عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Nov-2019

الفنان طبيشات.. كوميديا محملة برسائل عديدة

 

أحمد الشوابكة
 
مادبا-الغد-  يؤكد الفنان الأردني حسين طبيشات أنه لا يمكن أن يكون للفن استمرارية، ما دام نظام “الفزعة” طاغيا على ملامحه الرئيسة، مشيراً إلى الثقل الفني الذي كانت تتميز به الحركة الفنية في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم؛ حيث كان يعلو في سماء الفن العربي، والشواهد على ذلك الحركة الإنتاجية الحكومية التي لعبت دوراً بارزاً في انتعاش الفن برمته.
وبرزت موهبة الفنان طبيشات في عالم التمثيل منذ نعومة أظافره، عندما شارك في العديد من المسرحيات مع فرقة أضواء الشمال في محافظة اربد، وفق ما ذكره لـ “الغد” عقب تقديمه مسرحية “العم غافل عشرة جيجا” في مدينة مادبا بالقول، “قدمت أكثر من عشرين عملاً مسرحياً، وعليه توجهت لدراسة التاريخ والإخراج المسرحي في جامعة اليرموك”.
وقدم عروضا مسرحية يومية سياسية منها: “منسف امريكي”، “العوض بسلامتكو”، “سري للغاية”، “مدريد واشنطن وبالعكس”، ” يا هملالي” ، “دقة عالوتر”، أما رصيده في مجال الدراما التلفزيونية فبدأ مع “العلم نور” عندما لعب دور شخصية العم غافل التي قدمته لجمهوره الأردني، ونال بها شهرة واسعة، ثم قدم مجموعة من المسلسلات منها: “حكايات من التاريخ”، “يوميات حمدي والعم غافل”، “نقطة وسطر جديد”، و”بوابة التاريخ”.
وأكد طبيشات أن شخصية العم غافل جاءت بمحض الصدفة، واستمرت سنوات بحب المواطن الاردني لهذه الشخصية، لافتاً الى أنه قدم العديد من الشخصيات الدرامية، ولكن شخصية العم غافل رسخت بقلوب الناس، مشيراً الى أن معظم المسرحيات عالجت العديد من القضايا بأسلوب كوميدي فكافي تقبله الجمهور.
ولعل من أبرز المواضيع التي تطرقت لها مسرحيات العم غافل، مخاطر السوشيال ميديا عندما يتم استخدامها بطريقة خاطئة، إضافة إلى العديد من المشاكل الأقتصادية التي أصبحت عابرة للحدود ، مؤكداُ، في كل مسرحية رسائل سامية تقدم لكل الفئات المجتمعية، وهذا الذي نهدف إليه، ونأمل أن نكون قد تمكنا من ايصال الهدف أو الفكرة.
ويعتبر طبيشات دراسته للتاريخ صورة تكاملية وارتباطا وثيقا بين التاريخ والفن، مشيراً أنه عمل مخرجاً في التلفزيون الاردني في العام 1991، ليواصل مسيرته الفنية التي تميزت في تقديم العديد من العروض المسرحية السياسية الاجتماعية التي لاقت قبولاً جماهيرياً، لما تتضمنه من رسائل حياتية واضحة تحاكي حال المواطن بأسلوب فكاهي، بخاصة كارتر “شخصية العم غافل” التي أكسبته شهرة على المستوى المحلي والعربي.
ويرى طبيشات أن هناك توجها على مستوى عال من قبل المسؤولين وعلى رأسهم وزير الثقافة ومدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون لدعم وتنشيط الحركة الدرامية في الاردن، والتلفزيون بدأ بتنفيذ أعمال درامية، متوقعا أن يكون هناك زخم في الانتاج الدرامي، ولكن؛ يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بالفنان الاردني من قبل الحكومة، ونقابة الفنانين الاردنيين التي هي الداعم والسند الحقيقي له، والتي تحتاج أيضا الى دعم حكومي لترفع من سوية ما تقدمه من خدمات لفناني الاردن.
ويستعد طبيشات وفق ما ذكر إلى تنفيذ عمل مسرحي جديد يحمل عنوان “ابن البلد”، وسيكون هذا العمل مختلفا عن طبيعة الأعمال المسرحية التي قدمتها سابقا، والتي كان يميزها الطابع السياسي، وهذه المرة سيكون العمل مسرحيا اجتماعيا بعيدا كل البعد عن السياسة، لقناعته بالتغيير.
ويقول، المسرح له عالمه الخاص وأجواؤه، فيشعر الفنان فيه أنه منفصل تماماً عن الحياة التي يعيشها، وبالنهاية أصبح جزءاً مني، لا أستطيع التخلي عنه، حتى وإن كان له تأثير على علاقاتي الاجتماعية، ويأخذ كثيرا من وقتي.
ويقول طبيشات، مكونات الممثل المسرحي الناجح في الأداء تتوزع بين المرونة الجسدية والصوت المعبر والحركة والتعبير والخيال والاحساس بالصدق في تقديم الشخصية المسرحية، لخلق صورة مؤثرة تحقق التأثير الناجح على المتلقي، فعندما يقدم الممثل أداءِ مسرحيا متماسكاً، لا بد وأن تكون هناك تجربة مستقاة من دراسة أكاديمية تجعله يتفهم كل عناصر التمثيل ونظرياته في المسرح.
ويعلل، حتى يستطيع الممثل أن يقدم دوره المسرحي بمساعدة المخرج المسرحي الناجح بعناصر مؤثرة ومثيرة من خلال معرفته لأبعاد الشخصية وتحليلها كالبعد الطبيعي والنفسي والاجتماعي، وعليه يؤدي دوره بمهارة مقنعة للمتلقي، ويكون لكل عرض مسرحي يقدمه أفضل من السابق في مستوى الأداء.
ويضيف، “بالضرورة أن يعرف الممثل الشخصية التي يحاول أن يقوم بتجسيدها على خشبة المسرح، كما يجب عليه أن يعرف أين موضع شخصيته بالنسبة للظروف الزمانية والمكانية وظروف الشخصية التي تسبق أحداث الشخصيات الأخرى ومواقفها”.
وأكد، على الممثل أن يكون قادراً على الإفادة من تجربته الحياتية الماضية في تنشيط الذاكرة الانفعالية لديه ليستطيع اختيار الموقف والانفعال المناسب لدوره في المسرحية التي هي عبارة عن حصيلة تجاربه الحياتية والارتقاء بها على مستوى جمالي، ليؤثر على المتلقي وتساهم في إعطائه قوة دافعة تساهم في إعادة الخلق والتجديد وتحديد الأهداف الصغيرة والكبيرة في المسرحية.
وقال طبيشات، يقوم الممثل بتفسير كافة الحركات التي يعتمدها الفعل، والتي تعطي تفسير ودلالات في العرض المسرحي، وقد تكون حركات واقعية أو حركات فنية ترمز لفعل موحي للمتلقي.
ويشير إلى ضرورة الاهتمام بالحركات الفنية والجمالية، وهي بحسبه، “الحركات التي تهتم بالتكوين والتصوير وتهدف الى تقديم رؤية واضحة للمتلقي تساعد الممثل على أن يكون في مركز مهم يساهم في إبراز الفعل والحدث في المسرحية”.
ويضيف، وأيضا القيم الجمالية من خلال المجاميع أو الكتل، أو حركات فنية تعبر عن العلاقات بين الشخصيات وتعمقها وتسهم في ترابط المعنى بدءاً من الهيكل العام لمقومات العرض المسرحي، وانتهاءِ بالإضاءة والأزياء والمكياج والموسيقى والاهتمام بخصوصية العرض المسرحي كعمل فني له قوانينه للرؤية والسماع والإظهار.
واختتم طبيشات حديثه بالقول، “المتلقي” هو القلب النابض للعمل المسرحي، وهو أيضاً من يقيم العمل.