عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Sep-2019

فضاء الكتابة! - ماجد شاهين
 
الدستور - في الكتابةِ العامّة ، الناقدة أو السياسيّة أو حتى الاجتماعية ، وبعيداً عن الكتابة الإبداعيّة ، فإنّي وطّنت النفس والقلم  و دجّنتهما على البقاء ضمن هوامش محصورة و مرّنت الحروف على أن لا تغادر أقفاصاً كنت صنعتُها منذ زمن بعيد ، حدّدت بوصلة الكتابة العامة ، و منها المقالات على وجه الدقّة ، منذ عرفت الشارع وكلام الناس و منذ عرفت كيف تنقسم الدنيا أفقيّا ً وعاموديا ً في الأزمات أو حتى في  السعي نحو المنافع والمصالح .
أعرف أن الناس يقرؤون و يتابعون ، ولكنّي أدركت وبشكل قاطع أن ردّات الأفعال  لا تنبني على « الكتابة والنقد المقروء « ، بل تقع ردّات الأفعال بناء على « ذهنيّة مسبقة « لدى القارئ ترتبط  بلون بشرة الكاتب و فصيلة دمه !
أكتب و أعرف أنني أخنق الكثير من الأفكار و أحشرها في سطر ٍ باهت ٍ أطلقه على شكل رسالةٍ صغيرة  .
أكتب و أعرف أنّ حصّتي في الكتابة العميقة أو الناقدة ، حصّة محدودة  ، و الأمر ليس منصوصا ً عليه في عرف أو فانون ، بل صار محسوما ً في النفس والذهن وفي عين « الآخرين « .
لذلك كلّه ،
أعترف أنني أجلب فكرتي الكبيرة من العقل والوجدان والشارع ، ثم أقصقص عدداً من أجنحتها و أقلّم أظافرها و قد يبقى هنا أو هناك القليل من  « الريش « على اليد أو الساق ، و أطلقها بعد ذلك في الفضاء وعلى الورق  .. فتطير !
تطير ليس بعيدا ً ،
تترك أثرا ً بالكاد أراه ،
و يفرحون أولئك الذين  لم تطالهم الفكرة ويهمسون : هذه كتابة قريبة من  « كتابة لا تضر ّ ولا تنفع «  !
..
لذلك كلّه تظل الكتابة الاجتماعية والساخرة والوجدانيّة أوسع مدى و أكثر رحابة و أعمق روحاً حين  لا يصدّها محدّد اجتماعي ولا  تخنقها جوّانيات تخشى التربّص!