بيروت.. تتشح بالسواد - محمد سلامة
الدستور- بيروت تتشح بالسواد،فالانفجار الذي هز مرفأها أدى إلى كارثة، ودفع بمجلس الدفاع الوطني إلى إعلان حالة الطوارئ كما أعلنت الحكومة الحداد على ضحايا سلسلة التفحيرات، وزاد عداد القتلى والجرحى عن ثلاثة آلاف، فيما لا تزال أسبابه غامضة، والكل يتهم الكل في محاولة مكشوفة لتصفية حسابات طائفية بين الفرقاء في الساحة السياسية.
بيروت تتشح بالسواد حدادا على أرواح ضحاياها، والكل مندهش ومصدوم من شدة ما حدث وغموضه، وسوق البعض ممن يجيدون التحليل إلى مساحات ربما تكون بعيدة عن الحقيقة زاد في غموض المشكلة، فكل الدعوات لفتح تحقيق دولي هدفه تجاوز دور الدولة اللبنانية والطعن في قدرتها على كشف الحقيقة، وما يمكن تفسيره أن النفي الإسرائيلي بعدم علاقته بالأمر دون أن يوجه أي إتهام إليها يشي بأن المخفي وراء هذا النفي خاصة أن كثيرين أشاروا إلى أن تفجيرات صغيرة سبقت التفجير الأكبر، وما يؤشر عليه آخرون إنه مماثل لتفجيرات حدثت في إيران قبل عدة أشهر.
بيروت..حبيبنتا تبكي على احبة فارقوها، وحزينة لحجم الألم الذي أصابها من قومها وممن يحاولون النيل من كبرياءها الوطني، وكل الذين أعلنوا دعمها والتضامن معها أرادوا أن يردوا على من وجه لها هذا الطعن وهذه الكارثة، وما يمكن إسقاطه على لبنان أن هذه الحادثة سوف تجر الفرقاء اللبنانيين إلى مزيد من الاتهامات والخلافات وربما إلى أبعد من ذلك، فالكل يتحدث عن الحرب الأهلية التي امتدت من 1975م--الى1990م،والكل يؤشر على إنفجار ليس مرفأ بيروت بل الإنفجار السياسي والاقتصادي وانفجار الفساد والاستبداد وما إلى ذلك، وكأن ما حدث لبيروت هو مقدمة لما هو أكبر، وهناك من يقول ودون مواربة لبنان قبل الإنفجار لن يكون كما بعده.
نحن نتضامن مع الشعب اللبناني ونرى أنه يستحق الأفضل، وندعو إلى عدم التستر على الجناة حالما تتكشف الوجوه المنفذة،كما نتقدم باحر التعازي والمواساة لأهالي الشهداء الذين سقطوا في هذا التفجير الغامض، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين،وبيروت التي نحبها عندما تبكي نبكي معها، فهي عروسة العواصم العربية ودرة بلاد الشام وختاما..نسال الله أن يزيل عنها الغم وأن يجنب شعبها الفتنة والفوضى.