عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Apr-2019

وديان الشام.. سحر الطبيعة بإمضاء شباب جرش

 

جرش -الدستور - حسني العتوم - في تجليات الشباب وشغفهم باستطلاع الامكنة ومخزونها الطبيعي بتنوع  اشجارها وانعطافات طرقها بين الجبال والوديان وتنوع طيورها باحجامها والوانها وبساط ارضها الاخضر المزركش بنوارها الذي يحمل الوان قوس قزح والكثير مما يلامس شغاف العين؛ ما وضع شباب مركز شباب ساكب ومتطوعين من محافظة جرش على هذا المسار الذي يبلغ نحو 18 كيلومترا سيرا على الاقدام. 
يجتمع نحو 25 شابا من مختلف الاعمار ويضعون خططهم للمسار بين ظلال الاشجار الذي يبدأ من منطقة الحسينيات باطلالتها العالية على قمة جبل تتربع عليه منازل قرية ريفية ما زال زمن الاباء والاجداد حاضرا في حواريها ومن جبلها الذي تلامس فيه ايادي اطفالها الغيم، تزف اليك مشاهد مآذن القدس نورا وتعانقه من هناك جبال الخليل ونابلس وما بينهما من شريان اخضر يحكي قصة الزمن بالوان زهره اليانع. وينطلق الشباب مع تعرجات المسار  بمسير حر عبر  وديان الشام باشجارها الكثيفة وسط الغابات ذات الامتداد الطبيعي لغابات دبين الشهيرة، ومع ذلك التعرج في الطريق يحقق الشباب وقفات مع البيئة المحيطة بهم، فمن استكشاف المكان والغابات في الوديان التي قلما يصلها الناس الى تعزيز الانتماء لدى الشباب لبلدهم من خلال اطلاعهم على ما يحتويه من كنوز طبيعية لا تقدر بثمن.
فمن مثلث الحسينيات - ولا ادري سبب تسمية هذه القرية بهذا الاسم - ينطلق مسير الشباب باتجاه عين جحدب بمائها الرقراق، ويرتشف الشباب من مائها العذب ليواصلوا مسيرهم  عبر وادي الشام او ما يسمى بوديان الشام باتجاه منطقة حرواثا وقرية السوق ومن ثم الاتجاه الى قرية الصفصافة وهي من قرى عجلون لينتهي بهم المسير  بمنطقة ام جوزه. 
و المشاركون في المسير  يرون ان جماليات بلادنا غير المكتشفة او التي لم يصلها المواطنون كوجهات سياحية هي كثيرة جدا وان طبيعتها تشكل المناخ الامثل لسياحة المغامرات والتحدي. 
رئيس مركز شباب ساكب احمد الحوامدة قال ان المركز دأب ومنذ فترات زمنية بعيدة على تنفيذ المسير الخلوي لشباب المركز والاجمل مشاركة واسعة من الشباب الذين هم على مقاعد الدراسة في الجامعات والخريجين ايضا. 
واشار الحوامدة الى ان المسير في الغابات يكسب المشارك الكثير من القيم النبيلة فبالاضافة الى رياصة المشي هناك الاعتماد على النفس والتصرف المناسب اذا ما واجهته مشكلة فضلا عن روح التعاون والالفة في كافة الاعمال التي يقومون بها عند اعداد الطعام والطهي والابقاء على نظافة المكان، مشيرا الى ان الاهم من ذلك كله يتمثل في الكشف عن مواقع جديدة يمكن ان يستخدم كمسارات سياحية متعددة المسافات والتي تبدا من 3 كم الى 18 كم. 
وقال اننا نستطيع ان نقرأ السعادة على وجوه المشاركين وما يقومون به من تدوين الملاحظات الموثقة بالصور التي عادة ما يعود اليها الشباب ويدونونها على شكل قصص وحكايات، لافتا الى ان محتويات الغابة و ما تضمه من تنوع اشجارها بين  البلوط والسنديان والقش والقيقب اضافة الى النباتات الربيعية الموسمية وانواع شتى من الازهار  كالدحنون والخرفيش و القصيصة والمرار وغيرها الكثير الكثير من النباتات وانواع الطيور المختلفة كالشنار والحمام البري والعقاب والبوم والقبرة وانواع العصافير المدهشة بالوان ريشها  وبعض الحيوانات البريه كحيوان العكس والثعالب والخنازير والحفار وغيرها الكثير هي قصص فريدة يمكن مشاهدتها بسهولة في بعص المسارات والتي عادة ما تبتعد عن المواقع التي يؤمها المتنزهون بكثافة.
وتجدر الإشارة هنا الى اهمية تنظيم برامج هادفة من هذا النوع للشباب ليس فقط في جرش وانما على مستوى المملكة لما تحمله هذه المواقع من اماكن مدهشة حقا، ولعل الاهم في هذا المجال هو تحقيق التنمية في تلك التجمعات السكانية التي تقع ضمن تلك المسارات والتعرف اكثر على طبيعة حياتهم واهتماماتهم لاسيما وان غالبية هذه التجمعات ما زالت تحتفظ بارث الماضي من حيث الاعتماد على الزراعة وتربية الماشية بانواعها، لتمتد يد العون والمساعدة اليهم. 
اخيرا نوجه كلمة شكر للشباب المبادرين الى هذه الانشطة والشكر موصول لرئيس مركز شباب ساكب والمشرفين والاعضاء المتميزين في عطائهم.