عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2023

احتدام المواجهة الدولية*حمادة فراعنة

 الدستور

صراع محتدم على المستوى الدولي بين الولايات المتحدة وبريطانيا ومن معهما من طرف، والصين وروسيا ومن يقف معهما من طرف آخر.
صراع سياسي، اقتصادي، أمني، تكنولوجي، وحشد عسكري، هو عنوان الصراع بين القطبين وأدواتهما، والهدف الواضح لكل طرف منهما:
الولايات المتحدة مع حليفتها بريطانيا تسعى إلى مواصلة التفرد والنفوذ وبسط السيطرة الأحادية على المشهد السياسي الدولي، نتيجة الحربين:
الأولى العالمية الثانية عام 1945، التي خرجت منها الولايات المتحدة المنتصر الأول والأقوى والأكثر نفوذاً وانتشاراً ومكاسب رابحة.
والثانية نتائج الحرب الباردة 1990، التي هُزم فيها وخلالها الإتحاد السوفيتي ومعسكره الاشتراكي، وتراجع تأثير روسيا وتقلص نفوذها بعد فكفكة المعسكر الاشتراكي، بما فيها خارطة الإتحاد السوفيتي وخروج قوميات من داخله نحو بلدان مستقلة، وتم ذلك لصالح الولايات المتحدة ومعسكرها الأوروبي والعديد من بلدان العالم السائرة معها وفي إدارتها.
روسيا تسعى من جهتها ومعها الصين لإلغاء نتائج الحرب الباردة، وإنهاء تفرد الولايات المتحدة بالمشهد السياسي العالمي، وإعادة العمل نحو التعددية الدولية، وشطب القطب الواحد الذي تمثله الولايات المتحدة وتقوده ومعها أدوات وتحالفات متعددة لدى المناطق الأساسية في العالم.
في منطقتنا العربية، تدعم واشنطن المستعمرة، وتحميها وتحفظ لها التفوق العسكري على كافة بلدان العالم العربي، وهي تحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية.
وسعت حثيثاً لإطفاء كل الحرائق المشتعلة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن بفرض التهدئة من أجل التفرغ للحدث الأوكراني، وجعل روسيا مدانة دولياً ومواصلة الحرب بهدف استنزافها في أوكرانيا على طريق إضعافها وتكبيل قدراتها وعدم استعادة مكانتها.
وها هي في منطقة جنوب شرق آسيا تعمل على تعزيز تواجدها وقوتها عبر تحالف ثلاثي تقوده، مع بريطانيا وأستراليا، في إطار الشراكة الأمنية بين البلدان الثلاثة تحت مسمى «أوكوس»، وعبر تزويد أستراليا بغواصات نوعية نووية قادرة على البقاء تحت الماء لفترات زمنية طويلة غير محدودة، وصفها رئيس وزراء أستراليا أنتوني الباينزي على أنها «أكبر استثمار عسكري في تاريخ أستراليا»، وتم ذلك في إطار خطة أميركية تجعل من أستراليا شريكاً كاملاً في التكنولوجيا النووية الأميركية، المقتصرة شراكتها على بريطانيا فقط، والهدف هو مواجهة قدرات الصين، التي طالبت البلدان الثلاثة «التخلي عن عقلية الحرب الباردة»، كما اتهم الرئيس الصيني شي جين بينغ الولايات المتحدة بقيادة تحالفاتها نحو ممارسة: «الاحتواء والتطويق والكبت للصين».