عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2020

الدبلوماسية الأردنية والبعد القومي*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي

لقاء ثلاثي يضم قادة الدول الثلاث الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن.. لماذا وما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه اللقاء والذي أنتج قرارات في بعدين اثنين، الأول آليات التنسيق والتشاور في مكافحة فيروس كورونا والذي يستدعي جسماً اوسع للأشتباك مع تداعيات الانتشار المجتمعي للفيروس وهو ما دعا له جلالة الملك في كل اللقاءات العربية والدولية من أجل تشاور حقيقي وتنسيق إقليمي، ذلك أن هذا الوباء لا يمكن لأي دولة بمفردها مكافحته دون تنسيق مشترك، فالتعاون ومراكمة التجارب التي انبثقت من آليات المكافحة في دول الإقليم ومحورية هذا البعد تأتي من منظور ملكي واضح وهو صحة الإنسان والمواطن الأردني كمحور أصيل لكل التحركات الملكية والقرارات التي اتخذتها المؤسسات الأردنية في هذه المرحلة.
 
أما البعد الآخر والذي أثلج قلوبنا هو الاتفاق على محورية القضية الفلسطينية على قاعدة الثوابت الأردنية بحل الدولتين، وهو ما كان قد غُيب بدوافع وأدوات إسرائيلية بشعة، رسخت مفوهماً إعلامياً يرتكز على السلام مقابل السلام، وهو ما رفضته القيادة الهاشمية تاريخياً، فالموقف الأردني ثابت ومعلن على الدوام بأن حل الدولتين هو الركيزة الأساسية التي يجب أن تنطلق منها أي مبادرات مع الكيان الصهيوني، بذكاء وهجوم دبلوماسي أردني آخذا بعين الاعتبار التحولات الجذرية التي انتجتها الانتخابات الأميركية والتصريحات الواضحة من قبل مرتكزات الإدارة الجديدة من الديمقراطيين بأن حل الدولتين هو جوهر السياسة الأميركية في المرحلة المقبلة، وهذا ما التقطته الدبلوماسية الأردنية التي يقودها باقتدار وتوازن، وباستشراف حقيقي واقعي جلالة الملك عبدالله الثاني، فهذه المبادرة التي أعادت البوصلة العربية القائمة على الأرض مقابل السلام إلى الواجه من جديد، ذلك لأن فلسطين كانت وما زالت وستبقى في عيون وقلب وآداء الهاشميين، وإن إعادة طرح حل الدولتين سينعش القضية الفلسطينية من جديد ويأتي ذلك بالتزامن مع جهد دبلوماسي جديد من أجل مصالحة "فلسطينية فلسطينية" مرتقبة هنا في عمان.
 
فالبعد القومي والعروبي الذي كان مرتكزاً حقيقاً من مرتكزات الدولة الأردنية والثورة العربية الكبرى، والتي تشارف على عيدها المئوي قد أرست ورسخت العروبة والقومية العربية كأساس ومرتكز من سياساتها، ومن هنا جاءت المبادرة في الوقوف إلى جانب الاشقاء في المملكة المغربية فيما يخص قضية الصحراء المغربية.
 
نعم.. الأردن أراد أن يترجم ذلك من خلال افتتاح قنصلية تمثيلية في العيون الصحراوية، وهي مركز الصحراء المغربية والمعبرة عن عروبتها وعن وحدة أراضي المملكة المغربية الشقيقة.
 
هذا هو البعد القومي والعروبي الذي يرفض أي تقطيع او تقسيم للأراضي العربية مهما كانت الأسباب، ومهما كانت النتائج.. طوبى لأردننا العروبي الحريص دائماً على القومية العربية كركيزة أساسية من ركائز السياسية الداخلية والخارجية.