عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2019

ألعاب الفیدیو: ”فقدت وظیفتي وأسرتي بسبب الألعاب الإلکترونیة“
”كانت الألعاب الإلكترونیة تشغل كل تفكیري، حتى في الأوقات التي لم ألعب فیھا.“ ھكذا وصف شون (وھو اسم مستعار) ھوسھ بالألعاب الإلكترونیة، التي استحوذت على حیاتھ لدرجة أفقدتھ أسرتھ ووظیفتھ، في قصتھ التي عرضھا برنامج فیكتوریا دیربشر الذي تقدمھ بي بي سي.
ویقول ماثیو بریس، كبیر المعالجین في مجموعة علاج الإدمان بالمملكة المتحدة، إنھ ثمة ”زیادة كبیرة“ في أعداد الراغبین في العلاج.
وكانت المجموعة تعالج أشكال الإدمان المعتادة، كالمخدرات والكحولیات والقمار. لكن مؤخرا، زادت أعداد الراغبین في علاج إدمان الألعاب الإلكترونیة من أربعة أشخاص في عام 2014، إلى 22 في عام 2018.ّ ”استحوذت علي“ وكان شون أحد مدمني الألعاب الإلكترونیة.
وتعلق بالأساس بألعاب إطلاق النار الفردیة، حتى أنھ أمضى 48 ساعة كاملة أمام الكمبیوتر.
ّ وقال: ”استحوذت (الألعاب) علي. وصلت في مراحل متقدمة إلى اللعب طوال الیوم، وكل یوم.“
وتابع: ”اعتبرت أبنائي نوعا من التشویش لأنھم یریدون بعضا من وقتي، في حین لم أكن قادرا  على إعطائھم من وقتي وحبي. أتذكر أنني كنت أصرخ في شریكتي لتبعد الأطفال عني.“
منظمة الصحة العالمیة أدرجت إدمان الألعاب الإلكترونیة ضمن الأمراض النفسیة وكلما ساءت حیاة شون الأسریة، غرق في اللعب أكثر وأكثر.
”كنت أتأخر على عملي، واستحوذت الألعاب على حیاتي لدرجة أنني فقدت وظیفتي. وفقدت أسرتي، وبیتي، وكل شيء“.
وأدرك شون أنھ یجب أن یتغیر، حتى دخل مصحة، وتلقى العلاج لمدة شھر.
وانتكس مرات قلیلة، لكنھ داوم على التعافي لمدة أربعة عشر شھرا حتى الآن. فالرغبة في اللعب ”لا تختفي أبدا. وكل ما یمكنني فعلھ ھو التخطیط لكل یوم على حدة، وھي طریقة ناجحة حتى الآن“.
مراكز العلاج ویقول الخبراء إن اللعب لمدة ساعات لیس مشكلة في حد ذاتھ. لكنھ یصبح مشكلة عندما یصبح عائقا للحیاة، وتصبح لھ نتائج سلبیة.
وأدرجت منظمة الصحة العالمیة إدمان الألعاب الإلكترونیة ضمن الأمراض النفسیة العام الماضي.
لكن ھیئة الخدمات الصحیة البریطانیة لا توفر علاجا لإدمان الألعاب الإلكترونیة حتى الآن.
واُجل تدشین عیادة تجریبیة في لندن لعلاج إدمان الألعاب لحین موافقة لجنة القیم.
وتقول مجموعة علاج الإدمان إن الكثیرین یلجأون للعلاج في خدمات القطاع الخاص.
ویرى بریس أن إمكانیة اللعب على الأجھزة اللوحیة والھواتف أحد أكبر الدوافع نحو إدمان الألعاب.
المعالج ماثیو بريس يقول إن اللعب مصممة بحیث تتحول إلى إدمان ”حافز كبیر“
وأكد الكثیرون من مقدمي خدمات العلاج وجود زیادة كبیرة في إدمان الألعاب.
وقال آدم كوكس، أحد المعالجین، إنھ أصبح یلتقي بالعدید من الباحثین عن العلاج شھریا.
أحد مرضاه فتاة في الثامنة عشر تُدعى لیلیان (وھو اسم مستعار)، قالت إن الألعاب استحوذت على حیاتھا منذ بدأت اللعب على ھاتفھا قبل ستة أشھر.
وقالت إنھا تشعر ”بالخزي والخجل“، وأنھا عزلت نفسھا عن أسرتھا وأصدقائھا، ولزمت غرفتھا. ”وأحیانا یصیبني التعب الشدید بسبب السھر من أجل اللعب. وینعكس الأمر على مزاجي وأفقد التركیز.“
”وتابعت: “ أتمنى ألا أعتمد على الألعاب لأشعر بالرضى عن نفسي، وأستغل وقتي المھدر
ٍ لعمل شيء مجد“.
Getty Images
وقال كوكس إن الإدمان عادة ما ینتج عن ”غیاب التحدیات والاسترخاء“ في مناحي الحیاة.
وطلب من لیلیان إلغاء الألعاب كخطوة أولى، بحیث تصبح إعادة تحمیلھا على الجھاز عملیة طویلة ومعقدة عندما ترید اللعب.
وخلال ثلاثة أسابیع، توقفت لیلیان عن اللعب. وواظبت على الحیل التي ذكرھا كوكس، مثل التفكیر في الخبرات التي تضیعھا في أوقات اللعب.
وقالت: ”أشعر أنني لا أرید أن أضیع وقتي، وأن ھناك الكثیر من الأشیاء التي یمكنني فعلھا“.- (BBC)