عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2024

هل تنجح خطة بايدن لوقف العدوان على غزة؟*د. حسن عبدالله الدعجة

 الغد

إن خطة بايدن لوقف العدوان على غزة تعتمد على نهج شامل ومقسم إلى مراحل تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار مستدام وتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، بالإضافة إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية. وان نجاح هذه الخطة يعتمد على عدة عوامل وقبول الأطراف المعنية بالأمر الواقع. فإذا وافقت حركة حماس على المقترح المقدم بما يتلاءم وخدمة مصالح الشعب الفلسطيني وبدأت في تنفيذ الالتزامات المطلوبة منها، فإن هذا يمكن أن يكون بداية جيدة لتحقيق السلام.
 
 
كما أن قبول قيادة حكومة الاحتلال الإسرائيلي للخطة بدون تصعيد عسكري إضافي يمكن أن يسهم في تنفيذ الخطة بنجاح، وان تحليل حدود القبول والرفض لكل طرف يتطلب النظر في المطالب والمخاوف الرئيسية لكل من حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
 
وبخصوص حركة حماس فإن حدود القبول هو إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وحماس ستعتبر إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، خطوة إيجابية يمكن أن تزيد من شعبيتها ودعمها بين الفلسطينيين. وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة يعتبر هدفا مهما لحماس لأنه يعزز سيطرتها على القطاع ودخول المساعدات الإنسانية بحدود 600 شاحنة يوميا سوف يعزز من سيطرتها ووجودها كسلطة أمر واقع من قبل الآخرين.
اما حدود الرفض بالنسبة لحماس قد تواجه حماس صعوبة في ضمان وقف إطلاق النار بشكل كامل في ظل وجود فصائل مسلحة أخرى في غزة قد لا تلتزم بالاتفاق. وقضية تبادل الأسرى الأحياء،  فحماس قد ترفض تسليم جميع الأسرى الأحياء خاصة الجنود الإسرائيليين إلا إذا حصلت على تنازلات كبيرة من إسرائيل.
اما حدود القبول والرفض لحكومة الاحتلال الإسرائيلية فإن حدود القبول هو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراح الجنود والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس يعتبر هدفا أساسيا للحكومة الإسرائيلية وان انسحاب القوات الإسرائيلية إذا رأت القيادة الإسرائيلية أن الانسحاب من المناطق المأهولة يمكن أن يتم بدون مخاطر أمنية كبيرة، فقد توافق على ذلك خاصة في إطار اتفاق شامل. اما بخصوص الوقف المستدام للأعمال القتالية فإن تحقيقه أي «وقف مستدام للأعمال القتالية» يمكن أن يلقى قبولاً واسعاً في إسرائيل لأنه سيوفر أماناً أكبر للمواطنين.
اما بخصوص حدود الرفض لحكومة الاحتلال فإن شروط وقف إطلاق النار قد يكون فيه غموض، وحكومة الاحتلال الإسرائيلية قد ترفض أي شروط تعتبرها غير واقعية، أو غير قابلة للتحقق خاصة فيما يتعلق بالضمانات الأمنية. كما ان إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، قد تكون هناك معارضة داخلية لإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، خاصة إذا كان بينهم أفراد متورطون في هجمات ضد الإسرائيليين.
لكن بالمقابل هناك التحديات المشتركة وهي ضمان تنفيذ الالتزامات لكلا الطرفين وقد يواجهان تحديات في ضمان تنفيذ الالتزامات الخاصة في ظل انعدام الثقة المتبادل. كما تلعب التأثيرات الإقليمية وتدخل أطراف إقليمية أو تصاعد التوترات في أماكن أخرى (مثل الحدود اللبنانية) قد يؤثر سلبا على تنفيذ الخطة، ان نجاح الخطة يتطلب مرونة من كلا الطرفين، وضمانات دولية قوية، واستعداداً لتقديم تنازلات متبادلة لتحقيق سلام مستدام وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
اما بخصوص جهود الوساطة فإن دولة قطر تلعب دوراً محورياً في التوسط بين حماس وإسرائيل بفضل علاقاتها الجيدة مع الأطراف المختلفة في النزاع، وتعمل على نقل المقترحات والمساهمة في تهدئة الأوضاع ومن جانبها الولايات المتحدة تقوم بدورها لتساهم في دعم الخطة من خلال ممارسة الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل وضمان التزامها بالاتفاق، وكذلك تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
كما تعد الضمانات الدولية للأطراف المعنية يمكن أن تكون عاملاً مؤثراً في تحقيق الثقة المتبادلة من خلال المراقبة والتنفيذ وإنشاء آليات دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار والتزام الأطراف ببنود الاتفاق، وتقديم ضمانات لحماية المدنيين والمناطق الحيوية في غزة من أي تصعيد مستقبلي. كما أن تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لتعزيز الثقة من خلال توفير الدعم اللازم لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في المنطقة. في النهاية، إن نجاح الخطة يعتمد على تضافر الجهود الدولية والإقليمية، والتزام الأطراف المعنية بتنفيذ البنود المتفق عليها.