عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jun-2019

إظهار جمال الدين والتشريع واجبنا - د.حسان ابوعرقوب

 

الدستور - بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل (رضي الله عنهما) إلى اليمن،...ثم قال: «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا» هذه الجملة تشكل القاعدة الأهم في فلسفة الدعوة إلى الله تعالى، وكذلك في فلسفة التشريع الإسلامي.
 
وما على العلماء، وطلاب العلم، والدعاة إلى الله إلا أن يلتقطوا هذه الرسالة النبوية الموجزة والواضحة والمباشرة، حمل الناس على اليسر لا العسر، وتبشريهم والابتعاد عن تنفيرهم.
 
لكن فريقا من العلماء والدعاة يسلك نقيض هذا المنهج النبوي، ولا أدري ما السبب في ذلك، هل هو حب الإتيان بالغرائب والعجائب، أو أنه يظن أن في التشديد زيادة تدين وقرب من الله تعالى، أو أنه يخاف أن يتهم بالتساهل؟ الحقيقة أنني لا أعرف الجواب.
 
لو تذكرنا قصة الثلاثة الذين تقالّوا عبادة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما واللهِ إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» ظنوا أن الزيادة والتشدد من الدين فبيّن لهم نبينا (صلى  الله عليه وسلم) أنه خلاف السنة، وأن من يتشدد فليس على  طريق النبي (صلى الله عليه وسلم).
 
نحن بحاجة ماسة أن نعي هذه المعاني، ينبغي أن نحسن تقديم الدين للناس، وأن نحببهم في أحكامه وتشريعاته، وأن نبتعد عن شذوذ الأقوال، ونوادر العلماء، وغرائب الفقهاء؛ لأن الغاية أن نقرب الناس من الله تعالى لا أن نبعدهم عنه سبحانه.
 
ومن تأمل في ديننا الحنيف وأحكامه، وأقوال الفقهاء وآرائهم، سيجد مخزونا لا ينفد من الجمال والكمال والحلاوة والإنسانية ما يجعلنا نفخر ونباهي الأمم، هذه هي المواضيع التي ينبغي أن يفتّش عليها، لتقدَّم للناس، لتزداد محبتهم للدين وأحكامه فيعملوا بمقتضاها عن قناعة وحبّ، وتزداد ثقتهم في العلماء والدعاة إلى رب العالمين.