عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Aug-2025

"خدمة العلم".. 6 آلاف شاب ومساران عسكري ومعرفي

 الحكومة والجيش: البرنامج يسهم بإعداد الشباب المنضبط لصون مكتسبات الوطن والدفاع عنه

الغد-محمد الكيالي
-  كل من يقع عليه الدور سيؤدي الخدمة أكان ابن وزير أو نائب أو سفير
 
- حسان يتابع البرنامج ولجنة معنية تقدم إيجازات دورية
 
 
- تبدأ الخدمة بتدريب 6000 شاب أتموا الـ18 عاما مستهل العام المقبل
 
- يختار المكلفون إلكترونيا بالسحب الإحصائي المحايد بعدالة وعدم تمييز
 
- كلفة البرنامج 20 مليون دينار ستخفض لـ13 مليونا في الأعوام التالية
 
- من لا يستدعى من مواليد 2007 وما قبل عليه الاستمرار بالتأجيل
 
- من يتخلف عن الالتحاق بالبرنامج ستطبق عليه عقوبات قانون الخدمة
 
 
 
 عقد وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة د. محمد المومني، ومدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي العميد مصطفى الحياري، مؤتمرا صحفيا أمس، أعلنا فيه تفاصيل إعادة تفعيل خدمة العلم.
وفي مستهل المؤتمر، أكد المومني أن إعلان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، إعادة تفعيل خدمة العلم، يأتي في إطار رؤية وطنية شاملة للاستثمار في طاقات الأجيال الجديدة، لإعداد مزيد من الشباب المنضبط والواعي، والقادر على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية، وصون مكتسبات الوطن وخدمته والدفاع عنه.
 
 
 
 
Image1_8202518223010707094691.jpg
ولفت إلى أن لقاء سمو ولي العهد مع مجموعة من الشباب بمحافظة إربد أول من أمس، حمل رسائل مهمة، تؤكد أهمية دور الشباب في بناء مستقبل الوطن، مؤكدا أن لقاءات سموه مع الشباب تبعث الهمة العالية في نفوسهم وتعطيهم دفعة قوية للأمام.
وأشار المومني، إلى أنه ومتابعة لتوجيهات ولي العهد حول برنامج إعادة تفعيل خدمة العلم، فقد وجه رئيس الوزراء د.جعفر حسان، لإنجاز البرنامج، وكان متابعا للتفاصيل كافة، وتقدم له لجنة تنفيذية برئاسة وزير الداخلية وعضوية جميع الجهات المعنية، إيجازات دورية بهذا الأمر.
ولفت إلى أن الحكومة، خصصت الموارد المالية الضرورية التي يحتاجها البرنامج، جزء منها من بند النفقات الطارئة لهذا العام والجزء الآخر من موازنة العام 2026.
وبين المومني، أن الأسباب الموجبة للتعديلات المطلوبة على قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية، ستعرض في جلسة مجلس الوزراء غدا، تمهيدا لإقراره وإرساله إلى مجلس الأمة، بصفة الاستعجال للسير في إجراءات إقراره الدستورية.
تعزيز الهوية الوطنية الأردنية
وأكد أن البرنامج، يستهدف تعزيز الهوية الوطنية الأردنية، وصقل شخصية شبابنا بدنيا وفكريا وثقافيا، وغرس قيم الانضباط والعمل والمثابرة، وتحمل المسؤولية، وتعريفهم بمؤسسة القوات المسلحة، وقيمها الراسخة في العطاء والانضباط.
وأعلن وزير الاتصال، أن البرنامج يشمل مسارين أساسيين؛ الأول: عسكري ويشكل غالبية البرنامج، والثاني، معرفي نظري، يتضمن محاضرات حول المواطنة والهوية الوطنية الأردنية، والثقافة الاقتصادية والمالية، وتعريف الشباب بواقع سوق العمل، مؤكدا أن البرنامج ليس مسارا للتدريب المهني أو الجيش الشعبي الذي كان مطبقا في فترات سابقة.
ولفت، إلى أن القوات المسلحة، ستشرف على نحو كامل ومباشر على البرنامج، موضحا بأن الدفعة القادمة بعد استئناف التجنيد ستحمل الرقم 54، بعد أن كانت آخر دفعة قبيل توقف العمل بخدمة العلم عام 1992 وتحمل الرقم 53.
كل دفعة تضم 2000 مكلف
وسيبدأ برنامج الخدمة بتدريب 6000 شاب أردني من الذكور مواليد عام 2007، ممن أتموا 18 عاما بحلول 1 كانون الثاني (يناير) 2026، موزعين على 3 دفعات تضم كل دفعة 2000 مكلف، ويجري اختيار المكلفين إلكترونيا، بأسلوب السحب الإحصائي المحايد، وفق منهجية علمية تكفل العدالة وعدم التمييز، مع مراعاة التوزيع السكاني بين المحافظات، بحيث يجري اختيار 300 مكلف من كل محافظة، باستثناء عمان (1500)، والزرقاء (900)، وإربد (900).
ولفت إلى أن البدء بمشاركة 6000 مكلف في السنة الأولى من البرنامج، تهدف لضمان جودته التدريبية وفاعليته، وبما يكفل أن يكون على أعلى المستويات ويحقق أهدافه، وسيرفع العدد لـ10 آلاف مكلف في أسرع وقت، مع المضي بخطة تدريجية، وصولا لشمول غالبية الفئات المستهدفة، ممن تنطبق عليهم الشروط في السنوات المقبلة، وسيستمر البرنامج مع الاستمرار باستيعاب غالبية الشباب.
وأوضح المومني، أن البرنامج يراعي أوضاع الطلبة والعاملين، وسيسمح باحتساب مدة الخدمة من المواد الجامعية ذات الطبيعة المشابهة، كالعلوم العسكرية في الجامعات أو خدمة المجتمع أو التربية الوطنية، كما سيطبق الإعفاء في الحالات التي يحددها القانون، مثل الابن الوحيد أو عدم اللياقة الصحية.
السجن عقوبة المتخلف عن الخدمة 
وأكد أن البرنامج، يراعي الحالات المضطرة لتأجيل الخدمة لمن لا يستطيع الالتحاق بها وبحالات حصرية، مثل طلبة الجامعات على نظام السنوات وليس نظام الساعات المعتمدة وطلبة المدارس المنتظمين أو المقيمين بالخارج، شريطة إثبات ذلك مع التأكيد على أن يلتحق المكلف بالخدمة فور انتفاء سبب التأجيل.
وبين المومني، أنه بموجب القانون فان عقوبة من يستنكف عن الالتحاق بالخدمة، هي السجن لمدة تتراوح بين 3 أشهر إلى سنة، وأن هذه العقوبة لا تخضع للعقوبات البديلة.
وردا على سؤال، أكد وزير الاتصال الحكومي، أنه لا يوجد استثناءات إطلاقا لمن يتوجب عليهم الخدمة، مضيفا أن سمو ولي العهد كان واضحا وحازما في هذا الأمر، بضرورة العدالة والشفافية.
وكشف أن الكلفة التأسيسية للبرنامج تصل لـ20 مليون دينار العام الحالي، على أن تنخفض لـ13 مليونا سنويا في الأعوام التالية، وفق عدد المكلفين، مؤكدا أن التمويل سيكون من الموازنة العامة للدولة، ومن دون أي دعم خارجي.
العدالة أساس الاختيار
وشدد المومني، على أن العدالة والشفافية، ستظل محورا أساسيا في عملية الاختيار، قائلا "كل من يقع عليه الدور، سيؤدي الخدمة بلا استثناء، سواء كان ابن وزير أو نائب أو سفير".
ولفت في رده على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة، إلى أنه كان للحكومة الأردنية، موقف ورد على تلك التصريحات، مؤكدا أنها "تصريحات رعناء وتدل على أزمة داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ويمينه المتطرف في ائتلافه الحاكم".
وأكد أن سلوك اليمين المتطرف في إسرائيل بالتقليل من فرص حل الدولتين، مساس مباشر بمصالح الدول والاستقرار الإقليمي. لافتا إلى أن الأردن مستمر ببناء دولته ومؤسساته على كل الصعد ورفع الجاهزية في التعامل مع كل التحديات والأخطار.
وشدد المومني على أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يواصل سلوكيات تمس مصالح الدول والاستقرار الإقليمي، مشددا على أن الشعب الأردني هو السند الأول للقوات المسلحة في مواجهة التحديات والأخطار. 
ودعا الناطق الرسمي إلى الاصطفاف خلف المؤسسات الوطنية والأجهزة الأمنية في مواجهة ما وصفه بـ"الجنون الإسرائيلي اليميني"
البرنامج والتفاصيل اللوجستية
من جانبه، قال مدير الإعلام العسكري في القوات المسلحة العميد الركن مصطفى الحياري أن الجيش سيتولى الإشراف الكامل على برنامج خدمة العلم، وفق أعلى المعايير التدريبية، داخل معسكري خو وشويعر، المجهزة بالمرافق الصحية والإدارية كافة. 
وأوضح الحياري، أن البرنامج، سيعقد بواقع 3 دورات سنويا، تمتد كل دورة لـ3 أشهر، وهي ذات مدة التدريب التي كانت معتمدة سابقا، إذ يتلقى المكلفون خلالها التدريب العسكري الأساسي، لتبدأ أولى الدورات في الأول من شباط (فبراير) العام المقبل.
الانضباط والتأقلم مع بيئة التدريب
وبين أن المكلفين سيبقون داخل المعسكر لضمان الانضباط والتأقلم مع بيئة التدريب، على أن يمنحوا أول إجازة بعد مرور 4 أسابيع ولمدة 48 ساعة، ومن ثم إجازة أسبوعية. موضحا أن كل مكلّف سيحصل على راتب قدره 100 دينار شهريا، فيما تجري عملية الاستدعاء عن طريق وزارة الداخلية ومديريات الشرطة وتطبيق "سند" والرسائل النصية، دون نشر الأسماء عبر وسائل الإعلام، مع إمكانية الاستعلام عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بخدمة العلم.
وأكد الحياري، أنه ستستبدل الوثائق المدنية ببطاقات عسكرية رقمية عبر "سند"، بينما سيحظر إدخال الهواتف وأجهزة الاتصال، مع تخصيص مقسم هاتفي للتواصل مع ذوي المكلفين. مشيرا إلى نية القوات المسلحة، إطلاق منصة إلكترونية مخصصة للاستعلام عن البرنامج، بعد الانتهاء من إقرار تعديلات القانون واستكمال الإجراءات الدستورية اللازمة.
منع إدخال الهواتف للمعسكر
ولفت الحياري، إلى أن من لا يجري استدعاؤه من مواليد عام 2007 وما قبل، يتوجب عليه الاستمرار بتأجيل الخدمة، وفق الآلية المعمول بها حاليا، لأسباب تتعلق بعدم الاستيعاب، مؤكدا أن الحالات التي يجري استدعاؤها وتتخلف عن الالتحاق، ستطبق عليها العقوبات الواردة في قانون خدمة العلم، والتي تصل إلى الحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد على سنة، على أن يعود المكلف بعدها للخدمة.
وبين أن جميع الوثائق المدنية، ستسحب من المكلفين خلال فترة الخدمة، وتستبدل بوثيقة عسكرية متاحة عبر تطبيق "سند"، مع إمكانية إصدارها كبطاقة بلاستيكية لاحقا. موضحا أن القوات المسلحة ستخصص قناة تواصل رسمية عبر مقسم الوحدة العسكرية، لتمكين المكلفين من الاتصال بذويهم، فيما سيمنع إدخال أو استخدام الهواتف وأجهزة الاتصال داخل المعسكر حفاظا على الانضباط.
وأشار الحياري، إلى أن الخطة التدريبية للبرنامج، تتضمن مسارين رئيسين: الأول عسكري يشمل التدريبات البدنية المكثفة، والمهارات الميدانية، والتدريب على الأسلحة الخفيفة والانضباط العسكري، والثاني معرفي نظري، يقدمه ضباط ومختصون مدنيون، ويتناول التاريخ الوطني والمواطنة الفاعلة، إضافة إلى الإرشاد المهني المرتبط بسوق العمل.-(بترا)