان الاردني وقد علقت في اذهان المشاهدين العرب حتى الان أمثال مسلسل، وضحة وابن عجلان، نمر بن عدوان، دليلة والزيبق، قرية بلا سقوف، الظاهر بيبرس، هبوب الريح، الكف والمخرز، المناهل، وغيرها من الاعمال، ثم غابت الدراما الاردنية من عام 1990 لغاية 2003 تقريبا لاسباب اهمها حرب الخليج، ثم عادت لها الروح مرة اخرى عندما ظهر المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية بإدارة المنتج الاردني المتميز طلال العواملة فقدم العديد من الاعمال الدرامية الكبيرة الهامة بحرفية عالية المستوى اردنيا وعربيا ودوليا، ثم عادت واختفت، الى ان ظهرت موسسة الحجاوي للانتاج الفني بإدارة المنتج الاردني المتميز عصام الحجاوي، فقدم العديد من اعمال درامية ذات نكهة خاصة جمالية محببة وكانت متألقة ومتجددة، وأصبح لها جمهورها العريض اردنيا وعربيا، ولكن المشكلة بان كم الانتاج كان قليلا؛  ما جعل تواجد الدراما الاردنية متراوحا مترنحا ليست بالكم المأمول ولكنها ليست غائبة، ومما زاد في غياب الدراما الاردنية وجود منافسين اقوياء لنا من دراما سورية، مصرية، خليجية، لبنانية، تركية، فقد كانوا غزيري الانتاج المتنوع المبهر، بينما نحن اقتصر غالبية إنتاجنا الدرامي على المسلسلات البدوية فقط وكأننا لا نجيد الا هذا النوع من الانتاج الدرامي الذي أصبحنا مع مضي الزمن نكرر أنفسنا، والمطلوب ان نجري تغييرا وتعديلا على محتوى إنتاجنا البدوي، بحيث ننتهي من مواضيع الذبح والسلخ والغزو والغدر والخيانة والسادية والعنف والدموية والصراع على الشيخة، ونتجه الى مواضيع اخرى تحتاج لوقفة تامل عميقة من القائمين على انتاج المسلسلات البدوية  لإجراء تعديلات جذرية على شكل ومحتوى الدراما البدوية حاضرا ومستقبلا، لان الدراما بشكل عام تعتمد في نجاحها على التجديد والتغيير والابهار وعدم التقوقع في منطقة واحدة، أما لماذا تغيب الدراما الاردنية عن الشاشات العربية، باختصار شديد وموجز؛ لانها لم تعد تمتلك مفردات النجاح والقبول والبث والشراء والمنافسة مع الاخرين من ناحية الإبهار والتنوع والتجديد واستعمال التقنيات المعاصرة المتطورة في الإضاءة والصوت والمونتاج والمكساج، والابداع، نعم الإبداع.