“سنبلة”.. مسابقة ريادية للمعلمين تحفز الطلبة وذويهم بعملية “التعليم عن بعد”
أطلقتها مؤسسة "الجود" للرعاية العلمية بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم
ديمة محبوبة
عمان- الغد- في ظل إصابة العالم بجائحة فيروس كورونا المستجد، واتباع نظام التعلم عن بعد لاستكمال المراحل التعليمية بمختلف فئاتها، أطلقت مؤسسة الجود للرعاية العلمية مبادرة “سنبلة”، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وهي عبارة عن مسابقة تحديات أسبوعية للمعلمين.
يقول مدير المشاريع في مؤسسة الجود للرعاية العلمية عرفات عوض “هذه المبادرة وجدت لنشر ثقافة الإبداع والريادة الاجتماعية في نفوس المعلمين في المدارس الحكومية؛ حيث يتم طرح سؤال أسبوعيا حول تحد ما، مثلا كيف نشجع ونحفز الأهالي للتفاعل مع أبنائهم في عملية التعليم، وتحويل المواد الدراسية الجامدة إلى حصص دراسية تفاعلية وإبداعية”.
ويوضح عوض أن هذه المسابقة تأتي لضرورة استمرار المبادرات الريادية بأسلوب جديد وبآليات تتناسب والحجر المنزلي، وبهدف إطلاق الطاقات الكامنة والمهارات التي يتسلح بها المعلمون والمعلمات، وبما يعود بالنفع على المدارس والطلبة.
ويؤكد عوض “بلغ عدد المشاركين 200 معلم ومعلمة من مختلف مديريات التربية والتعليم في جميع محافظات المملكة”.
ومن أهم الأفكار الريادية التي خرجت من هذا التحدي، بحسب عوض، إنشاء المعلمة نور عليان من مدرسة أبو علندا الأساسية فكرة (الشخصية الوهمية)؛ حيث تقوم الفكرة على دمج شخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال مثل (سبونج بوب ودورا والقط الوردي) في مقاطع فيديو قصيرة، ويقوم المعلم بعرض المحتوى التعليمي على لسان هذه الشخصية من خلال إدراج صوته عليها، وبما يتناسب مع المرحلة العمرية، كما يمكن للمعلم إدراج نص في الفيديو، أو عمل حوار بين شخصية “دورا” وقردها اللطيف وهما في المكتبة.
ولاقت فكرة عليان ردود فعل محفزة من أولياء الأمور، بالإضافة إلى تفاعل الطلاب مع تلك الشخصيات الكرتونية؛ حيث كان يقوم الطلاب بإعادة الفيديو أكثر من مرة وتكرار المحتوى التعليمي .
في حين تقدمت المعلمة خديجة العظمات من مدرسة المنشية الثانوية للبنات في المفرق، بفكرة تخصيص يوم من كل أسبوع لتعليم مهارة عملية لطالبات الصف الأول الثانوي من خلال مطبخ إنتاجي افتراضي في البيت، وذلك من خلال إعداد طبق معين أو مائدة ومن بعدها تطبيق الفتيات لهذه المائدة في المنزل ومشاركتها عن طريق تطبيق Duo.
إلى ذلك، نشر الفيديو التدريبي على صفحة المدرسة، ليتم الاستفادة منه للطالبات الأخريات ومن تخصص التصنيع الغذائي في المدارس المهنية.
وتوضح العظمات، يتم شرح المهارة العملية أمام طالباتي بفيديو تفاعلي مع ضرورة التركيز على أهمية تجهيز الأدوات والمواد اللازمة لإنجاز المهارة العملية، والطلب من الطالبات تطبيق المهارة في مطبخ منزلها باعتباره المشغل الافتراضي وتصوير خطوات العمل، وتنسيقها على شكل فيديو باستخدام برنامج “فيديو شو”، ليتم أخذ تغذية راجعة عن المهارة التي تم تطبيقها، ويتم في النهاية تكريم الطالبات بشهادة تقدير في حال إتقان المهارة.
وتقول العظمات: “بهذه الطريقة تشعر المعلمة والطالبات بأنهن في مختبر التصنيع في المدرسة بسهولة وبلا تعقيد”.
أما المعلمة نجاح الزغول من مدرسة حي مشهور في الكرك، فستعمل على تنفيذ فكرة “منصة صفنا في بيتك” عبر السوشال ميديا؛ إذ يتم عمل جلسات يومية للأهل عن الحصص والواجبات، وتنفيذ مسابقات بهدف تشجيعهم.
وتبين أنها ستسهم بفكرتها في إكمال مسيرة التعليم عن بعد في ظل الظروف التي يمر بها العالم بسبب جائحة “كورونا”، وانطلاقا من أهمية دور المعلم في دعم العملية التعليمية.
آلاء أسعد، معلمة من مدرسة البويضة الثانوية في منطقة الرمثا ستطبق فكرتها “إذاعة التعليم عن بعد” عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”؛ حيث تهدف الى إعداد برنامج يومي مدته ساعة يستضيف أحد الأهالي للحديث عن تجاربهم في التعليم عن بعد، وتلقي استشارات والإجابة عن استفساراتهم من المعلمين بهدف التغلب على المعوقات التي تواجههم.
وترى أن هذه العملية تسهم في الخروج بأفكار ريادية وهادفة، تتيح وتسهل فكرة التعلم عن بعد، والتي تطبق للمرة الأولى بسبب ما يعيشه الأردن من حجر منزلي، وتشجع آلاء نظيراتها المعلمات على المشاركة بالمسابقة وإثرائها بأفكارهن.
ويؤكد عرفات عوض أن المعلمة آيات هندي من مدرسة إسكان ماركا الأساسية فازت بالمركز الثالث عن فكرتها “مسرح الدمى وشبكات التواصل الاجتماعي”، وفي المركز الرابع المعلمة خديجة عظمات من مدرسة المنشية الثانوية للبنات عن فكرة “مهارتنا من بيتنا.. إتقان.. وعمل”.
وستقوم المعلمة آيات بتدريب المعلمات في منطقة ماركا على مسرح الدمى، ليتمكن من تطبيق البرنامج في مدارسهن بطريقة مبدعة ومكملة للتدريس، مؤكدة أن الفكرة لاقت استحسانا مع طلابها من خلال تفاعل الأهالي معها من خلال ردود فعلهم، لفهم المادة وآلية الشرح؛ إذ يتفاعل طلابها بشدة مع هذه المبادرة. ويذكر أن مؤسسة الجود للرعاية العلمية تأسست في العام 2000 وأسسها ماهر قدورة؛ حيث قامت بالعديد من المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تحفيز وإلهام وبث روح الإيجابية في نفوس الطلاب والمعلمين..
ومن مبادرات “الجود للرعاية العلمية”: مبادرة “حكمة السلامة المرورية”، “مدارس أكثر ” وشوارع آمنة مروريا”؛ حيث تم تأهيل 260 مدرسة حكومية، لتكون مدارس آمنة مروريا من خلال وضع مطبات وممرات مشاة آمنة مروريا، وحواجز حديدية تمنع تدافع الطلاب على الشارع، بالإضافة الى تركيب جسور مشاة، بالتعاون مع أمانة عمان.
بالإضافة إلى مبادرة “فكر جديد”، هنالك برنامج “مش مستحيل” الذي يهدف إلى دعم الشباب لتقديم الدعم في تطبيق أفكارهم على أرض الواقع، ومبادرة “شركتنا” التي تهدف الى زرع بذور ريادة الأعمال في نفوس الطلبة بالمدارس الحكومية، ومن خلال قدرتهم على عمل مشاريع صغيرة منتجة، و، مبادرة “مقعدنا” التي تهدف الى صيانة المقاعد المدرسية في المدارس الحكومية بشراكة حقيقية مع وزارة التربية والتعليم من خلال قسم التعليم المهني؛ حيث بلغ عدد المقاعد التي تم صيانتها 79 ألف مقعد دراسي.