عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Oct-2022

روسيا البوتينية والشرق الأوسط الجديد*د. شهاب المكاحله

 الراي 

في مداخلة عبر السكايب مع عدد من المختصين في الشأن الروسي والشرق أوسطي، تحدثت عن مرحلة ما بعد الشيوعية والتحول الروسي نحو البوتينية بصفة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كحام للديانة المسيحية الأرثوذكسية بل وعراب المصالحات بين الديانات التي تعيش على أرض الاتحاد الروسي اليوم.
 
روسيا تمكنت من تغيير العالم منذ العام ٢٠١٤ وأن بوتين نفسه أشرف على اقتراب روسيا من المياه الدافئة في البحر المتوسط والأحمر والخليج العربي في ظل انشغال أميركي بمشاكل داخلية وفضائح تطال مسؤوليها.
 
نعم، ما لم يعرفه الغرب هو أن روسيا تحولت من الشيوعية إلى البوتينية. وهذا ما كتبته في مقالة لي بمجلة «ذا هيل» الأميركية في العام ٢٠١٨ من أن بوتين لاطف الغرب أعواما وأعواما ولكنه حين أحس منهم الخبث واختبر قوة بلاده واقتصاده، اتخذ القرار بالدخول في مواجهة مع حلف الناتو وإن كانت إلى ساعة كتابة هذه المقالة مقيدة بحدود أوكرانيا.
 
قلت: «كان خطاب بوتين في العام ٢٠١٥ في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة اعلان حرب على الغرب وانه سيسعى إلى تغيير قواعد الحرب العالمية والمحاور. وما نشهده اليوم ما هو إلا بداية التحولات العالمية التي جعلت دولا كثيرة تغير حكوماتها ولا تسمح بالتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية. وهذا الأمر ينطبق على الكثير من دول الشرق الأوسط التي باتت تنادي بلاءات واحدة تلو الأخرى وترفض سياسة الاملاءات والتدخلات السافرة في شؤونها الداخلية من قبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان».
 
فمن أوصل العالم إلى عنق الزجاجة في العلاقات الدولية؟ إنها الدول التي استعمرت في الماضي القريب الشرق الأوسط. يبدو أن رفض تلك الدول لتغيير قواعد اللعبة بدأ يؤرقها لما في ذلك من تهديد لمصالحها وامتيازاتها الاستراتيجية في الشرق الأوسط.
 
الغرب مصدوم من روسيا لتدخلها في أوكرانيا. ولكن السبب الحقيقي ليس التدخل بل سرعة التدخل الذي أحبط مخططات كانت تُعد وتحاك من وراء الكواليس لتقسيم روسيا إلى أكثر من ٤٠ مقاطعة كل منها لها رئيس ودون أن يؤخذ للشعب الروسي أي حساب في هذا الشأن.
 
إن تغير دول الشرق الأوسط وتحالفها مع موسكو يعود إلى عاملين: عدم مصداقية الغرب في تعاطيه مع القضايا العربية والإسلامية ومنها القضية الفلسطينية. أما العامل الثاني فيعود إلى سياسة فرق تسد التي اتبعها الغرب منذ الحرب العالمية الثانية مع الدول العربية حتى تبقى منزوعة الكلمة والإرادة.
 
وفي الختام، يرى الكثيرون أن القرب الزماني والمكاني لروسيا من العالم العربي والإسلامي يجعلها مؤثرة أكثر في الشؤون السياسية والعسكرية لتلك الدول مع سهولة نقل التكنولوجيا العسكرية إلى الشرق الأوسط على العكس من الدول الغربية التي لا تريد نقل تكنولوجياتها بل إن جُل ما تريده هو بيع المنتج النهائي مع إبقاء الكودات الخاصة بتلك الأسلحة في حوزتها. ولعل أزمة النفط الحالية بين دول أوبيك + والغرب تعود إلى الخوف من نضوب المخزونات الاستراتيجية لتلك الدول في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع روسيا.