عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jan-2020

استراتيجية عربية لوقف الصراعات والحروب - علي ابو حبلة

 

الدستور- مقتل قاسم سليماني وأبو المهدي المهندس من قبل القوات الامريكية  له تداعيات خطيرة على امن وسلامة المنطقة،  والخشية من اصطفاف وتمحورات تقود إلى نتائج غير محمودة ما لم يتم تدارك مخاطرها من قبل قادة المنطقة.  
أمريكا لم تعد قدرا محتوما وسيفا مسلطا على رقاب شعوب المنطقة، والسياسات الامريكية الداعمة لإسرائيل  افقدها ثقة شعوب وغالبية قيادات المنطقة، وإقدام أمريكا على الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل وإصدار مرسوم من قبل ترمب للاعتراف بالسيادة الاسرائيليةعلى هضبة الجولان المحتل وقرار بومبيو بتشريع الاستيطان وإكسابه شرعية امريكية دفع بإسرائيل لتكون الشرطي الذي يضبط إيقاعات المنطقة ويتحكم في مفاصل حياتها وأمنها بغياب رؤيا وموقف استراتيجي عربي.
عملية الاغتيال لها تداعيات على الأمن والسلم الإقليمي والدولي وأكثر المتضررين من تلك التداعيات دول الخليج العربي، لم يترك ترامب مجالا لنفسه، فإما أن يتراجع أو يقوم بالتصعيد عندما أصبح من الواضح أن إستراتيجية الضغط الأقصى أتت بمردود عكسي، حين قرر  ترامب بالمصادقة على اغتيال سليماني، في بغداد في الساعات الأولى من صباح الجمعة». يقول والت: «لفهم كيف تنظر إيران إلى مسلسل الأحداث، فكر في كيفية رد أمريكا لو قام عدو أجنبي بقتل عضو في هيئة الأركان المشتركة أو رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، أو ربما نائب الرئيس، ما كانت واشنطن لتتجاهل حدثا كهذا، وقول هذا ليس دفاعا عن سليماني، الذي كان في المقاييس كلها عدوا لدودا لأمريكا، لكن لطرح السؤال الاستراتيجي الصحيح: هل يخدم اغتيال مسئول كبير في حكومة أجنبية المصالح القومية؟ وهل سيجعل هذا الفعل الأمريكيين أكثر أمنا وثراء، أو يزيد من نفوذهم حول العالم؟ والجواب على السؤالين هو لا».
إيران سترد بكل تأكيد كما كانت أمريكا ستفعل لو كان الوضع معكوسا وسيقوم النظام الإيراني بفعل ذلك في الوقت والوسيلة اللذين يختارهما، وبطريقة تضاعف الألم والأثر السياسي، وثانيا، فإن الاغتيال سيشعل القومية الإيرانية، ويقوي القوى المتشددة في إيران، ما يقلل من احتمال تغير النظام، وثالثا فإن اغتيال سليماني على الأراضي العراقية انتهاك للسيادة العراقية جعل حكومته في وضع أسوأ مما هي عليه، وقد شجب رئيس الوزراء المؤقت، عادل عبد المهدي، الفعل الأمريكي، ورابعا فإن ترامب أعطى إيران حافزا أكبر للحصول على الأسلحة النووية، وهي خطوة قد تضطر واشنطن للذهاب إلى حرب شاملة، أو تتراجع وتقبل بقنبلة ذرية إيرانية، وهذا كله مع بلد لديها نزاعات خطيرة مع شركاء أمريكا الإقليميين، لكنها لا تهدد أمن ولا رفاه أمريكا ذاتها بأي شكل من الأشكال».فالتهديد الواقع هو على حلفاء أمريكا الإقليميين ولا بد لهؤلاء من تدارك الخطر الذي بات يتهددهم، أمريكا وقفت في وجه أي محاولات لخفض التوتر وفتح حوار بين هذه الدول لإنهاء خلافاتها وانقساماتها وحين شعرت بتحقق ذلك قررت اغتيال قاسم سليماني.
  يجب إنهاء الانقسامات والخلافات  ضمن استراتجية عربية تفضي لوقف الصراعات والحروب لوضع حد للهيمنة والعربدة الامريكية والاسرائيلية وتحكمها في مقدرات الامة العربية ومحاولاتها لتصفية القضية الفلسطينية  باستغلال حمى الصراعات ويتطلب إنهاء الصراعات وتحقيق تطلعات الشعوب لتحقيق الأمن والاستقرار  والتخلص من القواعد الامريكية التي أصبحت عبئا على المنطقة ضمن استراتيجية امن قومي عربي تحفظ للمنطقة أمنها من التدخلات الخارجية.