عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Feb-2020

ما هو مصير الضفة الغربية بعد ضم المستوطنات الإسرائيلية؟ - غسام مصطفى الشامي
 
الجزيرة - الضفة الغربية والقدس المحتلة تمثل عند الاحتلال الاسرائيلي والإدارة الأمريكية الصهيونية نقطة الارتكاز في تطبيق صفقة القرن التصفوية للقضية الفلسطينية؛ لذا فإن خطوات تنفيذ الصفقة بدأت في الضفة الغربية وأيضا القدس المحتلة، وقد بدأت ميدانيا على الأرض سلطات الاحتلال العمل على تنفيذ خرائط ضم مستوطنات الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية والقدس.
 
قبل أيام تحدث رئيس الوزراء في الكيان نتنياهو إن حكومته ستعمل على تحويل الضفة الغربية إلى جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل معلنا عن لجنة فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة وهي لجنة اسرائيلية أمريكية مشتركة لترسيم الخرائط للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة التي سيتم ضمها للكيان، ويتكون طاقم اللجنة المشتركة حسب المصادر الإسرائيلية من الوزير الليكودي ياريف ليفين ، و مئير بن شابات، ورونين بيريتس حيث يستعين أفراد الفريق بالسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي هو أيضاً عضوا في اللجنة المشتركة يمثل الجانب الأمريكي.
 
إن ضم مستوطنات الضفة المحتلة وتنفيذ سيناريوهات صفقة القرن ورسم خرائط جديدة هدفه بالأساس تعزيز الأمن الإسرائيلي في الضفة المحتلة والمستوطنات الجديدة ومواصلة مشاريع تهويد الضفة الغربية، وهذا ما صرح به حديثا نتنياهو بقوله: خطة صفقة القرن سوف تعزز الأمن الإسرائيلي بالضفة، وتؤمن مستقبل وجودنا بالمنطقة و ستؤدي الى اعتراف أمريكي بالاستيطان اليهودي بالضفة، وذلك لأول مرة منذ قيام الدولة الإسرائيلية، حسب نتنياهو .
 
كشفت المؤامرة الأمريكية الصهيونية صفقة القرن عن الوجه القبيح عن المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا أمام هذه المخططات الاجرامية ومشاريع التهويد والفصل العنصري والابادة والتشريد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني
إن ما يحدث من وقائع الميدانية على الأرض وفقا للصحافة العبرية تؤكد أن اللجنة الإسرائيلية الأمريكية باشرت أعمالها لتحديد المناطق التي ستفرض عليها السيادة الاسرائيلية، كما أن هناك ثمة خطة إسرائيلية خطيرة تعمل على بناء شبكة كهربائية في الأراضي الفلسطينية وهي تستهدف بالأساس خدمة مستوطنات الضفة الغربية حسب ما أعلنته مؤخرا هيئة البث الإسرائيلي كان أن شركة الكهرباء الإسرائيلية قامت ببلورة خطة شاملة لتطوير البنى التحتية الكهربائية في الضفة للتجمعات السكنية الفلسطينية واليهودية المستوطنات الاسرائيلية على حد سواء، إن أعمال ترسيم الخرائط الجديدة للمستوطنات تمثل خطوة عملية لتنفيذ صفقة القرن وهي تسير قدما وبحماية أمريكية كاملة من اضافة الصفة القانونية على ما يحدث على أرض في تنفيذ الخرائط الجديدة وتطبيق سياسية صهيونية أمريكية جديدة برؤية عسكرية أمنية بهدف لإجهاض إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.
 
خبير الخرائط والاستيطان في بيت الشرق في القدس المحتلة خليل التفكجي اعتبر تكوين اللجنة المختصة بترسيم الخرائط هي خطوة من قبل الجانب الإسرائيلي لكي يكون هناك إشراف وحماية أمريكية في محاولة منهم لإضفاء قانونية دولية وأن الخرائط التي قدمت وشملها صفقة القرن هي مجموعة مشاريع بدأت عام 1970م وانتهت في مشروع شارون عام 1990م والآن يجري تطبيقها على أرض الواقع و أنه ووفق الرؤية الإسرائيلية فان إقامة دولة فلسطينية غير موجود وغير مطروح إطلاقا، حتى بالرجوع لاتفاقيات سابقة ككامب ديفيد وأوسلو وغيرها، فكلها لم تجمع على وجود دولة إنما وضع سياسي للسلطة الفلسطينية يكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة لأن قادة الاحتلال يسعون لأن تكون الدولة الفلسطينية ليس في الضفة انما في مكان اخر و أن إسرائيل استغلت المفاوضات والضعف العربي والانقسام الفلسطيني لتنفيذ رؤيتها، بحيث جاءت الإدارة الامريكية وأخذت بعين الاعتبار كافة الأمور السياسية المتمثلة بالسيطرة على ما تحت الأرض الكسارات، وما فوق الأرض الزراعة وغور الأردن، والسيطرة على الأرض بحيث يكون الدخول والخروج بإذن إسرائيلي.
 
إن الغطرسة الإسرائيلية التي تسير بغطاء أمريكي تؤكد مجددا على المشاركة الأمريكية في كافة الجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني، وأن المشاريع والمخططات الأمريكية للمنطقة تتناغم مع مشاريع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤكد أن أمريكا لم تعد وسيطا نزيها في إيجاد الحلول للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل إن الإدارة الأمريكية تشرعن للاحتلال جرائمه وتعطيه الضوء الأخضر الأممي لمواصلة مجازره تجاه شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته، كشفت المؤامرة الأمريكية الصهيونية صفقة القرن عن الوجه القبيح عن المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكنا أمام هذه المخططات الاجرامية ومشاريع التهويد والفصل العنصري والابادة والتشريد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.