عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jun-2019

عندما تفرض إیران عقوبات - بقلم: عاموس ھرئیل
ھآرتس
 
الوزراء والجنرالات الذین شھدوا فصول الصیف المتوترة في الاعوام 2009 – 2013 ،سیر الامور في الصیف الحالي بدأ یذكرھم بالاشیاء المنسیة، ولیس بشكل ایجابي. في تلك الایام البعیدة من حكومات نتنیاھو الثانیة والثالثة بنیت بصورة متواصلة الدراما في كل سنة في الربیع حول امكانیة مھاجمة إسرائیل لمنشآت ایران النوویة. خلال أشھر الصیف كان التوتر یزداد وفي الخریف بعد مرور ما سماه الخبراء في الخارج فرصة عملیاتیة لسلاح الجو كان الخطر یتلاشى وكأنھ لم یكن. في السنة القادمة وفي الربیع القادم كنا نبدأ الاغنیة من البدایة الى درجة أن الأمیركیین سئموا من ذلك. الاتفاقیات التي توصلوا الیھا مع الإیرانیین، الاتفاق الانتقالي في 2013 والاتفاق النووي في 2005 سدت الطریق على خطة الھجوم الإسرائیلیة.
بعد ذلك اصبح واضحا تماما ما الذي حدث ھناك. الخوف من ھجوم إسرائیلي غیر منسق على إیران حث إدارة أوباما الى استخدام ضغط العقوبات المتشددة الذي جعل اقتصاد إیران یركع. وفي نھایة المطاف مھد الطریق لتوقیع الاتفاق الكامل. رجال الاستخبارات الإسرائیلیة، لاحظوا في الاتفاق رغم عیوبھ فرصة كبیرة لابعاد التھدید النووي مدة عقد على الاقل. رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو كان لھ موقف آخر وقد استغل فوز ترامب في الانتخابات من اجل الدفع نحو انسحاب أمیركا من الاتفاق في أیار السنة الماضیة.
ما نشاھده امامنا في الخلیج في الأشھر الأخیرة ھو استمرار مباشر لنفس القصة. ادارة ترامب بتشجیع من إسرائیل (تقریبا أكثر ھدوء مؤخرا) تستأنف، بل تزید شدة العقوبات. ایران تم دفعھا الى الزاویة، والآن في ظل الازمة یمكنھا أن تعود وتتسبب بانھیار الاقتصاد ھي تحاول من جدید ابتلاع أوراق اللعب. ھذه ھي خلفیة الھجمات الاخیرة على ناقلات ومواقع النفط في الخلیج، التي نسبتھا الاستخبارات الإسرائیلیة والغربیة بدرجة كبیرة من الثقة لحرس الثورة الإیراني.
إیران ایضا تقوم بخطوات دفاعیة. فجر الأول من أمس قامت باسقاط طائرة أمیركیة بدون طیار، ثمنھا 130 ملیون دولار، التي حسب زعمھا قامت بجمع معلومات استخباریة فوق اراضیھا (الامریكیون یقولون إن الطائرة لم تخترق مجال ایران الجوي). في نفس الوقت، ایران تحذر من أنھا ستخرق قریبا الاتفاق النووي باقترابھا من شفا التراكم المسموح لتخصیب الیورانیوم بمستوى منخفض. أمس حذر الرئیس الروسي فلادمیر بوتین من تداعیات تاریخیة اذا قامت واشنطن بالرد بالقوة على إیران. نتائج التصعید، قال بوتین، غیر متوقعة.
الفرق بین الصیف الحالي لمواسم صیف بدایة العقد ھو أنھ في ھذه المرة الأمور غیر مرتبط بإسرائیل. أمیركا بواسطة الانسحاب من الاتفاق وطرح خطة الـ 12 نقطة لوزیر الخارجیة مایك بومبیو ضد إیران، وتفعیل العقوبات ایضا على شركات من دول ثالثة تقوم بالاتجار معھا، خلقت واقع اقلیمي جدید. مشكوك فیھ اذا كان ترامب نفسھ یرید حرب مع إیران. في بدایة الأسبوع وصف الھجمات على ناقلات النفط بـ ”ھامشیة“.
على ھذه الخلفیة برز ضعف البنتاغون. وزیر الدفاع جیمس ماتیس قدم استقالتھ في كانون الاول
الماضي بسبب خلافات مع الرئیس، التي كانت ذروتھا معارضة نیة ترامب (التي لم تنفذ بالكامل
بعد) اخراج جمیع القوات الأمیركیة من سوریة. في ھذا الأسبوع اضطر القائم بأعمالھ الى الاستقالة بسبب الكشف عن قضیة قدیمة حول العنف في العائلة. ھؤلاء لیسوا الجنرالات الذین یملون الخط في واشنطن. المشكلة ھي أنھ لیس واضحا من الذي یملي ھذا الخط وھل یعرف ما الذي یرید أن یحققھ. البیت الابیض وافق مؤخرا على الإعلان في ھذا الاسبوع عن ارسال ألف جندي كتعزیز الى الشرق الاوسط. بومبیو حذر من أن الخسائر الأمیركیة سیكون لھا رد شدید ضد إیران. لذلك قام برسم سیناریو معین ومحدود مقارنة مع تھدیدات الإدارة في السابق.
حتى الآن تم توجیھ ھجمات ایران ضد صناعة النفط في الخلیج. في المستوى السیاسي في إسرائیل یدركون أن امكانیة مبادرة طھران إلى الاستفزاز على أحد الحدود في الشمال بھدف جر إسرائیل إلى الازمة واجبار الأمیركیین على العمل. ھذا لیس اتجاه التطورات المؤكد، بل ھو امكانیة تعتبر واقعیة تحتاج الى یقظة إسرائیل. احتكاك بین إسرائیل وإیران في الشمال لیس أمرا جدیدا. فھو
یجري بشكل غیر مباشر منذ سنوات من خلال حزب الله. وفي السنوات الاخیرة زادت حدتھ في
اعقاب قصف إسرائیل لقواعد إیرانیة وملیشیات شیعیة في سوریة.
حسب تحلیلات الاستخبارات فان إیران لا تسعى إلى حرب مع أمیركا، التي فیھا من الواضح لھا
أنھا ستخسر. ولكن استمرار الوضع الراھن ھو أمر غیر محتمل بالنسبة لھا. الھجمات التي لم یتم
تحمل المسؤولیة عنھا (بالعكس، طھران نفت العلاقة بھا) ھدفت الى ایجاد مخرج من الوضع
الراھن. قلق ایران الحالي یتعلق بالنفط. تشدید العقوبات انھى جزء كبیر من تجارة النفط الإیرانیة.
الأمیركیون ایضا قاموا بعملیات اخرى شوشت على ایران نقل النفط كجزء من التجارة المتبادلة،
مثلا للمتمردین الحوثیین الذین تشغلھم في الیمن.
طھران حذرت في السابق من أنھ یمكنھا ضرب خطوط سفن النفط. سلسلة الھجمات في الخلیج
ھدفت الى اعطاء اشارات بأنھ اذا لم تستطع إیران أن تتمتع بثمار النفط فان الدول الكبیرة المنتجة
للنفط في المنطقة (التي في معظمھا ھي حلیفة لواشنطن) لن تستطیع فعل ذلك. وفي نفس الوقت یمكنھا التأثیر على ارتفاع اسعار النفط بسبب عدم الیقین وبسبب الحاجة الى رسوم تأمین اعلى. في ھذه الاثناء الارتفاع معتدل نسبیا.