عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2023

ثورة السعودية ومؤشر السعادة*د. مهند مبيضين

 الدستور

زرت الرياض قبل نحو ثلاثة أشهر بدعوة كريمة من دارة الملك عبدالعزيز، وآخر زيارة قبلها كانت عام 2017، لم تكن الظروف والأحوال العامة السعودية كما هي اليوم، ثمة تغيير بنيوي وقيمي كبير. وثمة افكار وطاقات جديدة وصورة تخلق عن واقع ظلّ مغلفاً بأشكال عديدة من المرجعيات، التي لم تخدم الشعب السعودي كثيرا. وهو شعب يستحق كل خير.
التغيير الذي حدث في السعودية، كان لابدّ له من قوة وعزم يحميانه ويؤكدان صوابه وحتميته وضرورته، وهو ما وجد في ولي عهد السعودية ودعم خادم الحرمين ما يجعله يتحقق ويشعر به الناس ويؤيدونه، لا بل إن البعض يرى أنه كان واجب الحدوث قبل هذا الزمن.
لكن عموما، لم يفُت السعودية الكثير، فما تحقق في سنوات قصيرة، كان يحتاج عقوداً من المحاولات والقرارات، وهذا يؤكد أن أي تغيير لا بدّ له من قوة تحميه وتدفع به وتراقبه من علّ، دون أن يكون تغييرا متعسرا او مشفوعا بالوعود وبلاغة الكلام.
السعوديون اليوم وفق التقرير الأممي السنوي الصادر بمناسبة اليوم العالمي للسعادة والذي يصادف 20 آذار من كل عام هم مع ثلاثة دولة عربية ضمن قائمة الدول الأسعد حول العالم، وقد تصدرته هذا العام الإمارات عربياً وفنلندا عالمياً ،فقد تقدمت السعودية للمرتبة الثلاثين وحلت الامارات في المرتبة 26 وتليهما البحرين في المرتبة 42.وعلى المستوى العربي حلت ثانيا بعد الإمارات.
هذا المؤشرات ليست بسيطة، ولم تحدث دون عمل وكدّ وجهد، وهناك في كل ما حدث سعوديا من تقدم في التشريعات وحقوق الانسان وتطوير المدن والترفيه وضبط الفساد إلى حدود كبيرة، اهتمام بالتراث وحماية القيم، وعدم القفز على التاريخ الوطني والحفاظ على الإرث، ما جعل التغيير مقبولا وغير منسلخاً عن هوية المجتمع.
لقد بدأ ولي العهد السعودي تغييره وثورته نحو السعودية الجديدة، بضرب قوى الفساد، وتكريم المرأة وفتح الافاق للشباب نحو الريادة والتقدم، وتغيير قيم الريع السعودي التي عاشها المواطن نحو المنافسة وبناء الفرد والانتاجية، والجاء الشركات للحاكمية ووقف التعدي على حقوق الوافدين، وفتح البلد على مشاريع تنموية كبرى ووظف العلم لخدمة الناس، كل ذلك وفر للثورة الحقيقية التي تشهدها السعودية الترحيب والقبول داخليا وخارجيا، فلقد تغير اليقين السعودي بأن القادم افضل، وأن السياسة الرشيدة هي التي تخدم شعبها وتوظف قدراتها لاجله.
وفي علاقات السعودية ومصالحها الخارجية، أوقفت السعودية ما لم يكن مفيدا لها، واحدثت اختراقات كبيرة في السياسة العالمية وفي خياراتها الدبلوماسية، مما جعلها مجددة ومتجددة وقادرة على ان تكون دولة حاسمة في السياق العالمي، ولاعبا رئيسا في الشرق الأوسط، وهي ذاهبة إلى ذلك بخطى واضحة.