الدستور- مركز الدراسات الاستراتيجي الأمريكي ( csis) قال : إيران قادرة على تعطيل عمل القوات الأمريكية والقواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، ويستند في معلوماته إلى أجهزة الاستخبارات وما جرى التحقق منه أثناء فترة حشد الاساطيل الحربية ضدها في مياه الخليج، وهذا يقودنا إلى القول:-
قدرة إيران التقنية (الهايتك) في الوصول الى أنظمة التشغيل للسلاح الأمريكي واختراق البرامج وشل قدرتها على العمل يؤكد أن هذا السبب المباشر في عدم الاعتداء عليها وتدمير قدراتها العسكرية ومنشآتها النووية قبل شهور، فقبل وصول الرئيس ترمب إلى السلطة هدد وتوعد بتدمير إيران كما هدد بتدمير كوريا الشمالية بالأسلحة النووية، وقد تراجع في كلا الحالتين وانتهى به الأمر إلى قبول سياسات سلفه مع عنجهية جديدة بالانسحاب من الإتفاق النووي الإيراني.
واشنطن قبلت أن تضرب إيران قواعدها في العراق ردا على اغتيال الجنرال قاسم سليماني وانحنت أمام الهيمنة والنفوذ لها في الاقليم وفشلت في احتوائها وعزلها دوليا، وإذا اضفنا ما تم الإعلان عنه قبل سنوات من أن خبراء إيران نجحوا في فكفكة أنظمة التعطيل الأمريكية لشركة كهرباء فنزويلا والتي تسببت في وقف عملها لشهور فيما تعثر الخبراء الروس وغيرهم في ذلك ،هذا يقودنا إلى القول إنها(أي إيران) باتت تملك أدوات العلم الحديث من تكنولوجيا (الهايتك)، وأن هذا يضعها في مصاف الدول المتقدمة علميا وفي كافة المجالات وان قصة أبعادها عن القرار الإقليمي والدولي بات من الماضي.
مركز الدراسات الاستراتيجي الأمريكي يعرف حقيقة مكمن القوة العسكرية الضاربة لإيران في الإقليم ويدرك أن أي مواجهة قادمة معها قد تغير وجه المنطقة والعالم، ولا بد أن نعيد تكرار أن برنامج الرئيس ترمب هو نفسه برنامج حزب الليكود بزعامة نتنياهو في منطقة الشرق الأوسط وخاصة تجاه إيران، والتراجع لهما مرده قوة الردع الإيرانية والخوف من نهايات مذلة لإسرائيل ومعها أمريكا في المنطقة ،والزعم بانه نفخ بها (أي إيران) ليس صحيحا والسبب أنهما ( اي إسرائيل وأمريكا) لم تجرؤا على ضرب منشاتها النووية أو التعرض لمصالحها الاستراتيجية في الخليج.
إيران لديها مشروعها السياسي والامني في المنطقة وذات الأمر تركيا، فيما تتسلل إسرائيل إلى بيوت العرب واحدا واحدا تحت يافطات جوفاء لا تقدم ولا تؤخر، ونسأل..لماذا لا يكون لهذه الأمة العربية مشروعها في المنطقة لحماية ذاتها وشعوبها ودرء الأخطار عنها؟!.