عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2020

عجزة يراهقون سياسياً .. والصورة قاتمة ..!!* صالح الراشد
النشرة الدولية -
يرتعبون من مغادرة السلطة ويرفضون الخروج من صورة الأحداث، فالقناعة لديهم أن التشريعات وقيادة الدول رهن بإشارتهم وخبرتهم ومن يتحدث دون ذلك فهو عدو حاقد راغب في زوال الدولة، لذا يعتقدون أنهم من أقارب زيوس الإله الإغريقي أو أبولو وأنهم سيتحولون بعد الموت إلى ألهة جديدة تتغنى بهم الشعوب، ويعتقد بعضهم أنهم البداية والنهاية للشعوب التي يتاجرون بها، وأنهم المبتدأ والخبر وهم الفاعل لكنهم يرفضون أن يكونوا في مكان المفعول به، لذا يتشبثون بالمناصب حتى الرمق الأخير ليحصلوا على وداع الأبطال عند موتهم من شعوب تفننوا هم وزبانيتهم في ذُلهم لسنوات طوال، ولا يمانعون في أن يكونوا في أرذل العمر مجرد واجهة لتنظيم سري أو علني أو مجموعة تجار يرغبون بتحويل الدول إلى مجال تجارية، فالمهم أن يقفوا أمام الشعوب ويخطبوا ما كُتب لهم من عذب الكلام يتخلله بطولات “دونكوشوتية” لا أصل لها كونهم غير قادرين على تنفيذها.
 
لا أقول بأن نقوم بإبعاد كبار السن من المناصب وجعلهم حبيسي البيوت ، بل نستفيد من خبراتهم “إن وجدت” وجعلهم من المستشارين في بعض الأمور وترك الإدارة الشباب الذين تركز عليهم الدول بسبب قدرتهم على العمل والتطوير والنهضة والعمران، فالدول تهرم كلما هرم الزعماء وأصحاب القرار والتشريعات، فالدول تحتاج لمن ينهض بها لا لمن يجعلها تدخل في سبات الدببة ، لذا نجد الدول الناهضة يقودها الشباب مثل كندا وأكرانيا وفرنسا والنمسا والسلفادور وكوستاريكا وايرلندا واستونيا ومالطا ، وهي دول تشق طريقها بقوة لصناعة مستقبلها على عكس الولايات المتحدة التي يقودها رجل خَرِف يسير بالعالم أجمع إلى الخراب والدمار، ويحاول التمسك بالمنصب والحياة كأولويات رئيسية فيما شعب بلاده وشعوب العالم يأتون في نهاية أحلامه.
 
وللحق فإن العديد من الدول تتمسك بالحرس القديم وتضعهم في صورة الحدث حتى تحولهم إلى ايقونات خالدة غير مسموح المساس بها وبتاريخها، وغاية الأمر حماية ثرواتهم التي سرقوها من الشعوب الجائعة، فالفساد إنتشر في عهد هؤلاء الذين كانوا قادة الفكر والرأي والقرار في عصور الإنهزام، لذا لم نجد لهم أياد بيضاء في عمليات النهضة والتنمية كونهم يعتقدون بأنهم خالدون مخلدون، ونجدهم يزاحمون الشباب أصحاب الفكر التنموي الإنفتاحي، وينتقدون سياساتهم السليمة معتقدين أنهم الصواب وغيرهم خطأ حتى لو نهضت البلاد وتطورت، فعند هؤلاء القبضة الحديدة هي الأفضل ونهب الثروات حق متفرد لهم لا يزاحمهم فيه أحد.
 
إن الدول التي تُقاد بالفكر القديم ستتفكك كما حصل مع الإتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا، وبعضها سينهار كما جرى في كوبا التي عجزت وشاخت بسبب هرم قادتها، لذا فقد سارعت بعض الدول إلى وضع القيادات الإعتبارية في مكان ملائم دون أن يكون لهم قرار، وبالتالي تم حمايتهم حتى من أنفسهم، كما تم تنشيط روح الديموقراطية وفُتحت الأبواب للشباب الذين هم رجال المستقبل، لكن المصيبة حين يكون هؤلاء الشباب في بعض الدول ورثة الجيل الهرم في كل شيء، فهم أبنائهم أو أحفادهم وربما تلاميذهم في الفساد ،وبالتالي يبقى الحال كما هو وعلى الشعب اللجوء إلى الله بالدعاء لتغير الحال.
 
إن الكارثة الكبرى حين تتعلق بعض الدول برجال تجاوزت أعمارهم السبعين والثمانين، وتجعل منهم تماثيل وتبجلهم وتهلل لقراراتهم المراهقة سياسياً التي يتخذونها بقوة الدفع الذاتي الصعب أو بقوة المسيطرين عليهم، وهنا لا أطالب بنبذهم بل بوضعهم في المكان المناسب بعيداً عن مركز القرار وترك القيادة للشباب الحالمين بمستقبل أفضل، إن ضخ الدماء الجديدة في الحياة السياسية يعني المزيد من الإندفاع صوب تحقيق الأحلام والطموحات، كما ان وجود جيل الشباب في العمل الإقتصادي سيحجم سطوة الجيل القديم على مقدرات الدولة، وسيقبل الجيل الجديد العمل ضمن برامج العدالة المطلقة التي يرفضها الحرس القديم الذين لا زالوا يفكروا ضمن إطار ضيق قائم على نظرية ” أنا ومن بعدي الطوفان”.