عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Oct-2021

المسيرة الديمقراطية !!!*م. هاشم نايل المجالي

 الدستور

ان تحقيق الديمقراطية على ارض الواقع يجب ان يتزامن مع وجود القانون الذي يحكم العملية الديمقراطية ، وهذا القانون يصاغ من قبل مشرعين ويصاغ ايضاً وجدانياً من قبل افراد الشعب بناء على تجاربهم وخبراتهم وثقافتهم في الحياة .
 
فالديمقراطية كما هو متعارف عليها تجربة انسانية عالمية في المقام الاول تهدف في مبادئها الحرية والمساواة والعدالة الخ ، والانسان الذي يطمح في العيش في ظل الديمقراطية يجب ان يأتي سلوكه معبراً عن رغبته في تطبيق الديمقراطية على نفسه اولاً قبل تطبيقها الاخرين ، اي ان الانسان عليه ان يسن بنفسه القوانين التي يسيرعليها ديمقراطياً ، ليكون نموذجاً مصغراً من ديمقراطية عامة تصلح للشعوب التي تضع قوانينها بنفسها ، هذا التعميم عرف فيما بعد باسم الدستور ، فالقانون العادل هو الذي يميز اي حكومة ديمقراطية عن غيرها ، وحتى يكون القانون عادلاً يجب ان يجسد ارادة الشعب العامة .
 
وتتكون هذه الارادة فعلياً من مصالحهم المشتركة والضمان والعدالة الاجتماعية والحرية للسعي وراء الامن والاستقرار المجتمعي وحتى يلعب الدستور دوراً فاعلاً في تحقيق ارادة الشعب ، يجب ان يقوم بوظيفة المعيار القانوني الاعلى في اي دولة ، ويجب ان يحتوي على آلية ادارية تحفظ حرية الفرد في المجتمع .
 
وتعتبر المساواة من اهم المباديء التي نادت بها الديمقراطية ، كونها مطلباً بشرياً وهي المساواة السياسية والقانونية بين ابناء المجتمع الواحد ، حتى يعبر الفرد عن رأيه بحرية في كافة الامور السياسية والاقتصادية والقانونية والاجتماعية ، وما قيمة عملية المساواة السياسية وغيرها لأي انسان لا يجد قوت يومه ولا يجد كساءاً يرتديه ولا يجد مسكناً يأويه .
 
فيجب توفير ذلك قبل كل شيء حتى يشعر بمبدأ المساواة ، كذلك حرية الرأي والتعبير التي يجب ان يتم الاصغاء الى الاراء بكل سعة صدر وتقييمها وتحليلها .
 
فهناك العديد من المنابر للتعبير عن حرية الرأي بأسلوب حضاري وعقلاني ، وكلنا يعلم ان طريق الديمقراطية لم يكن يوماً مفروشاً بالورود ، فلا بد ان تشهد احتجاجات على بعض القوانين والتجاوزات لتبقى الديمقراطية نتاج لعقل وإرادة الانسان الذي هو هبة من الله ، فهناك ايجابيات للديمقراطية وسلبيات للقوة الفوقية وعدم التعصب للرأي ، هذا ما يحدث في كثير من الدول التي فقدت بوصلة الديمقراطية في سياستها .
 
ولنبقى في هذا الوطن نقلص المسافات بين القيادة الهاشمية وابناء الشعب بحضور المسؤولين ، عندما يتم اللقاء والحوار المباشر بين ابناء الشعب مع قيادتهم الهاشمية بكل حرية للتعبير .