عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jun-2020

سيف العزم.. مقاتل بنغالي تخلده بطولاته في نكسة 1967

 

دكا- لن تمحو وفاة المقاتل البنغالي سيف العزم، سيرته وبطولاته التي ستبقى خالدة في التاريخ، وخاصة أنه حقق رقما قياسيا في إسقاط الطائرات الإسرائيلية إبان “نكسة” عام 1967.
 
توفى الطيار المتقاعد سيف العزم، الأحد الماضي، عن عمر يناهز 80 عاما في العاصمة البنغالية دكا، بعد أن عانى من مضاعفات مختلفة بسبب الشيخوخة، وفقا لما ذكرته تقارير وسائل الإعلام.
 
وتذكر الدول العربية أداء “سيف العزم” المتميز في الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1967، حيث أبقت مهاراته والمناورة الاستثنائية القوات الجوية الإسرائيلية بعيدا.
 
يقول خبراء، إن “عين الصقر لدى العزم، أنقذت القواعد الجوية العراقية والأردنية من مواجهة مصير قواعد القوات الجوية المصرية، التي قضى عليها الإسرائيليون آنذاك”.
 
ويضيف هؤلاء، أنه بينما كان العزم يقود مقاتلة من نوع “هوكر هنتر” ذات المقعد الواحد، أسقط طائرة “داسو مايستر” المقاتلة الرائدة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في الأردن.
 
وبعد يوم واحد، بحسب الخبراء، عندما تم نقله إلى قاعدة جوية عراقية، أسقط طائرتين مقاتلتين إسرائيليتين متطورتين من طراز “فوتور آي آي ايه”، و”داسو ميراج 3”.
 
وقبل ذلك شارك العزم كجزء من سرب القوات الجوية الباكستانية 17، خلال الحرب الهندية – الباكستانية عام 1965، وأسقط الطائرة الهندية “فوللاند جنات” الاعتراضية، مما أدى إلى أسر الطيار فيجاي ماياديف.
 
وحصد العزم بهذا الإنجاز جائزة “سيتارا جورات”، وهي ثالث أعلى جائزة عسكرية في باكستان.
 
** ولادته ونشأته
 
ولد “العزم” في منطقة نائية في “بابنا” وسط شمالي بنغلاديش عام 1941، وقضى طفولته في مدينة “كلكتا” الهندية مع والده، وبعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، هاجرت عائلته إلى بنغلاديش (شرق باكستان آنذاك).
 
وفقا للموقع التحليلي (Roar Media) الذي يرتكز في جنوب آسيا، فقد غادر العزم منزله في سن الرابعة عشرة للتعليم الثانوي العالي في باكستان الغربية آنذاك (باكستان الآن).
 
وفي عام 1958، تم قبوله في كلية طلاب القوات الجوية الباكستانية، حيث أكمل تعليمه كضابط طيار.
 
وبعد تعلمه أساسيات الطيران في باكستان، تم إرسال العزم للتدريب على القتال الجوي المتقدم في قاعدة “لوك” الجوية في ولاية “أريزونا” الأمريكية.
 
** باكستان تشيد بالعزم
 
استحضر قائد القوات الجوية الباكستانية المارشال أنور خان، الأعمال البطولية التي قام بها العزم، ووصفه بأنه “طيار مقاتل استثنائي سيتذكر دائماً بسالته ومهنيته”.
 
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1966، عين العزم بالقوات الجوية الملكية الأردنية، بصفته أحد المستشارين.
 
وفي 5 حزيران/يونيو 1967 كانت أربع طائرات إسرائيلية تحلق فوق قاعدة “المفرق” الأردنية لتدمير سلاح الجو الصغير، بعد وقت قصير من تحول سلاح الجو المصري بأكمله إلى أنقاض، بحسب موقع الدفاع الباكستاني.
 
وبهدف اعتراض الهجوم القادم، قام قادة القوات الجوية الأردنية، بتكليف العزم بإحباط الهجوم.
 
وبعد أن حلق بطائرته مع طيارين أردنيين آخرين، اشتبك العزم مع الطائرات المهاجمة في قتال “جو- جو”، وأسقط واحدة من طراز “مايستر” يقودها الطيار الإسرائيلي “هـ. بوله”، وأطلق النار على الأخرى وأسقطها في إسرائيل.
 
وبعد هذا الانجاز المذهل بيومين، تم نقل “العزم” إلى العراق، للدفاع عن القواعد الجوية، حيث أسقط طائرتين إسرائيليتين مهاجمتين.
 
أكد موقع الدفاع الباكستاني عبر شبكة الإنترنت، أنه “في غضون 72 ساعة، أصبح العزم الطيار الوحيد في العالم الذي يحمل الرقم القياسي في إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية في معارك (جو-جو) وهو رقم قياسي لا يزال قائما حتى اليوم”.
 
وتقول مدونة الدفاع “فايتر جيتس وورلد”، إن المقاتلة الإسرائيلية الطيارة جدعون درور، التي أسقط “العزم” طائرتها، قامت بالقفز الاضطراري من الطائرة، واحتجزت كأسيرة حرب في العراق.
 
** تكريم العزم
 
وتقديرا للمساهمات البطولية التي قدمها العزم، حصل “العزم” على جوائز عسكرية من الأردن والعراق.
 
كما منحت الولايات المتحدة الأمريكية لقب وجائزة “النسور الحية” للمقاتل الأسطوري “العزم” عام 2001 لمهاراته المتميزة.
 
وبعد استقلال بنغلاديش عام 1971، انضم المقاتل المخضرم إلى القوات الجوية البنغالية لخدمة وطنه، وفي العام 1980 تقاعد والتحق بالخدمة المدنية ثم انخرط في الحياة السياسية في وقت لاحق.
 
** فخر لبلاده
 
ويقول رئيس حرس الحدود السابق البنغالي العقيد الجنرال فضل عبد الرحمن، للأناضول، إن اسم العزم “سيظل مكتوبا بكلمات ذهبية في تاريخ البلاد”.
 
ووصف عبد الرحمن، العزم بأنه “شخصية تاريخية ذات سجل فريد لا مثيل له”، معتبرا أنه سيبقى فخرا لكل البنغال.
 
وأضاف عبد الرحمن، أن العزم “مصدر إلهام لكل جندي في ساحة المعركة حول كيفية هزيمة العدو الضخم بأسلحة محدودة”، معترا أنه “وضع علامة فارقة في الاستخدام الأمثل للمهارات والشجاعة خلال الحروب”.-(الأناضول)