وسط أجواء تسودها المحبة.. عائلات تتحضر لاستقبال العام الجديد
مجد جابر
عمان-الغد- الاطمئنان والفرح وراحة البال هي المشاعر التي تتمناها الأربعينية سعاد محمود مع قرب نهاية العام؛ إذ إن اللمة العائلية، وأن يكون الجميع بخير هما ما يحققان لها ذلك الشعور.
ومع نهاية كل عام تبدأ بترتيب أجواء هذه المناسبة بين أشقائها وشقيقاتها، للاجتماع في بيت العائلة الكبير، وبحضور الجميع من دون استثناء، ويتم تحضير أصناف من الطعام والحلويات لقضاء أمسية جميلة.
وتشير سعاد إلى أنها اعتادت على هذا الطقس منذ أعوام طويلة، مبينة أنها تلتزم فقط مع عائلتها بذلك اليوم، والاجتماع على أجواء الحب، لافتة إلى أن هذا ما يضفي على قلبها الهدوء والطمأنينة اللذين تحتاجهما.
ولربما مشاعر سعاد قريبة جداً من أمنيات الحاجة فاطمة التي تعتبر أن نهاية العام وقدوم العام الجديد مرتبطان دائما بلمة أبنائها وبناتها وأحفادها عندها في البيت، وترفض غياب أحد مهما كانت الظروف أو الأسباب.
وتضيف أن أحد أبنائها منذ 4 أعوام انتقل للعمل في الخليج، إلا أن حنينه الى عائلته ولطقوس هذا اليوم تحديدا يزيد من إصراره بالقدوم لقضاء ليلة رأس السنة الميلادية مع عائلته الكبيرة، وكما اعتاد دائما، مبينة أن هناك أمورا، بالرغم من بساطتها، إلا أنها تنطبع بالذاكرة وتثير الحنين بالنفوس.
ولعل الكثير من العائلات تخطط مع نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) للاحتفال برأس السنة الميلادية وسط أجواء اجتماعية وأسرية في بيت العائلة الكبير، يجتمع فيها الصغير والكبير لاستقبال العام الجديد بحب وبهجة.
تغريد سلطان اعتادت هي وبنات عمها منذ أعوام طويلة على التجمع لدى بيت العمة الكبيرة التي تسكن وحدها، وقضاء أمسية رأس السنة عندها والمبيت في بيتها، مبينة أنها تعتبر هذه المناسبة الأحب على قلبها هي وجميع فتيات العائلة، فيبدأن بالتحضير لها منذ أيام والاتفاق على أصناف الطعام والحلويات والزينة.
وتضيف تغريد أن هذه المناسبة ارتبطت منذ الصغر ببيت عمتها، وما تزال حتى هذا العام تختبر الإحساس ذاته وحجم الفرحة والسعادة في قلبها بالرغم من انشغالات الحياة، فهي تعتبر هذا اليوم فسحة بالنسبة لها، ولقريباتها لإضفاء الفرحة على بيت العمة والبقاء بجوارها.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة إلى أن رأس السنة مناسبة اجتماعية تحتفل بها الكثير من الأسر، عبر طقوس تتضمن لمة العائلة والسهر استقبالا للعام الجديد.
ويشير مطارنة الى أن تلك الأجواء توطد العلاقة بين أفراد الأسرة، وتزيد من الألفة والمحبة، تنفتح القلوب وتصفى النفوس؛ إذ يتشاركون الطعام، ويعيشون بفرحة ممزوجة بالمودة والتفاؤل بالعام الجديد والأماني واستعادة ذكريات العام الماضي.
ويعتبر مطارنة أن الأشخاص، من خلال هذه الأجواء الاجتماعية، يشعرون بالتجديد والتغيير عبر التفاؤل بالقادم والتفكير بإيجابية والتفاعل مع معطيات الحياة ومتطلباتها.
كل تلك الأمور توطد العلاقات وتضفي شعورا بالطمأنينة والدفء وأن المستقبل آمن، وأن هناك عائلة تعد السند، وإحساسا كبيرا بالمحبة والأمل.