عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jan-2020

الكتابة الساخرة عبر (التواصل الاجتماعي) نافذة للنقد أم التسلية؟!

الراي - حيدر المجالي - الكتابة الساخرة أو التهكمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باتت الأكثر تداولا بين أوساط الأردنيين؛ وقد وجدها الكثير من مستخدميها، الوسيلة الأكثر تأثيرا في النقد السياسي أو الاجتماعي أو الخدمي. فهذا النوع من الكتابة يحمل معاني ودلالات قريبة للفهم وسريعة الانتشار، ذلك انها مغلفة بالنكتة والفكاهة؛ ويمكن أن يكون لها ردود فعل إيجابية لجهة تغيير الخلل او تصحيح المسار.

فالمتابع لسرعة انتشار الكتابة الساخرة خلال الاسبوع الماضي، يجدها تتناول أبرز قضيتين، الأولى سياسية؛ تتعلق بالصواريخ الإيرانية التي ضربت القواعد الأميركية في العراق، والأخرى؛ محلية تخص المنخفض الجوي وغرق وسط البلد جراء الامطار.
قد تكون البوستات أو الأفلام التي تبث عبر الإعلام الرقمي، سلاحاً ذا حدين، إما أن يكون لها تأثير مباشر لجهة الإصلاح عن طريق إحداث تغيير إيجابي، أو للهدم عبر تداول الإشاعة وتشويه صورة المجتمع والوطن.
ويرى مهتمون بأن الكتابة الساخرة تظل نافذة للرمي والرجم والتنكيل بالفاسدين، خصوصاً في وجه المسؤول الفاسد أو الذي لا يفقه شيئًا ويتسيد بعض الكراسي. وحين يتداول نشطاء السوشال ميديا، فيديوهات لتجمعات مائية في مواقع منخفضة، سواء في وسط عمان أو مواقع أخرى، فذلك لا يعني بأن نقول: غرقت العاصمة بأسرها، فتلك معلومة مصورة لكنها ناقصة؛ وكذلك الحال حين يتم تصوير الصواريخ الإيرانية أنها هياكل لغسالات رغم أنها أحدثت سجالا عالميا.
ربما يرى البعض بأن الكتابة الساخرة في مواضع تشي بأن ثمة خللاً، وتغابياً على الشعوب؛ فابطالها اذكى من أن نصور لهم بعض الوقائع المكشوفة، على أنها حقائق ومسلمات؛ في المقابل لا بد من التعريض لجزئية الخلل دون تعميم.
ولا يعني أن مجرد الإضحاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر من فنون الكتابة الساخرة؛ فربما تكون لها إنعكاسات خطيرة على القيم المجتمعية، فضلا عن تأثيراتها على سياسة الدولة وتشويه صورتها تجاه الخارج.
وفي احيان يخرج النص الساخر عن إطار الادب والأخلاق، فالذي يكتب بهذه الصيغة، يكون هدفه الإضحاك فحسب؛ لكنه يتناسى انه أثار الغرائز أو كشف العورات، ونعت الناس بما ليس فيهم.
ويشدد قانون الجرائم الإلكترونية على تناول الأشخاص والتعرض لحياتهم الخاصة، وأسلوب الاتهام غير المبني على حقائق؛ من خلال مواده التي تتضمن نصوصا تعاقب على أي فعل مخالف للقانون.
وبحسب تصريح سابق لمدير وحدة الجرائم الإلكترونية المقدم رائد الرواشدة، فإنه يتم التعامل مع أي شكوى والتحقق منها، ومن ثم إحالة من يتورط بنشر مادة او عرض فيلم سواء كان ساخرا أم غير ذلك للقضاء.
وفي الختام، فإن الاستمرار بالكتابة الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي باسلوب يهدف للنكتة فحسب، يؤدي إلى خلل في المنظومة المجتمعية؛ ما يتطلب المزيد من الرقابة للحد من هذه الظاهرة التي تشتعل بها الميديا الجديدة!!