عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2022

هل قرّر «الناتو» التدخّل في الحرب الأُوكرانية؟*محمد خرّوب

 الراي 

قد يكون السؤال غريباً بل ربما ساذجاً, خاصة أن الناتو تدخّل منذ اللحظة الأولى في هذه الحرب، ليس فقط عبر إفشال المفاوضات بين روسيا واوكرانيا بعد ان كادت تسجل نجاحا منذ ايار الماضي, بل خصوصا في مشاركته الفاعلة والميدانية لصالح الجيش الاوكراني تسليحا متقدما ونوعيا تدريباً وتخطيطا, وأيضا استخباريا وتمويلاً بسخاء ومشاركة مباشرة في غرف العمليات وإرسال المرتزقة وما يمكن توفيره لوجستيا على اكثر من صعيد.
 
أما جديد الاخبار التي بدأت تُسرِّبها جهات اعلامية وسياسية وخصوصا استخبارية غربية واوروبية شرقية، فتتحدّث نقلا عن سياسيين بولنديّيْن «ان واشنطن ستُجبر بولندا على ارسال قوات الى اوكرانيا, لمنع انهيار جيش كييف التام امام الزحف الروسي", مضيفة «صحيفة غازيتا وبيوركزا».. نقلاً عن خبير السياسة البولندي/ليزيك سيكوليسكي انه إذا ضَعُفت اوكرانيا، فان الاميركيين سيضغطون على الحكومة البولندية، لتزويد كييف بالمساعدة المباشرة، متسائلا (سيكوليسكي) اسألوا انفسكم عمّا اذا كنا نريد ذلك؟ وإن كنا مُستعدين لخوض الحرب اليوم؟ بل..?اضاف الخبير البولندي: ان وارسو بدأت الاستعداد للحرب وان هذا يتجلّى في القوانين المعتمدة مؤخرا في البلاد. كاشفا النقاب عن ان قانون «حماية الوطن» دخل حيّز التنفيذ، وهو قانون «يُعيد الخدمة العسكرية الالزامية, وبالطبع – أضاف – من الناحية النظرية يفرِض الخدمة الاجبارية على النساء».
 
اضف الى ذلك التصريحات النارية وغير المسبوقة في حِدّتها ودلالاتها, التي ادلى بها وزير الدفاع الاميركي الجنرال/لويد اوستن (أحد أبرز صقور الحرب في البنتاغون) في كلمة له خلال منتدى كندي امني, ان «روسيا تنتهِك قوانين الحرب وهذه ليست هفوات, وهذه – أضاف – ليست استثناء للقاعدة.. انها فظائع».
 
لتضاف تلك التصريحات الاميركية الاكثر تطرّفا, الى مواصلة واشنطن ضخّ المزيد من البيانات والتصريحات التي تتهم روسيا بـ"التحضير لضربات نووية في اوكرانيا»، رغم نفي موسكو ذلك, بل وما قيل عن ان رئيس المخابرات الاميركية/بيرنز ورئيس المخابرات الروسية/ناريشيكن في لقائهما مؤخرا في انقرة (15/11) استبعد الأخير خياراً كهذا.
 
واذا كان الانسحاب الروسي التكتيكي من الضفة اليُمنى لنهر الدينيبر, قد منح فرصة للجيشين الروسي والاوكراني لالتقاط الانفاس, رغم الهجمة الإعلامية المُركزة التي تقوم بها وسائل الاعلام الاواكرانية/والغربية, التي تتحدث عن «هزيمة» روسية استراتيجية, ما دفع بقادة كييف الى إطلاق تصريحات مُتعجِّلة، تتحدث عن رفض مطلق لوقف النار او هدنة مؤقتة, زعم الرئيس الاوكراني انها سـ"تمنح الجيش الروسي فرصة لاعادة تنظيم صفوفه وتحسين تسليحه»، رافضا في الوقت ذاته «إجراء اي مفاوضات مع موسكو إلا حال قامت الأخيرة بالانسحاب حتى حدود اوكرا?يا في العام 1991", فان الازمات المُتفاقمة التي بدأت تفرض نفسها على المشهد الاوكراني, سواء في إنهيار البنى التحتية ام خصوصا في قطاع الطاقة/انقطاع الكهرباء وتضرّر شبكات تزويد المياه والتدفئة والوصول الى الانترنت، تزيد من القناعة بان «تَوقّع انهيار الجيش الاوكراني ليست مُبالغة، ما بالك اذا ما مضت موسكو قدما في مُخططها ادخال اوكرانيا في ظلام كلي دامس.. مع ما يترتّب على ذلك من انهيار اقتصادي» على ما كتبت صحيفة فزغلياد الروسية اول امس. كاشفة النقاب عن ان روسيا ما تزال تتصرف «بشكل انساني للغاية»، لأن «الضربات مُو?ّهة الى المحطات الفرعية، وليس الى وحدات الطاقة او غرف الآلات، التي يصعب جدا إصلاحها»، مُستطرِدة الى ان «سبب عدم ضرب غُرف الآلات, ربما كان «رغبة من موسكو كي تكون قادرة في وقت لاحق اذا اصبحت هذه المنطقة جزءا من روسيا، على استعادة البنية التحتية بسرعة».. مُنهية ما عنّونَته بـ"علامة مُهمة على يوم القيامة في اوكرانيا", بالقول: «الاقتصاد ايضا لا يستطيع العمل، لكن كييف غير مُبالية بهذا الامر، نظراً لان الدولة مربوطة منذ فترة طويلة بجهاز انعاش مالي مُصطنع».. «يحتاج الامر – أضافت – الى ضربتين او ثلاث مثل هذه, لإدخا? اوكرانيا في عتمة تامة».
 
في السطر الاخير.. اعتبر الصحافي الاميركي الشهير/اندرو نابوليتانو ان «زيلنسكي سيُوافق على تسوية سلمية, فقط في حال توقّفت واشنطن عن تسليح قواته»، وفي مفاوضات السلام – أضاف – «لن تجري حتى يعود الرئيس الاوكراني الى صوابه».. مُتوقعاً ان «هذا سيحدُث حال اتصل بايدن بكييف, وقال لهم: هذه هي النهاية»