الدستور - يعتقد الكثيرون أن الأحوال الاقتصادية هي المشكلة الأساسية التي تعاني منها بلادنا العربية فهم لا يدركون الأسباب التي أوجدت تلك الأوضاع الاقتصادية المترديــة فالتخلّف – الذي تمتد جذوره الى الحكـم العثمانـي – هو العامل الرئيس الذي يقف وراء كل المشاكل الأخرى التي تمر بها بلادنا ، وإذا أردنا أن نتخلّص من جميع مشاكلنا لا بد من إزالة التخلّـف ذلك الوبـاء الذي يشل حياتنـا ويجعلنـا نشعر بالدونية لأننـا لا نساهم في مسيرة التقـدّم العلمـي والتقـني والزراعـي في كافـة جوانـب الحيـاة التي يشهدهـا العالـم منذ انطـلاقة الثـورة الصنـاعيــة ، فنحن قد أصبحـنا نعتـمد كلّـياً على كل ما تنتجـه الدول المتقـدمة من سلـع صنـاعيــة وغذائيــة وأسلحـة مختلفـة ، وللأسف هذا التخلّـف والتبعيـة لا يدركهـمــا إلا القليل من أفــراد مجتمـعاتنـا لدرجــة أنه غدا من الصعـب أن تقنـع إنساناً يرفـل في جميــع الكمـاليـات والترفـيــه أنه متخـلّـف ، فهـل يدرك معظـم الناس ماذا سـوف يحـدث لو أن مصنّـعي السـيارات توقّـفوا عن بيعـنا قطـع غيـارهـــا ؟ فهـي بـدون شـك سـوف تتوقّـف عن العمـل ونتيجـة لذلـك لا بـد من محـاربــة التخلّـف بكافـة وجوهـه ومحوه إذا أردنـا أن نتغلّـب على جميع مشاكلنـا وهذا لا يتحقّـق بدون تغيير طريقـة تفكيرنـا على المسـتوى الفردي والرسـمي .

 

  والسـير في طريـق التـقدّم الحقيقـي ليس أمـراً سهـلاً فهو ليس مفروشـاً بالـورود والأزهـار كما وأن والسيـر فيه يحتـاج الى إرادة حديديـة إضافـة لحاجتـه الى تضحيـات ومكابـدات كبيرة وعظمى ستنال منّـا ما تنـال بيد أن النتائـج ستكون – ولا شك – أكثر من رائعـة .. فهل نحن ، على الصعيد الرسمـي والفردي مسـتعدون لتـقديمــها ؟!