عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jul-2019

مقهى غرناطة والانتخابات! - ماجد شاهين
 
الدستور- في « مقهى غرناطة « التي كانت عند دوّار البلديّة بوسط مادبا، قبل أن يغادرها أصحابها و تغدو مشغلا ً للحلويات ، و حتى أواخر تسعينيّات القرن الفارط، كنا نلتقي هناك ! 
نلتقي ونجتمع ونلعب الورق والنرد ونشرب ما تيسّر وما توافر و ما يلذ لنا ويطيب، وكنا نحكي !
كان الحكي كثيرا ً،
كان الحكي عن الهواء والهوى ،
عن الشوارع والأصدقاء والماء والرغيف،
عن المرض والتعب والوقت الضائع والفقد ،
عن العلاقات البينيّة و تفرّعاتها ،
وكنا نحكي عن « الحصص « !
وفي الحصص كلام كثير لأنّ للحب حصصا ً و للأسماء وللشوارع وللأماكن و للماء و للحظّ.
..
كنّا نتحدث عن المواسم و حصادها، وبخاصة « موسم التبويس الاجتماعي «، موسم الانتخابات !
و حين يرتفع المزاج الفكه لأحدنا يتخيّل نفسه مترشحا ً للانتخابات، فيسأل : هل لي فرصة في النجاح والفوز ؟
يرد ّ من طرف عند الطاولة أو عند طاولة مجاورة، أحد لاعبي النرد ويقول : كم لديك من الأصوات في صندوق علاقاتك وجهدك ومواقفك ؟ 
..
المهم ّ أن التندر يبلغ هناك مبلغه، فيبدأ أحد صانعي الفكاهة الانتخابية بالقول : تعالوا نحسبها.
ثم يبدأ بالسرد و توزيع الأرقام وحصرها ويقول « ييجيك ( يأتي لك ) من عند عشيرة كذا ألف صوت ومن عائلة كذا مائتا صوت وكذا وكذا.
و ينسجم الفكاهيّ مع فكاهته ودوره ويقول ويأتيك من عند آل شاهين مائة وخمسون صوتا ً.
فأنهض ُ فزعا ً و أصرخ في وجهه : يا عمّي كل دار شاهين بالمدينة أصواتهم لا تزيد عن خمسين صوتا ً، فمن أين ستجيء المائة وخمسون صوتا ً ؟
..
نضحك ، 
ونقول : هكذا كنا نلعب الانتخابات !
والأمر اللافت أن ّ صديقنا في المقهى، حالفه الوقت والحظّ و كسب الانتخابات.