عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Oct-2019

19 سنة من التحريض - نيفا لنير

 

 
عشية السنة الجديدة شاهدت «أيام فظيعة»، وهو الفيلم الذي يصف الأحداث التي سبقت قتل اسحق رابين وليلة القتل نفسها.
بعد بضعة أيام شاهدت الفصول العشرة لمسلسل «الشباب» التلفزيوني، الذي جرت أحداثه في صيف 2014. الخلفية هي اختطاف ثلاثة فتيان يهود في غوش عصيون وقتلهم.
القصة هي عملية قتل انتقامية واختطاف وإحراق جثة الفتى محمد أبو خضير من شعفاط على أيدي ثلاثة فتيان يهود واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة.
اعتبر بنيامين نتنياهو هذا المسلسل لاسامياً، و»كيشت»، الشريكة في إنتاجه، كمن «تسيء لسمعتي بشكل يومي».
نتنياهو على الأغلب شاهد المسلسل، وفقط ملاحظة: 19 سنة بين القتل والقتل، لفة من خيوط التحريض المجدولة بينهما، وهناك نتنياهو واحد.
قتل رابين كان وما زال كطعنة في قلبي. أعرف كل التفاصيل في المادة الوثائقية التي تم تصويرها في الأيام ما قبل عملية القتل.
وأعرف وأتذكر من كان هناك وماذا قال، من صعد إلى الشرفة ومن غادرها، من صرخ ومن صمت.
وهنا على شاشة السينما تعود وتدوي الأصوات والصراخ في ميدان صهيون، «رابين قاتل، رابين خائن»، وصور رابين في زي الـ «اس.اس»، ونتنياهو يشجع مؤيديه، وها هو يسير على رأس أصدقائه أمام «تابوت الصهيونية» في مفترق رعنانا، وكثير من الحاخامات يطلبون إحراق الشر في أوساطهم، وأحدهم، ايتمار بن غفير، يتجول كالفتوة في بلدة أناس متهورين.
كراهية وتحريض أحدثا القتل، هكذا في 1995 وهكذا في 2014. ليسوا أعشابا ضارة أو أشخاصا هامشيين، بل لفة من الخيطان التي تم نسجها في حياتنا خلال سنوات.
يبدو أن التقارب الزمني في بث «أيام فظيعة» و»الشباب» غير متعمد، ومع ذلك هو ليس صدفيا. فقط كان الأمر مسألة وقت، إلى أن تتم مشاهدة التحريض والعنصرية ومشاعر «أنت قمت باختيارنا» و»كلها لنا» المشوهة تظهر في السينما وفي التلفاز (في الأدب وعلى المسرح ظهرت في السابق، وسيعاد عرضها)، لذلك يجب علينا القول مرة أخرى إنه للشاشة والمسرح توجد قوة مباشرة ومركبة.
هنا مباشرة أمامك أنت ترى مع من تتعامل، من أين جاء والى أين سيذهب، وماذا ستكون نتائج أفعاله، أولا التحريض وبعد ذلك القتل. بهذا الترتيب، أولا التحريض وبعد ذلك القتل.
مشاهدة الفيلم والمسلسل وضعت أمامي، ليس للمرة الأولى، سؤالاً كيف منذ قتل رابين امتلأت الأرض بالأعشاب الضارة، وهي ترتفع وتزدهر في أرجاء البلاد؟ كيف لم يكن بوسع الوسط – اليسار المحاربة من أجل قلب البلاد. النضال من أجل روحها وصورتها. من أجل استقامتها ومستقبلها. وكيف أن الاحتلال، السيطرة على شعب آخر وحرمانه من حقوقه، قد جعلتنا جميعا أناسا يعيشون إلى جانب روتين الابرتهايد، تقريبا دون احتجاج؟
البشرى الجيدة نسبيا تظهر في الفصل الأخير في «الشباب». اثنان من الثلاثة حكم عليهم بالمؤبد. الثالث حكم بـالسجن 21 سنة. يغئال عمير هو أيضا يقضي عقوبة بالحكم المؤبد، لكنه ليس محصنا تماما. من يتابع المظاهرات في بيتح تكفا قرب منزل المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، يرى المشاهد ويسمع الأصوات – يمكنه الشعور بجولة تحريضية أخرى: الحرب على مكانة «حماة العتبة» توجد في ذروتها. ويمكنك الأمل طوال الوقت بأن نتنياهو يوجد في المحيط.
 
«هآرتس»