عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Nov-2022

إدارة الجودة الشاملة في المنظمات التعليمية*د. رويدة زهير العابد

 الراي 

في طريق السعي نحو الريادة العالمية والتنمية المستدامة الشاملة في العملية التطويرية للمؤسسات والقطاعات تسعى الدول بأنظمتها نحو اعتماد نظام إدارة الجودة الشاملة في جميع القطاعات الخدماتية المقدمة للعملاء بحيث تكون أكثر كفاءة وفاعلية وتحسن مستمر. وكما أن إدارة الجودة الشاملة الآن تمثل مطلبا عصريا للتطوير والحداثة الحضارية.وقد بدأ الاهتمام بتبني إدارة الجودة الشاملة في العصر الحديث بشكل كبير جدا وأصبحت البوصلة التي تنطلق منها العديد من الدول في أنظمتها.
 
فإدارة الجودة الشاملة يمكن تعريفها بأنها منظومة فلسفية شاملة متكاملة تضم في طياتها المعايير والمبادئ التي تضمن تحقيق الكفاءة والفعالية بأعلى مستوى من خلال العمل على إتباع سياسة التميز في تحقيق الأهداف المنشودة وذلك من خلال التحسين المستمر على كافة منظومة العمل من حيث المدخلات والعمليات والمخرجات والتغذية الراجعة.
 
فضلاً عن أهمية إدارة الجودة الشاملة في كافة القطاعات إلا أن له أهمية عظمى في القطاع التعليمي الذي يمثل لبنة وحجر الأساس الإصلاحي والتطويري للقطاعات الأخرى، ومن هذا المنطلق هنا تأتي أهمية تبني أسس ومبادئ ومعايير إدارة الجودة الشاملة في جميع أنظمة القطاع التعليمي بغية الوصول إلى الريادة والتميز في مخرجات العملية التعليمية عبر تخرج كوادر بشرية مؤهلة ومدربة تصلح للعمل القيادي الريادي في سوق العمل.
 
وقد يكون المناخ التنظيمي والثقافة التنظيمية السائدة في البعض من المؤسسات التربوية والتعليمية محفزة وداعمة لنجاح وتحقق أهداف الجودة الشاملة والبعض الآخر قد يفشل في تطبيق إدارة الجودة الشاملة ويكمن السبب في تبني بعض الممارسات الخاطئة التي تعيق عملية الجودة والأداء المتميز وعلى سبيل المثال لتلك المعوقات عدم تطبيق معايير الجودة على النظام ككل واقتصاره على بعض أجزاء النظام، أيضا قد لا يتبنى بعض العاملين فلسفة الجودة الشاملة نظراً لعدم تطابق معايير الجودة الشاملة ورؤية ورسالة المؤسسة أو نظراً لمقاومة التغيير لكو?ه يحتاج إلى وقت أو قد يؤثر على تحقيق رغباتهم، أيضاً يوجد فجوة بين التطبيق والتدريب.
 
ولابد أن تنطبق معايير الجودة الشاملة على جميع العناصر وأجزاء النظام التعليمي بحيث يكون هناك إطار واضح ومعلن يرسخ ثقافة التنمية المستدامة والشاملة في المؤسسة التربوية بدءا من رؤية ورسالة المؤسسة التعليمية والعملية القيادية والحوكمة وحسن إدارة الموارد المادية والبشرية وتقديم الخدمة المجتمعية وتعزيز دور المتعلم والمعلم ووضع المنهج الملائم وتوفير المناخ التربوي الآمن والجاذب الذي يحفز على الإبداع والتميز في أداء العملية التربوية.