عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Dec-2019

الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين ينطلق بمشروع «عبق اللون» نحو آفاق عربية وعالمية

 

عمان- الدستور - خالد سامح - «قاريء اللون» ...مبادرة ابداعية انسانية رائدة أطلقها الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين منذ سنوات، ولاقت منذ ذلك الحين ردود أفعال ايجابية وصدى واسعا تجاوز الأردن، وقد أنعم جلالة الملك على الفنان  بقاعين، بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الثالثة، تقديرا لجهوده الدؤوبة في إثراء الفن التشكيلي ومبادراته التطوعية، وخصوصاً تلك الموجهة لفئة المكفوفين.
مبادرة «قارئ اللون» تأتي بالتعاون مع أكاديمية للمكفوفين، والتي أسهمت في رفع قدرة الطلبة المكفوفين في التعبير عن مكنوناتهم وأحاسيسهم، بالإضافة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودمجهم بالمجتمع، حيث أصبحت مقتنياتهم الفنية حاضرة في العديد من الهيئات والمؤسسات والأكاديمية الأردنية والعربية.
من عمّان الى جوهانسبرغ
وضمن مشروع «قاري اللون» للفنان سهيل بقاعين إفتتح السيد ماجا رامسي الرئيس العالمي لاندية الطيران ، معرض «عبق اللون» في مدينة جوهانسبرغ -جنوب أفريقيا، بحضور  شخصيات تمثل جميع أندية WACA في العالم، وبحضور المنسق العام لمنطقة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا السيد يوسف خوري.
وقام الفنان التشكيلي سهيل بقاعين بعمل ورشات لمدرسة جنوب أفريقيا تتخصص في تعليم المكفوفين والأشخاص الذين يعانون من ضعف بصري.
وياتي إقامة معرض عبق اللون في جنوب أفريقيا بجهود شخصية للفنان بقاعين، والذي أقام من قبلها ورشات رسم في جزيرة موريشس وكوبا ومدينة كان الفرنسية، ونظم عشرات المعارض.
وفي حديث لـ «الدستور» أكد بقاعين أن زيارة جنوب أفريقيا البلد الغني بتراثه الثقافي والفني المنفتح على كل الآفاق العالمية كانت فرصة ثمينة للاطلاع على طبيعة الحياة هناك والتفاعل مع مجتمع الفنانين والمبدعين في ذلك البلد الذي يضم أثنيات وثقافات ولغات وخلفيات عرقية منوعة، فيها الأفريقي والهندي والهولندي والانكليزي وغيرها من التنويعات العرقية.
ومن جوهانسبرغ الى دبي
وبدعوة من هيئة دبي للطيران المدني شارك الفنان سهيل بقاعين في  فعاليات قمة دبي العالمية لتسهيل سياحة أصحاب الهمم في دبي التي انطلقت مؤخرا تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، بهدف تحقيق رؤية الحكومة بجعل الإمارات دولة صديقة لأصحاب الهمم وتعزيز مكانتها التنافسية العالمية.
وشارك في القمة عدد من كبار المسؤولين الذين يمثلون منظمات دولية ودوائر حكومية في الإمارات، وخبراء متخصصون في مجالات النقل والسياحة المتاحة للجميع. وخبراء دوليون، حيث يلقون محاضرات حول الاستراتيجيات والسياسات وأهمية التصميم العالمي للمدن وكيفية تحويلها إلى مدن متاحة للجميع وهل البيئة المعيشية المريحة للأشخاص من أصحاب الهمم قابلة للتحقيق.
وركزت القمة أيضاً على مشاركة مجموعة من أصحاب الهمم من نشطاء اجتماعيين وفنانين ومبدعين واصحاب مبادرات في إبراز التحديات التي يواجهونها أثناء سفرهم في رحلات سياحية، وتنقلهم في مختلف وسائط ومرافق النقل مثل المطارات وشركات الطيران ووسائل المواصلات البرية والبحرية.
وكانت فرصة للفنان بقاعين لعرض مشروعه في دبي، واقامة معرض كبير لنماذج من الاعمال المنجزة ضمن مشروع «قاريء اللون» في قاعة اكسبو، والتواصل مع مؤسسات ثقافية في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث ثمنت الأوساط المهتمة هناك مبادرة «قاريء اللون» ودورها في اشراك المكفوفين بالحراك الابداعي والمشهد الفني بصوره المتعددة، حيث حصل في ختام المؤتمر على تكريم خاص لاطلاقه ذلك المشروع اضافة لتأسيسه «دارة سهيل» للفنون في جبل اللويبدة.
السياحة والفن صنوان
عمل الفنان سهيل بقاعين لسنوات في السياحة؛ ما أثرى تجربته الفنية، فهو يرى أن السياحة صنو الفن والابداع، وأنها تتيح للانسان الاطلاع على التجارب الفنية والثقافية والحضارية، وقد أقام العشرات من المعارض في الأردن والخارج وعمل لسنوات في المتحف الوطني الاردني للفنون الجميلة حيث أشرف على محترف الجرافيك فيه، ويتطوع حاليا  بالإشراف على مشروع المتحف المتنقل الذي أطلقه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في محافظات المملكة، وللفنان مقتنيات فنية في الكثير من المؤسسات والوزارات والهيئات الثقافية في الأردن وأوروبا وأميركا.
سهيل بقاعين يوضح البصمة الجديدة في مشروعه الحالي، وهي كما يقول، بصمة للمكفوفين ليتسنى لهم قراءة اللوحات على طريقتهم. ويضيف حول ذلك :
«ومهما حققنا في مسعانا فهي تبقى محاولة قد تصيب وقد تخفق». ويستشهد في هذا السياق بالفنان التركي الأعمى أشرف آرمنال الذي صمم سيارة الفولفو رغم فقدانه نعمة البصر، ويورد عبارة لآرمنال «أنا أرسم بمخيلتي، عندما أريد أن أرسم بحراً فإنني أرتدي طوق نجاة حتى أشعر بالبحر وأمواجه». كما يرى بقاعين أن الفكرة التي يتبناها  قد تساعد المكفوفين، وتنمي خيالاتهم ومداركهم، وهي، بحسبه، طريقة لتنشيط الجانب الأيمن من أدمغتهم، مستشهداً مرة أخرى بمقولة لبيكاسو «اللوحة هي مهنة الرجل الأعمى الذي لا يرسم ما يراه ولكن ما يشعر به وما يتخيل أنه قد رآه، أو ما يقول لنفسه أنه رآه».