عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Aug-2019

إعـــادة إنتــــاج التـــراث...تحـذيـــر من المتاجــرة وغيـاب روح الابتكـــار

 

عمان - الدستور - خالد سامح - هل هو نوع من «النوستالجيا المزمنة» أم أن «الجمهور يريد هذا»؟ الجمهور الذي يحن دوما للماضي والتراث..ويعتقد أن كل ما أنتجه كان أفضل بكثير من المعاصر!
نطرح مثل تلك الأسئلة في سياق تفسيرنا لظاهرة «اللجوء الى التراثيات» في سبيل تسويق المنتج «الابداعي» أغنية كان أو تشكيلا بصريا بما فيه تصميم الأزياء أو عمارةً أو موسيقى وزينةً ديكورية للمطاعم والمقاهي والمنازل.
لقد تكاثرت خلال السنوات القليلة الماضية جمعيات المحافظة على التراث، وظهر العديد من الأشخاص على الساحة الفنية وفي المشهد العام بوصفهم «سدنة التراث»..أو هكذا يتم تقديمهم في الاعلام المحلي، بعضهم يقدم منتجا تقليديا يطابق نظيره في التراث تماما بلا اي لمسات ابتكارية، آخرون يدعون حرصهم على المزج بين الأصيل والمعاصر، أو توظيف المفردات الفنية التراثي في أعمالهم التي تنجح الى حد كبير جماهيرا، بينما يرفضها أنصار الحداثة ويعدونها اما نوعا من «الرجعية « أو متاجرةً بالتراث ليس الا.
بكل الأحوال يبقى التراث منجزا انسانيا تاريخيا، لايمكن تقديسه، وفي ذات الوقت لايمكن رفضه بالمطلق أو الانتقاص من قيمته الفنية والابداعية، أو جهد من أنجزوه وأورثونا إياه، واذا كان لابد من تخليده واخراجه من «الحالة المتحفية» للحياة العملية المعاصرة فلا بد أن يأتي ذلك وفق رؤية فنية طليعية لا على أسس عاطفية حيناً وتجارية في أحيان كثيرة.
إعادة تعريف الفن
«مع ضروره الحفاظ على إرث الماضي، يجب عدم تحويل الماضي الى أداه تجمد التطور»...هذا ما يراه الفنان التشكيلي والباحث عمّار خماش،ويتابع «  قوه المعرفة الانسانية هي التراكمية، بحيث لا يلغي التغيير ما سبقه، بل يبني عليه. الماضي مهم و فنونه سوف تبقى مهمة في المتاحف، و سوف تتغير المتاحف نفسها و تتغير ايضا طرق مشاركة فنون الماضي و فهمها. كذلك تتسارع خطوات الفنون الحديثة في الخوض في العلوم و التكنولوجيا، و في ازالة الحواجز بين الرسم و المسرح و النحت و الموسيقى و التعامل مع الفراغ العام ومع الارض... الخ، وفي رفض الأطر التقليدية و البحث الدؤوب عن ما هو جديد و مبتكر. «الفن» كمفهوم باكمله يعاد تعريفه، و يعاد صياغته بلا اي ضوابط، و بحرية مطلقة تقترب من التدمير الذاتي ، لكن في منظور الفن التدمير الذاتي هو بحد ذاته فن.
تحذير من الدخلاء
وتقول التشكيلية والخزافة واحد مؤسسي «جمعية صناع الحرف التقليدية» منال النشاش « هناك تنوع في صور وأشكال التراث الثقافي والتاريخي من بلد لبلد حسب المفاهيم والعادات والتقاليد والفنون من موسيقى وغناء شعبي وشعر وقصص وحكايات شعبية وأكلات شعبيه لها تاريخها والعاب شعبيه تعكس صورة الحضارة القديمة والملابس التراثية كل ذلك يعكس القيم الفكرية والاجتماعية.
وتحذر النشاش من بعض من تسميهم «الدخلاء» على التراث، اولئك الذين يستغلونه تجاريا برأيها، ولا يقدمون أية رؤية حداثية أو يبادرون لمحاولة عصرنة للتراث وادماجه في مفردات الابداع المعاصر.
وتشدد النشاش على دور التراث في الحوار الحضاري بين الأمم المختلفة، وتقول « التراث اذا امتلك كافة خصائص الابداع فهو يسمو على رغبات الربح المادي السريع، وهو لغة تفاهم وحوار راقية وانسانية بامتياز».