عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jan-2020

جداريات عمّان ...رسائل إنسانية وجمالية بتوقيع شباب مبدعين

 

عمّان - الدستور- خالد سامح - السيدة فيروز والرسام الهولندي الشهير فان غوخ ومعهم الموسيقار اللبناني مارسيل خليفة..وأضف اليهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم والشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وغير بعيد عنهم أيضاً جبران خليل جبران وآخرون من شخصيات مبدعة تركت بصمات لا يمكن أن تمحى في حياتنا وذاكرتنا...هؤلاء جميعا تلتقيهم على درج الكلحة عبر ظلال صورهم وملامح وجوههم ونماذج مما أبدعوه وتركوه في وجدان الناس والأجيال المتعاقبة، وكل ذلك برِيش مجموعة من الشباب الأردنيين الموهوبين والمتحمسين لنشر ثقافة تشكيلية لم تكن منتشرة في عمّان خلال العقود الماضية.
إلا أن باقي أدراج وشوارع عمان وجدارياتها الكبيرة لاتفرد لفضاءاتها صورا للمبدعين من فنانين وكتاب وشعراء ورسامين فقط تتضمن أيضا بعضاً من أقوالهم المأثورة...بل تبرز هنا وهناك وفي الكثير من زوايا المواقع العريقة في العاصمة كجبل عمان واللويبدة ووسط البلد وجبل القلعة وجبل الحسين وأدراج العبدلي، أعمال تحاكي الواقع أو تعبر عنه وعن هموم الناس بصياغات تعبيرية شفيفة...انه ملمح جمالي جديد ونشاط إبداعي فكري يؤشر لانفتاح عمّان على آفاق حضارية وفكرية حرة ورحبة.
 
تكريس ثقافة فنية
الفنان التشكيلي رائد الدحلة يرحب بمثل تلك المبادرات مشيرا الى أنها فكرة عالمية مطبقة في اوروبا والكثير من الدول التي تحترم الفن التشكيلي وتحاول تكريس الثقافة الفنية في المجتمع، وأضاف «في الواقع هي فكرة حضارية من شأنها أن تكسر روتينية المشهد في عمان التي باتت غابة من الاسمنت وغابت عنها اللمسات الابداعية والجمالية».
وأكد الدحلة أن الجداريات اذا ماتم انجازها بصورة احترافية مدروسة فان من شأنها أن تشكل اضافة جمالية لافتة تنعش النظر وتؤسس لحالة دائمة من الاحتفاء بالفن والابداع»، وتمنى الدحلة أن تتطور التجربة وأن تنتقل الى باقي أحياء عمان لابل الى باقي المدن والمحافظات الأردنية.
وترى التشكيلية منال النشاش أن الفنان يحمل مسؤولية توصيل رساله هادفه  وتتمثل بعمله الذي يقدمه ان كان منحوته او لوحه اوجداريه كتلك التي تنفذ بتوجيه ورعاية من الجهات المعنيه بامانة عمان وتقول «بما ان العيون تنقل الصورة وتعكس حالتها على الفرد فمن هنا كانت روعة فكرة رسم الجداريات في المناطق المختلفة والادراج في عمان واتمنى ان تعمم في كل المواقع والمحافظات بالرغم انها موجوده في بعض المحافظات وهذا ليس للتجميل فقط ولكن هذه الجدران الاسمنتية القاسية كم ستتغير بعد ان تحمل رسالة انسانية بصريه للمارة او المتواجدين او حتى الزوار وحتى للمتوقفين بسيارتهم ويكاد يخنقهم ارهاق الانتظار وكم ستعكس صورة حضارية تخاطب وجدان الانسان في موقع ومكان، فما اجمل ان تتحول تلك الجدران الصماء الى رسائل حياة تحمل الوجدانيات والحضارة والمخاطبة الراقية للروح الانسانية».
رسومات تعبيرية
كما ذكرنا، رسومات أدراج وجدران عمان لم تأخذ طابعا تزيينيا أو عاطفياً بحتا، فبعض الرسومات التي تغطي مساحات واسعة من الجدران تحمل العديد من الرسائل الفكرية الانسانية لابل والسياسية وتعبر عن موقف راسميها من قضايا اجتماعية ملحة ومنها ماهو متعلق بحقوق المرأة والطفل والأمن الاجتماعي ومناهضة العنف بكافة أشكاله، كذلك الانحياز لحرية وكرامة الانسان، وذلك بتأثير من موجة فنون»الجرافيتي»أي الرسم على الجدران التي انتشرت في العديد من المدن العربية لاسيما بعد انطلاق ثورات «الربيع العربي» كالقاهرة وبيروت وتونس وغيرها من المدن، فقد بات فن «الجرافيتي» جزءًا أصيلا في الحراكات الشعبية عاكسا آمال وطموحات ورؤى الشباب العربي في قضايا مختلفة كحرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية وحقوق المرأة والطفل والانفتاح الثقافي ومواجهة التطرف والعنف ومحاربة المخدرات وغيرها من القضايا التي تشغل الشارع العربي حاليا.
يستخدم الجرافيتي غالباً لإيصال رسائل سياسية و اجتماعية، وكشكل من أشكال الدعاية. ويعتبر أيضاً أحد أشكال الفن الحديث ، ويمكن مشاهدته في صالات العرض العالمية، وفي عمان تحاول «أمانة عمان الكبرى» تنظيم ذلك النوع من الفن والتعاون مع الفنانين ذوي الخبرة لمنع المظاهر الفوضوية في ذلك المجال.