عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Mar-2023

الأردن وقطر* د. مهند مبيضين

الدستور -

في اللقاء الذي جمع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي
ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل
ثاني في الدوحة، توكيد على عمق العلاقات الأردنية القطرية والتفاهمات
الاستراتيجية المشتركة التي أسّس لها مسار عقلاني ومحترم بين القيادتين
والشعبين الأردني والقطري.
 
هذا الودّ والاحترام المتبادل الذي يُقدّر التاريخ المشترك، والمواقف
المتناسقة في الملفات الإقليمية، والقضايا العربية، وأهمها القضية
الفلسطينية هو حاصل العقل والسياسة القطرية الأردنية، التي تعي جيدا طبيعة
عناصر القوة التي تمتلكها كل دولة، قطر بقوتها الناعمة وهدوئها واقتصادها
النفطي، والأردن بسمعته العالمية ورشده في السياسة وتوازنه مع قطر حتى في
الازمات التي مرت عليها، وموارده البشرية التي تعمل بقطر، إلى جانب أسفار
المودّات بين الامير تميم والملك عبدالله وقبل ذلك مع الحسين الراحل رحمه
الله، والأمير الوالد حمد آل ثاني حفظه الله.
 
كل ذلك جعل العلاقة بين الدولتين مؤهلة لأن تكون نموذجية ومثمرة وبناءة،
وغير قابلة للاهتزاز مهما اختلفت وجهات النظر احياناً.
في الاقتصاد سجلت العلاقات بين البلدين نمواً مضطرداً في العام الماضي إذ سجل
حجم المبادلات التجارية والسلعية بين الأردن وقطر، قفزة كبيرة تجاوزت
نسبتها 28 بالمئة مقارنة مع عام 2021.
 
وبلغ حجم تجارة الأردن وقطر خلال عام 2022، حوالي 800 مليون ريال (233.5
مليون دولار)، ارتفاعا من 624 مليون ريال (171.4 مليون دولار) خلال عام
2021، ووفقا لهذه المعطيات، يكون معدل الفارق في التجارة الثنائية بين
البلدين خلال عام 2022 مقارنة بعام 2021، نحو 176 مليون ريال (48.3 مليون
دولار) تمثل ما نسبته 28.2 بالمئة.
 
الصفدي في حواره ولقائه مع آل ثاني عرض المبادرة الأردنية حيال سوريا للبدء
بعملية سياسية تجعل سوريا تغادر ازمتها المفتوحة منذ عام 2011، وهو أمر
يحتاجه الأردن لتعويض فاقد الأمن من جهة سوريا على حدودها مع الأردن ولاجل
تقويض محاولات تهريب المخدرات إليه، بالإضافة لحلول الاقتصاد الأردني الذي
يحتاج المعابر السورية لتصدير بضائعه عبر سوريا للقارة الأوربية.
كل حدث في ظل انفتاح عربي موازٍ قادته السعودية مع إيران عبر وساطة صينية،
بمعنى أن الأزمات في المنطقة مرشحة للتفكيك، حيث أن لايران يدا طولى في
اليمن، وكذلك الحال في سوريا، أي أن حاصل الحركة الدبلوماسية الأردنية
القطرية والسعودية مع الجانب الإيراني من شأنها اعادة ترتيب اوضاع المنطقة
وكف الفوضى والحروب التي أدت إلى نتائج وخيمة.