عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Feb-2019

”حکایات اللیدي ندى“.. شبکة التواصل بوصفها أداة لسرد الحکایة

 

عمان -الغد– كما عمل الكمبیوتر مھم ظھور روایة الشات، فقد عملت شبكة التواصل الاجتماعي على بروز نوع من الروایة الذي وجد في تلك التشابكات بناءات درامیة وحكایات قابلة للحبك الروائي.
ففي روایة كلارا سروجي –شجراوي التي تحمل عنوان ”حكایات اللیدي ندى“ الصادرة عنالآن ناشرون وموزعون بعمان تتجلى تأثیرات الشبكة العنكبوتیة في تقنیاتھا وفلسفتھا وفضاءاتھا
 التي حولت العالم إلى قریة صغیرة.
تعتمد الكاتبة في الروایة التي تقع في 135 صفحة من القطع الوسط على الدینامیات التي أنتجت
تلك الشبكة، والتي تبلورت بفعل العولمة التي أزالت كل الحدود.
ھذه الروایة تستجیب لمتاحات ھذا العالم الوھمي في بناء حكایتھا التي تقول إنھا جاءت من خلال التواصل الاجتماعي مع امرأة لا تعرف مكانھا، بل دلفت إلیھا تلك المرأة للخروج من وحدتھا تحت ذریعة الإعجاب بكتاباتھا الشعریة التي تلامس مشاعرھا.
ّ وتحكي عبر ثلاثین لیلة حكایاتھا التي تشبھ تقنیًا حكایات ألف لیلة ولیلة وتختلف في موضوعھا
ِّل مقاطع قصصیة تلتئم معا لسرد قصة ثلاثة أجیال من ودافعھا وفلسفتھا، وھي حكایات تمث النساء عبر اختلاف المكان والزمان.
ّ وتستجیب الروایة لجھة تقنیاتھا التقطیعیة للمناخات التي عاشتھا المرأة في قریة ”عین ماھل“
بالجلیل الفلسطیني، وبلادھا فلسطین التي تقطعت أوصالھا، وتقطعت السبل بأھلھا بسبّ الاحتلال الإسرائیلي، وبین فكرة العولمة التي مزقت الكینونة الإنسانیة، وفكرة شبكة التواصل التي حولت الوجود الإنساني إلى كینونة وھمیة.
تقول الكاتبة، وھي حاصلة على الدكتوراة في اللغة العربیة وآدابھا في (ملاحظة) استھلت بھ الروایة: لأنني أكره الحبكة التقلیدیة المصطنعة؛ ولأنني أكره أن یوضع عملي في قالب ما، أعطیكم فرصة التنقل بین لیالي ھذه الروایة كما تشاؤون، مخیرة القارئ أن یبدأ من آخرھا أو من أولھا أو من منتصفھا، بحسب ما یرغب، وھي تقصد بذلك أن الروایة أصبحت تخص المتلقي.
وتنتقل في فضاءات العولمة من حكایات النساء وثرثرتھن في القرى الفلسطینیة في الداخل إلى صخب المدینة الأمیركیة واھتمام نسائھا، وأنماط حیاتھم.
وتقارب الكاتبة التي صدر لھا كتاب“ نظریة الاستقبال في الروایة العربیة الحدیثة.. دراسة تطبیقیة في ثلاثیة نجیب محفوظ وأحلام مستغانمي“، بین الجرائم الجنسیة التي تقع على المرأةّ والجرائم التي تغتصب الأرض، فالمرأة تتغیر حیاتھا للأبد بعد تعرضھا للاغتصاب، كما تتغیر البلاد تغیرت بعد الاحتلال.
الكاتبة لا تتوقف عند شبكة التواصل بوصفھا أداة لسرد الحكایة، بل ھي الحكایة نفسھا التي تتیح
فضاءات جدیدة لتحول الإنسان، وھي الكفیلة بھدم الجدران المادیة الصلبة، وتتیح للإنسان أن یطرح الكثیر من الأسئلة التي تتعلق بالحیاة والوجود بجرأة. وتتیح لھ أن یختار دون أن یكون مثقلا بالماضي، وأن یسھم في تحریر نفسھ وتحریر التاریخ.
یشار إلى أن الكاتبة محاضرة في جامعة حیفا، أصدرت مجموعتین قصصیتین، وھما:“ طواف..
خربشات قصصیة“ و“ میلانخولیا الوجود..رجفات ولوحات قصصیة ”، كتبت مقالات في عدد من الدوریات المحكمة باللغتین العربیة والإنجلیزیة