عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jun-2024

الحالة السياسية ومواقف الدولة الأردنية*د. محمد العزة

 الدستور

نعيش مرحلة من الصراع العربي الاسرائيلي لعلها من أصعب واخطر بل الأكثر وضوحا وأمعانا في فهم سياسة الدول الكبرى وتنفيذ مشاريعها ومخططاتها للوصول لاهدافها وحماية مصالحها في منطقتنا العربية حتى لو تتطلب الأمر أن يكون الثمن شلالا من الدماء وسلاسل من الضحايا، وعليه فإنه علينا واجب الوعي السياسي واليقظة لمواجهة والتعامل مع ماهو قادم، وفي خضم الحدث فإن الشارع العربي والاردني يتم ادلجته بفكر معين يرفض التفاعل مع أي رأي او فكر اخر وتحت طائلة الاتهام .
نحن نعيش مرحلة العاطفة الشعبوية التي تحاول التغلب والتفوق على المنطق السياسي الواقعي.
اننا كدولة اردنية لنا مصالح وعلينا واجبات اتجاه ملفات داخلية محلية مرتبطة بنهج أدارة الملفات الخارجية، الأمر الذي يحتم علينا أن نتخذ القرارات وإصدار البيانات وتشكيل المواقف استناد إلى رؤية من زاوية الفرجار الكاملة، وفعليا اننا دولة تحتكم للقانون والدستور وعقلية ومنهجية مأسسة القرار وإخضاعه للتحليل والنقاش وخدمته وانعكاسه على المصلحة الوطنية العليا العامة وننطلق من هذا الأساس، فأنت لست فصيلا ولا جماعة ولاتيار انت مؤسسات وشعب وخدمات ووطن، لا مجال لاجندات المحاصصة لأجل انتخابات أو مكاسب خاصة أو تسجيل مواقف سياسية سطحية .
هناك منطق واقع يفرض عليك استخدام أدوات الصمود ومرونة الاستدامة للبقاء والموازنة بين الحفاظ على الثابت والثوابت من المنجز والمواقف والقدرة على المطالبة بالحقوق واحراز المكتسبات على المستوى المحلي والاقليمي والدولي عامة والقضية الفلسطينية خاصة بما تحكمه خصوصية العلاقة الاردنية الفلسطينية.
ولعلنا هذه الأيام نعيش ذكرى النكسة العربية المشؤومة، التي غلفت بشعارات الانتصار الزائف بعد حشد وشحن الشارع العربي على كل من خالف قرارات قيادات تلك الفترة، ليدفع الاردن ثمنا باهظا جراء موجة العاطفة الشعبوية العشوائية والحماسة الزائدة لتسجيل اي انتصار على العدو الصهيوني حتى لو معنويا بعد سلسلة الهزائم، والتي أثبت فيها الاردن لاحقا أن المواقف والقرارات المستندة إلى الواقعية والمنطقية في الإعداد هي السبيل الصمود والتصدي لمشاريع ذلك الكيان، لتكون معركة الكرامة الرد الملحمي والأسطوري الذي رد الاعتبار للأمة العربية وشعوبها وكرامتها، وللاسف تكررت الأحداث المماثلة لها بنكسات عدة كانت تغلف مواقف التيار الشعبي هذا المرة بالغلاف الديني المقدس، والدين براء من التكسب والتنفع من المواقف وعلى حساب الرعية والابرياء، بل هو مع الاستعداد والعدة واتباع السبيل المتاح للدفاع عن الحقوق والمكتسبات .
القادم بحاجة إلى عقلنة الخطاب والقرار، والاستدارة للشأن الداخلي الاردني وتقوية مفاصله ومحاوره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لأن الاردن الاقوى هو الأقدر على الثبات وإدارة الصراع مع الكيان وابطال مخططاته ومشاريعه، وليبقى الاردن التوأم السيامي والسند الحقيقي لشقيقه الفلسطيني على ترابه الوطني وعلى أرض دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
ختاما نؤكد على أن الاردن القوي هو المشروع الوطني الذي نريد، ولأجله جاءت الرؤية الملكية الهاشمية السامية بضرورة التركيز على مسارات التحديث الثلاث التي من شأنها أن تكون روافع الدولة الأردنية الهاشمية المدنية الديمقراطية الحديثة، هل نستطيع؟
معا نستطيع