عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2019

«جون أفريك»: دول شمال افريقيا مهددة كلها ومستقبلها في غاية الغموض

 

نواكشوط ـ «القدس العربي»: دقت أسبوعية «جون أفريك» الصادرة بالفرنسية، في افتتاحية عددها الصادر أمس، ناقوس الخطر إزاء المستقبل السياسي والاقتصادي لدول شمال إفريقيا الست، مؤكدة -بالاعتماد على تحليلات وأرقام ومقارنات- «أن واقع الدول الست يتدهور إن لم يكن مآل بعض هذه الدول هو التلاشي الكامل».
وأكدت «أن البيانات المرفقة بافتتاحيتها بيانات مؤقتة، وهي بيانات -وإن كانت تظهر أوضاعاً عادية- فهي مغلوطة بالكامل».
وأكد مدير المجلة وكاتب الافتتاحية، بشير بن يحمد: «إنني أؤكد أن مستقبل دول شمال إفريقيا يقلق ساكنة هذه الدول كما يقلق جميع المهتمين بها»، حسب قوله.
وتحدثت المجلة عن حال كل بلد من بلدان شمال إفريقيا وجنوب المتوسط على حدة، حيث أوضحت «أن تونس أقرت، رداً على ديكتاتورية وتسلط كل من بورقيبة وبن علي، وبتأثير من الإسلاميين، دستوراً ينص على حكم ثنائي ونظام برلماني؛ وقد أظهر كل من الحكم والنظام عدم فاعليتهما، وتأكد الجميع من عدم ملاءمتهما لأوضاع تونس».
وأضافت: «لم تنجب ديمقراطية تونس أي قائد ولا أي اقتصادي بارز ولا أية قوة سياسية تستأهل الاحترام، ونحن الآن أمام مأمورية رئاسية من خمس سنوات، لننظر ماذا ستكون عليه تونس عام 2020».
وأكدت في عرضها لأوضاع دول شمال إفريقيا أن «مصر ليست ولن تكون خلال العشرين سنة المقبلة بلداً ديموقراطياً، فذلك ما ترى المجلة أنه «خلاصة ما يظهر من حكم رابع جنرال ديكتاتور يستولي على مصر».
وأضافت: «عبد الفتاح السيسي يحكم مصر بـ 50% من سكانها، ويفرض عليهم إكراهات صندوق النقد الدولي؛ والسعودية والإمارات تصرفان أكثر من مليار دولار للشهر لكي تبقى مصر حية ولتبقى واجهة عربية وإفريقية، وإلى جانب هذا، يتحكم الجيش في مصر واقتصادها ولا أحد يدري إلى متى سيستمر هذا الوضع».
وعن ليبيا، أكدت المجلة «أن معدل النمو الخاص بليبيا يشير إلى 7.8% للسنة، وهو معدل يعتمد على النفط الذي هو المادة التي بها يحيا الليبيون العاطلون».
«إن ليبيا، تقول جون أفريك، لن تكون بعد عشر سنوات -حكمها المارشال حفتر أو غيره- سوى صومال تتوفر على البترول».
«أما الجزائر فترى المجلة بأنه بلد بلا حاكم منذ ستة أشهر، فمنذ أن مات نظام بومدين/بوتفليقة والبلد مرتهن بين طرفين هما الجيش والشارع، وبعد سنة أو أقل سينضب احتياط البلد من العملات الصعبة، وسيكون علو الجزائر أن تشد الأحزمة».
وعن المغرب، أكدت المجلة «أن الاعتقاد السائد هو أن المغرب بلد معافى وأن طريقه مفروشة بالورود، لكنني، يقول بن يحمد، لست من المتفائلين بهذا، فالملك محمد السادس يهيمن ويحكم منذ عشرين عاماً وهذه فترة طويلة، والأحزاب التي كانت تشكل واجهة المغرب خلال نصف القرن الأخير لم تعد تمثل سوى ظلها، ولم يبرز في الساعة رجل دولة بحجم عبد الرحيم بوعبيد، والثورة الشعبية المغربية لا بد أن تستعاد من جديد، ولا يمكن أن نتصور بأن المغرب لن يتعرض لعثرات على طريق الانبثاق المتوقع».
وتحدثت المجلة عن أوضاع موريتانيا، فأوضحت «أنها محل استفهام»، مضيفة: «لنترك للرئيس الموريتاني الجديد الوقت الكافي لاستكمال ممارسته للحكم وسنرى نتائج ذلك بعد سنة من الآن».
وخلصت في ختام مقالها التحليلي الافتتاحي، لتأكيد أمر واحد هو «أنها لم تعرض هذه المعطيات بسبب التشاؤم الموغل، بل لأن هذا الجزء من العالم مهدد بالكامل، وهو ما يجعل الحذر أمراً لازماً، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه».