عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Aug-2020

خريطة طريق - بقلم: بن كسبيت

 

معاريف
 
إذا قطعنا أنفسنا عن ضجيج الخلفية فان البيان عن خريطة طريق نحو التطبيع بين إسرائيل واتحاد الإمارات هو انباء ممتازة بل وتاريخية وإنجاز جميل لحكومة نتنياهو. المشكلة هي أنه في الشرق الأوسط بشكل عام وفي إسرائيل بشكل خاص، فان ضجيج الخلفية هو الأمر الحقيقي، وهو لا يبشر بالخير لنتنياهو. فقد كسب بضع نقاط في الوسط – اليسار، الذي يحب الاتفاقات مع العرب، ولكنه خسر نقاطا أكثر في قاعدة المصوتين له في اليمين. والسبب بسيط: الكل يفهم بأن وعد الضم تبدد. الحلم ضاع. لا سيادة ولا بطيخ. الحفلات، الشمبانيا، التصريحات الصاخبة من ذاك المساء في البيت الأبيض، كله كلام فاضي. بدلا من ذلك تلقينا تصريحا غامضا عن اتصالات ستنشأ بعد بضعة أسابيع لـ “خريطة طريق” تؤدي إلى التطبيع.
بث نتنياهو حياة في مبدأ “الارض مقابل السلام” العتيق. الدليل: هو تنازل عن اراض (بسط السيادة والضم) من أجل التطبيع مع دولة عربية بعيدة. وأكثر من هذا: في مقلوب على مقلوب، بيني غانتس وغابي اشكنازي مسؤولان عن الحدث بقدر لا يقل عن نتنياهو، وربما أكثر بقليل. عملهما الكثير لوقف الضم اجبر نتنياهو على إعادة احتساب المسار وانتزاع نوع من الحلوى كي يحلي القرص المرير الذي يطعمه الآن لمؤيديه.
لقد حسم الأمر في نهاية الشهر الماضي، حين وصل المبعوث الرئاسي آفي باركوفيتش الى هنا لبذل جهد اخير للسماح بالضم. وكما نشرت في موقع المونيتور، جلب معه باركوفيتش طلبا أميركيا واضحا: مقابل الضم يتعين على إسرائيل ان تنقل أكثر بقليل من 6 % من المناطق ج إلى الفلسطينيين.
نتنياهو استشاط غضبا. لقد فهم بان حدثا كهذا سيلحق به ضررا لا مرد له في اليمين. كما طلب منه ايضا ان يعلن، بصوته، بان الضم معناه قبول كامل لخطة ترامب واعتراف بمبدأ الدولتين. كان واضحا له بانه غير قادر على أن يفي بهذين المطلبين. وكان الاقتراح المضاد الذي نقل لباركوفيتش مهينا: إسرائيل مستعدة لان تنقل الى الفلسطينيين 0.5 % من الأراضي ج. عاد باركوفيتش إلى واشنطن مع هذا الاقتراح فدفن الضم.
ما تبقى هو انقاذ شيء ما من بين الانقاض. جارد كوشنير، الذي حسم الصراع في البيت الأبيض مع/ضد ضم إسرائيلي وتغلب على السفير فريدمان، صديق المستوطنين، جلب المهر. وأسمى الرئيس ترامب هذا “سلاما تاريخيا”، ولكن من يعرف قراءة العربية، يفهم من بيان الإمارات بان هذا لن يحصل بهذه السرعة. توجد “خريطة طريق” للتطبيع. تعالوا نأمل الا تنتهي مثل خريطة الطريق السابقة للرئيس بوش ورئيس الوزراء شارون، التي لفظت انفاسها بآلام قبل سنين.