عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jun-2022

ضبط استخدام «التواصل الاجتماعي»*لما جمال العبسه

 الدستور

يوما بعد الاخر وحادثا تلو الحادث تتزايد الجوانب السلبية لاسخدام مواقع التواصل الاجتماعي، واتضح ذلك مع الحوادث الاخيرة التي اوجعت القلب كقتل فتاة الجامعة، حيث كان الحادث بيئة خصبة لمتداولي الاشاعات و»مفبركي» القصص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كل ادلى بدلوه والاكيد ان معظمهم ليسو ذوي قربى من الفتاة.
هذه الحادثة وامثالها الكثير، كانت وسائل التواصل الاجتماعي منصة المعلومات لغالبية الناس، حتى وان تم استعراض حادث ما على محطات تلفزة خارجية يتم الاعتماد بشكل كبير منها على ما يتداوله الناس عبر السوشيال ميديا وكأنها الناطق الرسمي باسم الجهات الرسمية، مما يزيد الامر سوءا، خاصة تلك التحليلات والتنبؤات من هذا وذاك على اعتبار انهم الاكثر معرفة بتفاصيل الامر غير ذلك، ما تسهم به من نشر بعض الاخلاقيات والسلوك التي نبذتها مجتمعاتنا وينهى عنها ديننا، لتغدوا هذه الاخلاقيات السيئة اعتيادية لدى الكثير خاصة الشباب والشابات في سن المراهقة، لنشهد زمنا تتقلص معه قيمنا في ظل غياب وعي على مستوى الاسرة والمدرسة لارشاد اجيال قادمة.
الوالدان في المنزل، و الاساتذة والمعلمات في المدارس وهيئات التدريس في الجامعات بعضهم مشغولون بمتابعة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا مجال لتعزيز القيم والسلوكيات الحميدة التي تربينا عليها، ونجت مراهقتنا من عوامل الافساد ونشأنا نعرف الصواب من الخطأ، بل وكثيرون يعتبرون قدوة صالحة يلجأ ويقتدي بها عديد من الناس.
الآن اختفت القدوة في خضم اعصار مواقع التواصل الاجتماعي والمبالغة في التعاطي معها على اعتبار انها تبقينا على اطلاع بما يجري حولنا، حتى اصبحت حياة افراد عاديين وتفصيلاتها حدثا مهما متابع بشكل واسع.
هذه المواقع قادت عقول اجيال ومن ضمنهم نحن الى زنقات التفاهة في التفكير والسطحية في التعاطي مع الامور وخلقت ابطالا وهميين جعلتهم قدوة لصغارنا الذين تاهوا بين محاولة ترسيخ المفاهيم الاخلاقية، ومقارنتهم لما يتابعونه عبر السوشيال ميديا.
ابناؤنا امانة في اعناقنا...ويجب ان نحمل هذه الامانة بصدق، فالاجيال هم بناة المستقبل...والاخلاق عمادها وحوائطها، فلنعطهم حقهم في التربية ولنحاول علاجهم من الادمان على كافة اشكال السوشيال ميديا لكي يتعاملوا معه بحذر أكثر واقل تعلقا.