عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2024

الصفقة*إسماعيل الشريف

 الدستور

أنا شخص مخلص للغاية. لقد كنت أفضل رئيس في التاريخ لإسرائيل بعشرة أضعاف. قمت بنقل السفارة إلى القدس، ثم هناك مرتفعات الجولان... لم يعتقد أحد أن ذلك بالإمكان، لكنني حققته – ترامب.
تعرض ميريام أدلسون، الأمريكية الصهيونية وثامن أغنى امرأة في العالم بثروة تبلغ ثلاثين مليار دولار، تعرض أكثر من مئة مليون دولار لحملة ترامب مقابل قيامه في حال فوزه بالعمل على ضم الضفة الغربية للكيان المحتل. هذا يأتي بعد أن دفنت زوجها، شيلدون أدلسون، على جبل الزيتون في القدس المحتلة.
قد توصل أموال أدلسون ترامب إلى الحكم، ولأنه رجل أعمال يحافظ على كلمته، سيضرب بعرض الحائط كل شيء: استقرار المنطقة، ومصالح الولايات المتحدة، وحقوق الشعوب، ويمنح الضفة الغربية للصهاينة.
قصة أدلسون دليل حي وواضح يبين لنا كيف يتم دفع الأجندات المتطرفة بواسطة المال لإجبار الساسة الانتهازيين على تنفيذها. لذلك فلا عجب أن نرى الساسة الأمريكيين يسبحون بحمد الكيان المجرم ليل نهار.
قبل أشهر، يقف ترامب المغرور في تكساس، معقل الصهيونية، ويخاطب أدلسون: «هاودي هاودي، مرحباً مرحباً. بالنسبة للشركاء، نحن حقاً مسيحيون ويهود، محافظون وليبراليون، نجتمع معاً لتعزيز العلاقة الخاصة بين ولاية تكساس ودولة إسرائيل.
ميريام، البالغة من العمر 78 عاماً، تريد أن تنهي المهمة التي بدأتها مع ترامب. ففي الانتخابات التي فاز بها عام 2017، بلغت تبرعاتها 45 مليون دولار، أكثر من ضعف ما تبرع به الخمسة الذين جاءوا بعدها. لم نكن نعرف الصفقة آنذاك، ولكننا نعرفها الآن؛ فقد كانت نقل السفارة والاعتراف بضم الجولان. وظهرت وهي تجلس في الصف الأول في حفل توقيع القرار.
تعرف ميريام ماذا يمكن للمال أن يشتري خاصة إذا كان الذي أمامك رجل أعمال!
تعود قصة ميريام في دعم الصهاينة إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما تبنوا الشاب الإرهابي آنذاك، نتنياهو، ومولوا حملاته الانتخابية.
لتنفيذ أجنداتها المريضة، بدأت أدلسون بدفع مبالغ صغيرة للحزب الديمقراطي. ثم قررت رفع المساهمات وتوجهت إلى الحزب الجمهوري، في إشارة واضحة إلى أن هدفها ليس الأيديولوجيات السياسية المحلية بقدر ما هو دعم الحزب أو الشخص الذي يحقق مصلحة الدولة المارقة. دفعت خمسمئة ألف دولار في حفل تنصيب بوش الابن عام 2005، وأصبحت تحصل على جميع منشورات البيت الأبيض. ولكن بوش لم يحقق هدفهم؛ فقد تحدث عن حل الدولتين، وهذا ما ترفضه ميريام. ففهمت أن المبالغ الصغيرة لا تحقق الأجندات، فبدأت بزيادة تبرعاتها للمرشحين وحققت ما أرادته مع ترامب. والآن تريد أكثر.
وتقوم أيضاً بشراء الأندية الرياضية في الكيان المجرم، وأسست منظمة تحارب حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال (BDS).كما مولت أول جامعة داخل مستوطنة في الضفة الغربية.
ولا تكتفي أدلسون بدعم الكيان، بل تنفذ بوضوح جميع أجندات الصهاينة في إفساد المجتمعات. فهي تدعم المثليين والمتحولين، والآن لديها مشروع تعمل عليه وهو دعم جميع التجارب والأبحاث التي تهدف إلى تمكين الرجل من الحمل!
قد تفسر قصة أدلسون هذه المراوغة المستمرة من نتنياهو في عدم وقف المجزرة. لذلك، بدأت أصدق التحليلات التي تقول إنه يناور بانتظار وصول ترامب إلى السلطة. ولن تسمح دماء أطفال فلسطين على يدي بايدن لأن يستمر في حكم الولايات المتحدة.
وأنا أقرأ قصة أدلسون، تساءلت لماذا لا نجد فلسطينياً واحداً أو عربياً، ولماذا لا يوجد سياسي واحد فلسطيني جمع الملايين على ظهر القضية ليعقد صفقة في خدمة القضية الفلسطينية. وإذا كانت الدول العربية لا تريد حرباً مع الكيان، فلماذا لا تغرق الساسة الأمريكيين الفاسدين لتحقيق مصالح عربية؟ قد يكون ذلك أقل تكلفة من المليارات التي ذهبت وستذهب إلى إعمار غزة.
سؤال بريء، برسم الإجابة!
https://nymag.com/intelligencer/article/miriam-adelson-trump-2024-campaign-donor-israel.html