عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2019

رحلتي من الابتدائية للأستاذية مشواركلية الطب

 

أ. د كميل موسى فرام
الترقية لرتبة أستاذ مشارك
تنوية
الراي - هناك المئات من الملاحظات الاسبوعية التي تتابع مشواري بكلة الطب، تتغاير بالمحتوى والهدف، وأحترم كل رأي فيها، وقد تلقيت هذا الاسبوع رسالة نصية من عطوفة الأستاذ الدكتور محمد القضاة/ أستاذ الأدب العربي وعميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية تحمل بفقراتها وسام اعتزاز يضاف لسيرتي الذاتية ومسيرتي العلمية لأنها شهادة أكاديمية من صديق نحت بصخر الأيام طريقه للمجد، وربما لتجربة مشابهة، رسالة أدمعتني فرحا، أود تضمينها بمشواري بحرفيتها:
»كميل فرام أعرفك منذ أكثر من عقدين ما تغيرت أنت كما أنت، تابعْتُ ما تكتبه عن سيرتك منذ سنة ووجدتك جريئاً في كتابتك لا تخاف الحق، تقول ما لك وما عليك تتحدث عن معلومات قل نظيرها، تكتب حروفها بوجع ومرارة من قلبك، تكتب من قلب تلك المعاناة التي عشتها وتجرعت ظلمها، وكم فرحت لصدق هذه الحروف التي تعلن للقاصي والداني والقارئ الحصيف أن المظلوم لا يهدأ، ولا يقر له قرار، لإنه صاحب حق ولديه قضية عادلة، ومن يقرأ تفاصيل التفاصيل في هذه الحلقات المتسلسلة كل جمعة يعرف أن كميل فرام كان وما زال طبيباً ناجحاً بكل المقاييس، وأنه البروفيسور في كلية الطب لم تفتر همته، وقد عاش أحلك الظروف؛ ولكن صبره لم ينفد، وقد قاده إلى البراءة بشرف وبسالة واقتدار، ونال ما نال من التقدير والاحترام، أما الظالم فلن يهنأ ولن تحف له قناة؛ لأن دعوات المظلوم ستبقى تلاحقه، وهي له بالمرصاد، امتثالاً لقول الرسول صلى االله عليه وسلم: »اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة«، وقوله: »اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافراً، فإنه ليس دونها حجاب« ويبقى مشوارك يا صديقي من الحصن إلى عمان، ومن المحكمة إلى البراءة والأستاذية مدرسة لكل صاحب بصيرة، ولكي يعرف الجميع أن الظلم مرتعه وخيم وينذر بخراب العمران، ولتستمر في قول الحق لأنه أسلم الطرق وأقصرها إلى البناء والإبداع«.
بعد عودتي للعمل، بالمستشفى والكلية بقرار قضائي مصدق من محكمة التمييز، كان لا بد من وضع الترتيبات لأمور مستجدة لبداية جديدة بعد فترة انقطاع مدتها خمس سنوات، فعودة المنتصر تختلف، وشروطه بسقف مرتفع، لكن التواضع والتربية البيتية كانا صاحبا الفصل والقول؛ استجابة لطلب الوالدة منيرة مارديني أطال االله بعمرها، وقد توافق ذلك مع الكتاب الرسمي الموجه من رئيس القسم الأستاذ الدكتور شوقي صالح لعميد الكلية الأستاذ الدكتور سلام درادكة بمباشرتي العمل بالقسم من تاريخه (2008/07/16 .(لم أغير الأسلوب أو الطريقة كردة فعل لإيماني بصحتها، فسنوات البعد عن العمل بالقطاع العام أكسبتني خبرات جديدة تضاف لرصيد المعرفة، لأرصف طريق مستقبلي بالعطاء والدعاء. البداية الجديدة لها هيبة بعد فترة الاحتفالات وتقبل التهاني، البداية قوية بمعنويات عالية استطاعت القفز عن شرذمة الأقزام، مغلفة بثقة متجددة، دعم عائلي غير محدد، براءة مستحقة، مهارات منافسة ستوضف بمكانها دون الإفراط بأسرارها لأبقى المرجع الوحيد، تنفيذا لوصية المشرف الدكتور ألين فيرير، فتعليم تلك المهارات بصيغة الفزعة والواجب، نظرية تحتاج لمراجعة بمدخلاتها، بسبب ارتفاع نسبة الناكرين للجميل، واستخدام سلاح الأخلاق واقع تغيرت مدخلاته، يخلص الأمر بوضع جدول الأعمال للأولويات الشخصية، فقد احتلت الترقية لرتبة أستاذ مشارك المرتبة الأولى كاستحقاق قديم متجدد قبل بزوغ عفن أجندة المؤامرة القذرة وخياراتها ضمن المخطط الفاشل، الذي صبغه العرابون بمستوى تفكيرهم، فتقدمت في الأربعاء الأول من عودتي المصادف 2008/07/19 بطلب الترقية بهدف مناقشته بأول اجتماع للقسم حسب الأصول لتوفر الشروط؛ ضعف عدد النقاط المطلوبة بفقرة البحث العلمي، وجميعها منشورة بمجلات علمية محكمة تعترف فيها الجامعة الأردنية، انقضاء المدة الزمنية اللازمة في الرتبة الحالية، النشاط الاعلامي المميز بجميع وسائل الاعلام، خدمة المجتمع، تقييم الطلبة، ومتطلب اجباري للخدمة الدائمة.
خطوة الترقية تحتاج لجهد ونفس طويل في الاعداد والاجراءات والشروط، سلسلة تصاعدية متراكمة، تبدا من الشخص المعني بنموذج محدد يحتوي على كامل مفردات السيرة الذائية، ويرفق به جميع المتطلبات، يبحث بالقسم ليصدر توصية للسير بإجراءات الترقية، ثم يبحث الأمر بمجلس الكلية؛ مراجعة دقيقة من العميد، ثم تدقيق وتوصية من لجنة ثلاثية للتحقق من توفر شروط الترقية، مناقشة بلجنة التعيين والترقية وتوصية لمجلس الكلية، حيث يناقش المجلس الأمر بعد الاستماع للتقارير السابقة ويصوت لإصدار توصية لرئاسة الجامعة للسير بإجراءت الترقية، وبعد سلسلة من الاجراءات الشكلية بأمانة سر المجالس، تناقش توصية مجلس الكلية بلجنة التعيين والترقية التي تصدر توصيتها لمجلس العمداء صاحب الصلاحية، وبعد تلك المراجعة يقرر المجلس تشكيل لجنة فنية سرية لتقييم الأبحاث العلمية المقدمة.
تتكون اللجنة الفنية بداية من ثلاثة خبراء اختصاص ذوي سمعة عالمية ونشاط بحثي، يتم اختيارهم بعناية من أساتذة جامعات أجنبية ناطقة باللغة الانجليزية، فنتيجة تقييم الأبحاث تحسم الترقية، شريطة أن تكون العلامة لكل مقيم على كل بحث علمي بمعدل لا يقل عن 3 من 5 ،بإجماع من أعضاء اللجنة، لتبدأ فترة الوحم والانتظار المغلفة بمعطف الخوف من زمهرير القرار، أيامها بطيئة وطويلة، ويمنع خلالها الاستفسار بأي شكل كان للمحافظة على سريتها ومصداقيتها برسم العقوبة للمخالفة، حتى جاء قرار مجلس العمداء الموقر برئاسة الاستاذ الدكتور خالد الكركي، بتاريخ 2009/04/21 يوم الاحتفال بعيد الفصح المجيد، بالترقية لرتبة أستاذ مشارك بعد مناقشة لملاحظات المقيميين، توضيح مستحق من عميد الكلية حيث اسلتزم الأمر، ليصدر قرار مجلس العمداء بأغلبية الحضور، والذي اقترن بمكالمة هاتفية من الأستاذ العميد الدكتور سلام درادكة للتهنئة والبشرى، ورسالة نصية من عميد كلية الحقوق الأستاذ الدكتور غازي أبو عرابي بالرغم من طلب الرئيس لتأجيل الأمر لما بعد نهاية الجلسة.