عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2022

صدور “هذا أبي.. عبدالله الخطيب سيرة وذكريات”

 الغد-عزيزة علي

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، للباحثة والمحاضرة الدكتورة رشا الخطيب كتاب “هذا أبي عبدالله الخطيب سيرة وذكريات”، تسرد فيه سيرة والدها بدءا من العائلة، ومسيرته العملية والعملية والأسرية، ورسائله الشخصية وانطباعاته عن رحلته للحج، إلى جانب كتابات بأقلام من عرف الخطيب.
جاء الكتاب في قسمين؛ الأول يتحدث عن “سيرة وثائقية لأبي، سجلت من خلالها أصوله العائلية ومحطات عمره ومسيرته العلمية والمهنية والأسرية، وفق ما تحمل الوثائق الرسمية والشهادات الحية، جعلت السرد فيها على نسق أفقي متدرج زمنيا، ولكنه في الوقت نفسه يتقاطع أحيانا ليتنقل بين الماضي والحاضر. ثم وقفت على سيرة أبي في عيني أبنته وفي قلبها، وكان لي فيها مرور على بعض المحطات الخاصة بي معه، التي ما تزال في ذاكرتي تنشر عطرها”.
فيما يتحدث الثاني “عن كتابات والدها التي بقيت من أثره، وأولها مجموعة رسائل تبادلتها مع أبي في مرحلة من حياتي، وكان لي فيها نعم الرفيق، ولأولادي نعم الصديق”، كما اتبعتها المؤلفة بانطباعات والدها عن رحلة الحج التي كانت النواة الأولي للتفكير في صنع هذا الكتاب، وجاءت خاتمته بكلمات وشهادات عالمية مختارة في حق هذا الرجل، الى جانب العديد من الصور.
تقول الخطيب في مقدمتها للكتاب “إن كل الآباء هم أبطال حكايات أبنائهم، وكل أب هو علم في وجدان أبنائه، لا يدانيه منزلة أي عابر يمر بهم في دروب الحياة، ومن حق الآباء علينا أن نكرم ذكراهم ونوفي أقدارهم بالطريقة التي نحتمل، واحسب أنني اجتهدت في الوفاء لأبي. فهذا هو ابي”.
وتضيف الخطيب جاء الكتاب “وفاء لذكرى أبي بإحياء ما سطر من خواطر، في كتاب منشور، مع أنه ليس كاتبا ولا أديبا ولا علما مبرزا في مجاله، انما هو إنسان مر على هذه الأرض”، بالإضافة إلى “انطباعات عن رحلة الحج”، وهي الكلمات التي خطها أبي بيده وكانت نواة هذا العمل، وبعد تأملها وجدت انها قصيرة، كما أن هذه الانطباعات هي وصفية لرحلة حج لا تلامس حقيقة روح صاحبها الذي أعرفه؛ ولا تعبر عنه تعبيرا وافيا، ونظرا لوجد إرث آخر مكتوب بقلمه، وهي المراسلات التي كانت بيني وبينه أثناء إقامتي ببريطانيا، وقد أمدتني هذه الرسائل في وقتها بالعزيمة والأمل في مرحلة من حياتي كنت احتاج فيها إلى الدعم.
توضح المؤلفة للوهلة الأولى كانت اعتبر أن هذه رسائل عادية قد لا تضيف شيئا لقارئها، إلا أن عمرها الذي يناهز عشرين عاما، يجعلها، ذات قيمة توثيقية، و”شاهدة على مرحلة محددة من سيرة أبي ومن سيرتي الممزوجة بسيرته، ومن سيرة الزمان والمكان؛ أضفت تلك الرسائل إلى الفكرة التي كانت تساورني للكتابة عن أبي، ورأيت أن أغنيها بنتف من سيرة عائلية وشهادات وأخبار”.
وتشير إلى أنه بعد ذلك تدفقت التساؤلات “ألا يمكن أن تسود صفحات في سيرة إنسان لم يكن إلا بطل حكاية صغيرة؟ ألا تقترب البشرية اليوم أكثر فأكثر من حكايات أبطال بسطاء يعيشون غالبا على هامش التيارات الكبرى التي تعصف بالأمم؟؟ فلماذا علينا أن نكتب فقط عن الشخصيات المعروفة وتوثق سير أعلامها، ونهمل الباقي وهم قطع في اللوحة الفسيفسائية التي تشكل مجتمعاتنا؟.
تقول الخطيب الكتاب يتحدث عن والدها “عبدالله الخطيب 1938-2018″، ذلك الإنسان الذي مر على هذه الأرض، والأب الذي مر في حياة أولاده، وأدى ما عليه ثم رحل، وأكتب عن الجد الذي أضاء طفولة أحفاده صباهم بقلبه المحب، ثم غادرهم إلى حيث لا يعود، موضحة إنها ارادت من هذا الكتاب ان يكون “خلودا لأبي”.
تضيف “أنا هنا أترك لكم كلمات أبي. وانا أقول “إن الفقد كان وراء هذا الكتاب، ليس مجرد البحث عن خلود، ولكن ألا يكون الفقد دافعا كي تقدم شيئا لمن أحببناهم ثم فقدناهم؟ ألا يحملنا الوجع والألم على فوات وجودهم بيننا، إلى حفظ وجودهم في ذاكرتنا؟ وتوثيق آثارها في دنيانا والاحتفاء بذكراهم في نفوسنا، ولأن الذاكرة قد تضعف وتنسى وتموت، فما تزال الحروف قادرة على أن تجعل الذكرى طائرة يبعث من تحت الرماد، كلما انطفأ وهجها، فلا تمت ولا يموت صاحبها، وهكذا هو هذا الكتاب هو لأبي “عُمرٌ ثان”.