لندن ـ «القدس العربي»: خلص باحثون مختصون إلى أن مقاطع الفيديو التي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي وتتضمن محتوى تحريضيا ضد المهاجرين في بريطانيا، تحصد مليارات المشاهدات على شبكة «تيك توك».
ونقل تقرير نشرته جريدة «الغارديان» البريطانية عن باحثين في منظمة «إيه آي فورينسيكس» غير الربحية قولهم إنّهم أحصوا 354 حساباً تعتمد على الذكاء الاصطناعي، شاركت 43 ألف منشور صُنعت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وحصدت 4.5 مليارات مشاهدة خلال شهر واحد.
كما لفت الباحثون إلى أن بعض هذه الحسابات حاولت التحايل على خوارزمية «تيك توك» التي تحدّد ما يراه المستخدمون عبر نشر كمية كبيرة من المقاطع على أمل أن تصير رائجة. ونشر أحد هذه الحسابات 70 مقطعاً في اليوم بالتوقيت نفسه، ما يؤشر إلى كونه حساباً آلياً.
وكانت «تيك توك» قالت الشهر الماضي إن ما لا يقل عن 1.3 مليار منشور على منصتها أنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكن ذلك يظلّ رقماً ضئيلاً من إجمالي منشورات المنصة، التي تستقبل أكثر من مئة مليون منشور يومياً، مع العلم أن الشركة تتيح تقليل كمية المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي الذي يظهر للمستخدمين.
وحسب «إيه آي فورينسيكس»، ظهرت معظم الحسابات الـ354 في مطلع العام 2025، وركّزت الحسابات الأكثر نشراً للمحتوى بينها على مواد تتعلّق بجسد المرأة. وقال التقرير: «النساء المصنوعات بالذكاء الاصطناعي يظهرن دائماً بشكل نمطي جذاب، بملابس جنسية أو كاشفة عن منطقة الصدر».
ووجدت المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها أن نصف المحتوى الذي نشرته هذه الحسابات لم يُشر إليه بوصفه للبالغين، وأن أقل من 2 في المئة من هذه المنشورات حملت علامة «تيك توك» التي تشير إلى أنّها مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يعزّز الطابع المضلّل لهذه المواد، ويزيد الطابع الخادع لهذه المواد.
وأضاف باحثو المنظمة أن هذه الحسابات تفلت أحياناً من رقابة «تيك توك لأشهر»، رغم نشرها محتوى محظوراً وفق شروط الخدمة، كما لفتوا إلى أن العشرات من الحسابات التي كشفها التقرير حُذفت لاحقاً، ما يدلّ على أن بعضها قد أُزيل من قبل فرق الإشراف على المحتوى التابعة للمنصة.
وتضمّنت بعض المنشورات نشرات أخبار مزيفة من قنوات معروفة مثل «سكاي نيوز» و«إي بي سي» تحمل روايات معادية للمهاجرين، بالإضافة إلى مواد تستخدم النساء كسلعة.
من جهتها، أزالت «تيك توك» بعض هذه المنشورات بعد تنبيهها إليها من قبل جريدة «الغارديان»، لكنها اعتبرت أن مزاعم التقرير «غير مثبتة»، ورأت أن الباحثين استهدفوها بشكل خاص، علماً أنّ قضية المواد المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي تؤثر على العديد من المنصات.
وكانت «الغارديان» كشفت في آب/اغسطس الماضي أن نحو واحد من كل عشرة من أسرع القنوات نمواً على يوتيوب عالمياً يعرض فقط محتوى مولداً بالذكاء الاصطناعي.
وقال متحدث باسم الشركة: «نحن نزيل المحتوى الضار المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، ونمنع إنشاء مئات الملايين من حسابات الروبوتات، ونستثمر في تقنيات رائدة لوسم المحتوى بالذكاء الاصطناعي، ونمنح الناس أدوات وتعليماً للتحكم في كيفية خوضهم لتجربة هذا النوع من المحتوى على منصتنا».