عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jan-2020

كفى مراوغة يا جيش إسرائيل

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير
 
الأضرار التي ألحقتها السيول الاسبوع الماضي بقاعدة سلاح الجو “حتسور” – الضرر لثماني طائرات من طراز اف 16، والذي يقدر بملايين الشواكل – مقلقة. فبسبب المعالجة الاهمالية ضاعت هباء اموال الجمهور وتضرر تأهب الجيش الاسرائيلي – بالذات في فترة امنية اكثر حساسية من العادة، في ضوء التوتر في الخليج. والقضية مؤسفة اكثر لانها وقعت لسلاح الجو الذي في الغالب يعتبر “دفيئة” للادارة النوعية، مقارنة بما يجري في اقسام اخرى في جهاز الامن.
اعترف ضابط كبير في سلاح الجو أول من أمس بأن الخلل وقع عقب خطأ في تفكر القادة في القاعدة. فالاستعداد للفيضان لم يتطلب نظرة بعيدة المدى على نحو خاص. في قواعد السلاح سبق أن كانت سيول في الماضي، ومشاكل الصرف الصحي في حتسور كانت معروفة في الجيش الاسرائيلي.
لقد نشرت صور الطائرات، الغارقة في الماء في الشبكات الاجتماعية بعد بضع ساعات من السيول، الخميس الماضي. مئات الجنود والضباط، وفي اعقابهم آلاف المواطنين عرفوا على الفور تقريبا بالخلل واضراره. وعلى الرغم من ذلك لم يبلغ الجيش الاسرائيلي الجمهور بما حدث بمبادرته، وأخرت الرقابة العسكرية نشر الخبر ليوم الاحد. وتأخر نشر الصور ليوم آخر – وعندها فقط اجرى الناطق العسكري احاطة عما جرى بالصحفيين. والادعاء بأن النشر تأخر كي لا يدلى بمعلومات استخبارية طوعية عن حالة جاهزية سلاح الجو – ليس مقنعا؛ والدليل هو أن المعلومات نشرت امس في كل الاحوال.
ثمة أوجه شبه بين حادثة الغرق وبين الفضيحة التي انكشفت في الشهر الماضي، بعد أن تبين انه على مدى سنين قدم الجيش الاسرائيلي للحكومة وللكنيست معطيات مضللة عن عدد الاصوليين الذين تجندوا في صفوفه. في هذه القضية ايضا، التي يجري التحقيق فيها في لجنة برئاسة اللواء احتياط روني نوما، كان الجيش الاسرائيلي يعرف عن الخلل حتى قبل أن تكشفه الصحافة للجمهور (في حالة الاصوليين مرت بضعة اشهر الى أن نشرت القصة).
هذه امور تضاف الى التحذير الذي اطلقه اللواء احتياط اسحق بريك عن ثقافة تنظيمية فاسدة وعن تقارير كاذبة، يقول انها استشرت كالوباء في الجيش. لقد امسك الجيش الاسرائيلي مرات عديدة جدا متلبسا بقصورات ادارية وتنظيمية، مشكوك أن تكون مقبولة في المجتمع المدني. والتأخير المتكرر في التبليغ عن مواضع الخلل للجمهور يثير التخوف بأنه توجد هنا رغبة في التحكم بوتيرة اصدار المعلومات والى جانب ذلك تلطيفها مع التشديد على الظروف المخففة، قبل أن تنشر.
في خطاب امام الضباط في الشهر الماضي قال رئيس الاركان افيف كوخافي ان “الاستقامة، قول الحقيقة والتقرير المصداق هي روح الجيش الاسرائيلي”. ولما كانت نفقات الامن لا تزال البند الاعلى كلفة في ميزانية الدولة يمكن للجمهور أن يتوقع من الجيش الاسرائيلي قدرا اكبر من الشفافية والتقارير السريعة. على رئيس الاركان أن يظهر بأنه لا يكتفي بطلب ذلك من ضباطه بل وان يلتزم باقواله ايضا.