عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Sep-2025

هل سيكون العدوان الإسرائيلي القادم على تركيا؟*فارس الحباشنة

 الدستور

تزامنًا مع لقاءات سورية/إسرائيلية معلنة في أذربيجان وفرنسا. بات واضحًا أن اللوثة الإيديولوجية التوراتية في رأس نتنياهو لا تتوقف عند دمشق والدوحة ولبنان.
 
وكيف كشف العدوان على الدوحة أن نتنياهو يريد القول علنًا إن الإقليم في قبضة إسرائيل، وبدعم مطلق أمريكي، وبتقاطع بين مشروعي أمريكا وإسرائيل، وكما أن أمريكا باعت وغدرت بحلفائها في الإقليم.
 
إسرائيل تتوغل في الجغرافيا السورية، والدبابات الإسرائيلية وصلت إلى أبواب دمشق، ونيران الطائرات الإسرائيلية قصفت القصر الرئاسي ومقر الجيش وهيئة الأركان، وتقيم إسرائيل حزامًا ناريًا حول دمشق، والعدوان على سورية لا يتوقف، ويدمر أي أثر للجيش السوري.
 
وفي الجنوب السوري توغل الجيش الإسرائيلي، واحتل جانبًا استراتيجيًا من جبل الشيخ، ويقيم منطقة عزل تمتد إلى السويداء، وتلامس درعا ودمشق.
 
وفي سورية الجديدة، كان الأتراك يراهنون على تفاهمات أمريكية/إسرائيلية على المستوى الحدودي ومصادر الطاقة والغاز ومواطن النفط السوري، والموانئ والممرات البرية والوجود العسكري.
 
ولكن نتنياهو يفكر في المسألة السورية بهواجس إيديولوجية، وأفرغ مسؤوليته الإيديولوجية تجاه سورية عندما قال: إنه ينفذ مهمة روحية ووصية إلهية لإقامة إسرائيل الكبرى وإمبراطورية «يهوه».
 
وفي الإيديولوجيا التوراتية فإن «إمبراطورية يهوه» سوف تحكم الشرق الأوسط والعالم، وهي تملك حدودًا مفتوحة، أبعد من النيل إلى الفرات، واليوم إسرائيل تملك تكنولوجيا حديثة تخوض بها صراعها الجغرافي السياسي والتوراتي، فدولة أرض الميعاد جرى تغيير وتعديل حدودها.
 
نتنياهو استطاع جر ترامب إلى ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، وليس مستبعدًا في غمرة التعقيدات والانزياحات والتقلبات الجيوساسية في الإقليم أن تكون الضربة القادمة إلى تركيا، وتستهدف مشاريعها العسكرية والحيوية الكبرى.
 
نتنياهو قادر على أن يدخل إلى رأس ترامب. وتشابك الرهانات والتوقعات تقول إن الإقليم ذاهب إلى فتح إسرائيل لمزيد من جبهات الحروب. ترامب يعيد ترتيب الشرق الأوسط حسب الرؤية الأمريكية/الإسرائيلية، ولا مجال لشركاء إقليميين في إدارة الشرق الأوسط. ومن الأسئلة الحساسة، وما طرحها وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيرو، وهو يرتدي القبعة اليهودية ويتعبد أمام حائط المبكى، ويتكلم عن الثنائية الوجودية والمصيرية الأمريكية/الإسرائيلية. صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قالت: إن تركيا قد تكون الهدف القادم بعد قطر.
 
لربما أن الهدف التركي مختلف عن بقية أهداف إسرائيل في الشرق الأوسط، فتركيا تملك جيشًا قويًا، وتملك نفوذًا ممتدًا في سورية وليبيا وإفريقيا والبحر المتوسط، كما أنها عضو في الناتو.
 
فنتيجة أي عدوان إسرائيلي على تركيا ستكون زلزالًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط.
 
نتنياهو لا يخفي خطر تركيا المتنامي في الشرق الأوسط. ولذا، فمن أول يوم بعد سقوط نظام بشار الأسد حرصت تل أبيب على إزاحة تركيا ومنعها من التمدد والبحث عن نفوذ في سورية الجديدة. الشرق الأوسط يحتاج إلى انفجار كبير، ولربما بداية الانفجار الكارثي استراتيجيًا ستكون من أول طلقة إسرائيلية على تركيا.