عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-May-2020

رمضان .. الالتزام بالوقت سر النجاح في الحياة ويساهم في تقدم المجتمع ونهوضه

 

عمان- الدستور- حسام عطية - تزامن حلول شهر رمضان عام «»2020» مع انتشار فيروس كورونا بكافة دول العالم، فيما يعتبر الوقت رأس مال المسلم في هذه الدنيا، وهو أنفس من المال وأغلى من الذهب والفضة، والوقت كالنفَس سريع الانقضاء عديم الرجوع، فيا لخسارة من أضاع وقته في الغفلة والملهيات، وفرط في طاعة رب الأرض والسماوات.
 
كما إدارة الوقت في رمضان تختلف عن سائر الشهور، إذ يبدأ الصائم تحري وقت الإمساك عند الفجر، ثم وقت الإفطار عند الغروب، ثم وقت صلاة التراويح، ووقت السحور، فيصبح لديه ملكة شيئا فشيئا وإتقان لبرمجة أوقاته طيلة شهر كامل، فيما تزداد قيمة وأهمية الحفاظ على الوقت في رمضان، كونه موسمًا من مواسم الحصاد والخيرات.
 
بدوره مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان علق على الامر بالقول، يعتبر رمضان شهرا مباركا وزائرا كريما وهو ضيف عزيز، جاء علينا محملاً بالعطايا والهبات بالرحمات والبركات والمغفرة والرضوان، بالمحبة والتسامح بالتكافل والتعاضد.
 
ويقول مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية: رمضان مدرسة يتلقى المنتسبون إليها دورة مكثفة، يتعلمون خلالها الانضباط والطاعة والصبر والجود والكرم والتسامح وكظم الغيط وغيرها من الأخلاق الحميدة، وخلال هذا الشهر يصل الصائم إلى مستوى معين يستحق به وسام التقوى وفضل العتق من النار.
 
ويضيف سرحان: وحتى يتحصل الصائم هذا الوسام الرفيع يجب أن يجتهد ويتقرب إلى الله بالطاعات ويستثمر كل لحظة، بمعنى أن يحسن الإنسان الاستفادة من وقته. ويحسن استثمار ما تبقى من أيام رمضان.
 
ونوه سرحان: أننا بحاجة إلى الاستفادة من الوقت في جميع الأيام والشهور ولكن من المؤسف أن بعض الناس لا يحسنون إدارة وقتهم في هذا الشهر الفضيل، بل أكثر من ذلك يتفننون في إضاعة الوقت وقتله وهذا يعود إلى الجهل بأهمية الوقت، وطرق تنظيمه وبخاصة ونحن في شهر رمضان نستذكر قيمة الوقت وأهميته، فالوقت هو الحياة فهو عمر الإنسان، وما الإنسان إلا أيام. وكما قال الحسن البصري: «يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك».
 
ويقول سرحان وهو يؤكد أهمية الوقت: هناك تشبيه جميل للإمام ابن القيم حيث يقول: (السنة شجرة والشهور فروعها، والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفس ثمرها، فمن كانت أنفاسه في طاعة الله فثمرة شجرتها طيبة).
 
والوقت كما يقال «سيف إن لم تقطعه قطعك»، ولأهمية الوقت أقسم الله تعالى به في كثير من مواضع القرآن الكريم: بقوله: « والفجر وليالٍ عشر» وقوله تعالى: «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، ويوضح سرحان: أن البعض يشتكي من قلة الوقت، مع أن الحقيقة التي تغيب عن الكثيرين أن كل شخص يملك من الوقت نفس القدر بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى كالعمر والوظيفة، وزيادة في التأكيد على قيمة الوقت يقول سرحان: إن الوقت يتميز بخصائص عديدة منها: أنه ينقضي بسرعة، فمهما طال عمر الإنسان فهو قصير مادام الموت هو نهاية كل حي. كما أن ما مضى من الوقت لا يعود ولا يُعوض (لا يُسترجع)، ولأهمية الوقت علينا أن نستفيد من كل لحظة من أيام رمضان المباركة المتبقية.
 
ويؤكد سرحان أن الوقت أغلى وأنفس ما يملك الإنسان، وهو رأس المال الحقيقي، وهو أغلى من الذهب. وهو مع كل ذلك لا يمكن تخزينه ولا إعادة توفيره لفترة ما، والوقت لا يمكن تبديله بشئ آخر، أو أن نزيده ونضيف عليه، لذلك يجب أن نعطيه أهمية كما نعطي أثمن الأشياء.
 
ويشرح سرحان قائلا: إن احترام الوقت يعني الالتزام والانضباط وترتيب الأولويات، ومن يضيع وقته هو الشخص الفوضوي، ويحذر أن الأخطر في الأمر أن من لا يحسن ادارة وقته سيضيع وقت الآخرين. ويلفت الى قضية مهمة وهي انه كلما زادت مهام الشخص وأعباؤة ومسؤولياته كان الوقت أكثر أهمية بالنسبة له.
 
ويقول: في رمضان نجد صور ا مختلفة من إضاعة الوقت منها: النوم معظم ساعات النهار والسهر طوال الليل في غير عبادة أو طاعة وهو ما يسمى بالسهرات الرمضانية، أو متابعة البرامج التلفزيونية فارغة المضمون، أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، وفي ذلك إضاعة لوقت ثمين حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه».
 
وشدد سرحان الإنسان مسؤول عن وقته حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به»، اذن فالإنسان محاسب على وقته، وسوف يتحسر الإنسان ويندم على الوقت الذي يضيعه دون فائدة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس يتحسر أهل
 
الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها»
 
ويقول، حتى أهل الجنة وهم في نعيم دائم يتحسرون على ما أضاعوا من وقت دون أن يعملوا فيه صالحاً لأن ذلك يرفع من درجاتهم، فما بال أهل النار (والعياذ بالله) يتمنون لو يعودون مرة أخرى إلى الحياة ليعملوا صالحاً، ويندم الإنسان على إضاعة الوقت ساعة دنو الأجل «الاحتضار» فيتمنى أن يؤخر إلى وقت آخر ليُصلح ما أفسد، «ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين».
 
ويتابع سرحان قائلا: وأمام هذه الأهمية للوقت يجب علينا الحرص على الاستفادة من الوقت وعدم التأخير وإغتنام الفراغ والمسارعة إلى الخيرات، وأن نعتبر بمرور الزمن ( حيث تمر الأيام وينقضي العمر سريعاً) فلنحذر من الغفلة والتسويف. وأن نحسن إدارة الوقت خصوصاً فيما تبقى من هذا الشهر الفضيل، فالإدارة الصحيحة للوقت تضيف إلى حياة الإنسان ساعات طوال إذا أحسن الاستفادة من الأوقات الضائعة.
 
ويبين سرحان أن مما يساعد على الاستفادة من الوقت الابتعاد عن التأجيل والتسويف « لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد». وكذلك الالتزام بالمواعيد والواجبات الدينية والاجتماعية، فالإنسان يستطيع أن يطيل في عمره بالكم الذي ينجزه في حياته من العمل الصالح؛ لأن العمر الحقيقي للإنسان بقدر ما يُكتب له في رصيده عند الله عز وجل عمل الصالحات والخيرات.
 
وحول دور الأسرة يقول سرحان: رمضان فرصة للأسرة ليتعلم الجميع احترام قيمة الوقت، خصوصاً عند الصغار من خلال البرنامج اليومي الذي يتبعه الكبار؛ لأن «القدوة» هي من أنجح وسائل التربية.
 
وختم سرحان كلامه مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات( ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب»، فالالتزام بالوقت سر النجاح في الحياة للأفراد والمؤسسات. ويساهم في تقدم المجتمع ونهوضه.